سياسة

لبنان رهينة “محور الممانعة” عبر حزب المئة ألف مقاتل!

” … وكانت أزمة زحلة بين “القوات اللبنانية” بقيادة بشير الجميل، وبين القوات السورية في نيسان عام 1981، امتحاناً جديداً للدبلوماسية السعودية، وما نشأ بعد ذلك من أزمة الصواريخ بين سوريا وإسرائيل. وقد صرّح الأمير فهد يومذاك بأنّ المملكة تقف بإزاء أحداث زحلة مع الشرعية اللبنانية وتدعمها. وقال سفير المملكة في ذلك الوقت علي الشاعر: إنّ المملكة تصرّ على وقف إطلاق النار، وإنهاء حصار القوات السورية لمدينة زحلة، ليكون ذلك مقدّمة لتحقيق المصالحة اللبنانية. وبالفعل، توقّف الحصار، وخرجت “القوات اللبنانية” بمواكبة سعودية.

●□●□●□●□

اقتطفُ هذا الجزء من مقال عن معركة زحلة للتذكير بموقف شجاع ومشرّف أطلقه آنذاك الأمير السعودي فهد بن عبد العزيز…

لقد صدمنا كلام وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، ابن كسروان، التابع للمحور الإيراني – السوري.. وما قاله ورّط لبنان إذ زجّه في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع المملكة العربيّة السعوديّة بسبب تأييده للحوثيّين أعداء المملكة، وذلك في سياق مقابلة تلفزيونية على إحدى الشاشات العربيّة.. ولم يبادر هذا الوزير إلى الإعتذار، على الرغم من اجتماعه مع البطريرك الماروني بشارة الرّاعي الذي تدخّل لحلّ المشكلة وتدارك تفاقمها.. إلا أن الاستقالة التي تمّ الحديث عنها لم تحصل!

حزب الله حليف اليمن الذي يشارك في الحرب إلى جانب الحوثيّين ضد السعودية عبر مقاتليه، والذي يهيمن على الحكومة اللبنانيّة بل على مفاصل السياسة اللبنانية، لا يسمح لهذا الوزير أو لأيّ وزير يسيطر عليه (ولو من خارج الحزب الفقيهيّ!) أن يقدّم استقالته التي قد تنفّس الإحتقان!

بين الرّمانة والقلوب المليانة.. استعر الخلاف بين السعوديّة ولبنان، وبينه بين دول عربيّة أخرى، بسبب حزب شيعي مسلّح إيراني الولاء والانتماء، يتمدّد خارج الحدود اللبنانيّة، لا سيّما إلى سوريا واليمن حيث ينخرط في حروب تخدم مصالحه الاستراتيجيّة والتّوسعيّة على حساب مصلحة لبنان العليا، ما أدّى إلى عزل لبنان عن محيطه العربيّ حيث ينتشر اللبنانيّون، من كلّ الطّوائف، ويساهمون في ازدهار دول عربيّة شقيقة وصديقة، لا سيّما في الخليج حيث التبادل الاقتصاديّ الناشط يرفد خزينتنا بعشرات ملايين الدولارات سنوياً.. وفي الأزمة الماليّة الخانقة التي يتخبّط بها لبنان حالياً لا يمكن أن يتحمّل اقتصادنا مزيداً من الانهيار الذي يتسبّب به فساد زمرة السلطة اللبنانية الحاكمة الفاسدة التي سرقت ونهبت وهدرت المال العام، على مر السنوات، وراكمت الديون على كاهل الدولة منذ ثلاثة عقود، هي المُستمرة في استنزاف مقدّرات الدولة وتخريب مؤسّساتها الدستورية.. لنصل إلى هذا القعر!

“محور الممانعة” يخطف لبنان، يرهنه، يجرّه إلى الوراء، عبر الحزب الفقيهيّ الذي يغطّيه رئيس الجمهورية اللبنانية، بتحالفه معه، عبر حزبه وفريقه السياسي وباقي حلفائه “الاستراتيجيين”.. كل هذا على حساب العلاقات اللبنانيّة الوثيقة والتاريخيّة التي تربط لبنان بأصدقائه العرب الذين يفاخرون بصداقتهم مع لبنان الدولة والشعب الذي تربطهم به أمتن أواصر الصداقة بفعل الثقة المتبادلة لا سيّما على مستوى الأعمال في مختلف الميادين والاختصاصات.. فهل يجوز أن تعطّل حكومتنا علاقات الصداقة التي تربط لبنان بالدول العربيّة بسبب علاقة حزب المئة ألف مقاتل ذي العقيدة السياسية النقيضة لعقيدتنا اللبنانيّة، بالحوثيين في البلد الذي يخرّبونه والذي كان يُسمّى اليمن السّعيد.. ليصير وطننا، بسبب ما يجري.. لبنان التّعيس!

خسئتم يا أعداء لبنان!

سيمون حبيب صفير
١ – ت٢ – ٢٠٢١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى