نيّال السمّا فيكن يا ملائكة
مشمش وعنّايا حزينتان،وعندما تكونان في هذه الحالة لا يرايا سواكما ملائكة تطوفان السماء ليس كل 22 من الشهر بل كل أيام السنة وعلى الدوام.
أعــــــــــــــــــــــزائي أحبابي “أولادي”،كم هو مؤلم أنْ أرثي أبًا وأخًا غادرانا وهما في مقتبل العمر.هي مأساة كل واحدٍ منّا وليست مأساة الأهل الأعزاء وبلدتي الثانية مشمش…كل أمْ تنتظر زوجها وإبنها لكن للأسف لم يعودا.
هل أنطلق كما إعتدتُ بالرثاء التقليدي أم أتجوّل في قاموس مفرداتي لعلّي أجـــد ما يُناسب الحزن من كلمات؟ أنتّ يا شربل الأب والصديق المخلص وأنتَ يا سليمان وفذلة كبدي أيهّا الغصنان العنيدان عِناد أرزِ لبنان البديعة الشامخة،كم كنتُ أتمنى لو أنّ حزن رحيلكما المفاجىء لم يهدم ضلوعي وأفكاري وذكرياتي ليغرقَ قلبي وقلب عائلتي ألمًا وكمدًا .
ما أقسى البكـــاء بدموع فاجعـــة،وما أصعب الألم عندما يصيبُنا في الصميم،قتلتُما قلبي على فراقٍ لم أكن أتوقعه بعد مكالمة ودّية منكما اليوم وكأنكما ودعتموني وإستأذنتموني لتصبحا ملائكة تحفظ أحبابكم على هذه الأرض الفانية،وبتما تخليدًا لذكرى 22 من كل شهر تطوفان فوق المؤمنين بمعية قديس العالم مار شربل .
كل ما تبقّى من الذين إبتلعتهم الهجرة في أرض الغربة ذكرى ما كنتم تحيطونني من عطف ومحبة وما يطيب لي من مأكـــل أنتظر سماع صوتكما بشوق لكن الآن لا… هاتف ينتظر الألم الطويل في الفؤاد…
إبكي أيتها العين وإذرفي الدمع على ثمرتين يانعتين ،أذبلهما القدر اللعين وباتا مجرّد ذكرى ولكنهما بالنسبة إليّ باتًا بمثابة الإنجيل الخامس في صلواتنا الذي يحمل مضمونه الحب والتضحية والذكرى الصادقة.
إبكي أيتها العين على من يكحلك بالمحبة،يا لك من قاسٍ أيها الموت. نعم أنت حقٌ على البشر علينا أن نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا بُدّ منها ،لكنك جئت كالبرق في غير أوانكَ ،جئت مهرعًا في يوم قاتم السواد وسرقت بلمحة بصر صديقين عزيزين طموحين .
شربل وسليمان كنتما البراعم المتوقدة بحب الحياة والصدق متفائلان تحبان الحياة ،كنتم تتمنيان في أحاديثكما معي أن تعيشا حياة زاخرة بالأفراح والمسرّات،لم تفارق الإبتسامة محياكما…أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبكما المحب فإنها كانت أحلى سماتكما،فكـــــــــــــــل ما بقي من نقاء روحكما أغرز الدمع لديّ .
شربل وسليمان نفتقد إبتسامتكما وفقدانكما ليس إلاّ خسارة لي ولعائلتي ولمشمش ولعنايا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل.
وداعًـــــــــــــــــــــــا أيها المحبّان للحياة ، وداعًــــــــــــــــــــا أيها المتواصلان في العطاء ، وداعًــــــــــــــــــــــــــــــا وأنتما المغادران جسدًا وأنتما الحيّان روحًا بين قلبي وبين أهلكما ومحبيكما…
بإسمي وبإسم عائلتي أتقدمّ من الأرملة الفاضلة ماري حنا أبي حنّا والجدّة الفاضلة مريم يعقوب دميان والإبن رامي والإبنة ريمي وسائر أنسباء الفقيدين وعموم أهالي بلدة مشمش بأصدق التعازي سائلاً الله الراحة الأبدية لهما وسكب على قلوبكم بلسم العـــــــزاء.
الدكتور جيلبير المجبِّرْ