بالله عليكم كفاكُـــــــــــــــــــــــــم
عندما أشاهد متابعًا ومستقصيًا وضع لبناني الحبيب ألاحظ تصرفات ساسة لبنان المرشحين منهم والمسؤولين أيضًا يخطبون بالشعب وهم يعلمون أنهم فاسدون وكاذبون والناس أيضًا يعلمون أيضًا بتلك الصفات والأمر الأكثر صدقًا أنّ هؤلاء الساسة يعلمون أنّ الشعب يُصنفهم بال”الكذابين”،والمؤسف أنّ الشعب في هذه الحالة يُصفّق لهؤلاء ثم يُعيد إنتخابهم في دائرة عبثية لا تنتهي. وأسأل من أرض الغربة ما الذي أعمى أبصار شعبنا عن عورة حُكامنا ؟وما الذي يردعه عن إتخاذ المواقف ضدهم إذ رأى عوراتهم؟
هناك في لبنان وللأسف حالات خداع في التواصل مع الناس ويُعرفها أحد الدكاترة في علم السياسة بأنها خديعة التواصل مع الناس وتحديدًا أطلق عليها ” التلاعب بالمعلومات”،ومن المعلوم عندما يُحاول أي سياسي إستعمال هذا الأسلوب فإنه عمليًا ينتهك المبادىء الأساسية لحقوق الإنسان مفترضًا أنّ هناك إتفاقًا مضمرًا يحكم أي محادثة بين شخصين أو أكثر . والهدف التضليل المُحكم للرأي العام وحجب الحقائق عنه وهذا أسلوب سافل يسلُكه كل سياسيّ لبنان حاليًا ولن أخجل من توصيفهم بهذا الأمر وليسمح لي بعض أصحاب المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي من توجيه ملاحظات حول بعض العبارات التي ترد في نصوص المقالات،فالحريّ بكم سَماع أنين الناس ووجعهم وفقرهم والأجدر أن تقفوا مع الناس لا ضدهم. إنّ الحرية أسمى من كل شيء ومن سمعة زعيم يُعربد ويبيع ويشتري وشعبه يجوع ويُهاجر إلى أقاصي العالم بحثًا عن الراحة ولقمة العيش .
لبنان والشعب اللبناني يعيشان في عصر ما بعد الحقيقة إستنادًا لتداعيات ظاهرة الكذب السياسي والتضليل،خصوصًا أنّ رجال السياسة المخصيين في لبنان يُعبرون عمدًا عن مبدأ ديمومة الكذبة وديمومة تسويقها عبر إعلام مأجور، وإنهم يسلكون طريق الكذب لإتمام صفقة بيع أنفسهم ورهن المؤسسات الرسمية لغريب وافد بقوة السطوة لا بالمنطق والحوار. من خلال ندوة دُعِيتُ إليها سمعت أحد الدكاترة يُعلن أنّ السياسة هي علم وفن حكم البشر إستنادًا لأفلاطون، ويستطرد ليسأل : هل يحق لرجال السياسة اللجوء إلى أساليب التضليل والخداع لتأمين صورتهم بهدف الوصول إلى غاياتهم لبلوغ السلطة والتحكّم بمصير الشعب اللبناني؟ وهل السياسة مرآة يتحاسد الحكام من خلالها ويُخادعون الشعب ويُناورون ويتأمرون على الشعب؟! إنّ خطر الكذب في هذه المرحلة هو الخطر النفعي والإستغلالي اللذين سيوظفان في الإنتخابات المقبلة هذا إن حصلتْ،وهنا على الهامش أتحدّى الجميع ومن دون إستثناء إنْ كانت لديهم الجرأة على المطالبة بتأجيل هذا الإستحقاق علمًا أنه في الكواليس وهذا الأمر بات معلومًا أنّ أغلبية ساسة لبنان يرغبون في التأجيل خوفًا من النتائج،ولكن عمليًا وفق ما حصلت عليه من أحد مراكز الأبحاث فالنتيجة معروفة سلفًا في ظل إنعدام الصدق السياسي والزبائنية السياسية وفي ظل ساسة كذابين ستكون النتيجة على ما هي عليه. الأجدر أن تُلغى هذه الإنتخابات ويعترف الجميع بفشلهم ولينتظروا أمرًا ما قد يحصل ربما وأكيد بعد درسه بإتقان لإعادة الأمور إلى نصابها وللبحث صلة في هذا الإطار.
غريب أمر شعبنا اللبناني المقيم والمنتشر يستقبل ويُوالي ساسة مشهورين بالخداع ويصفقون لأغلبيتهم ، والساسة في لبنان هم أصحاب منظومة خيانية خيالية بعيدة كل البعد عن المصداقية وهي حالات من الإفتراء ولا خير فيها … أتاني أحد المسؤولين طالبًا مني مساعدته بأمرٍ ما،وعندما فاتحته بواقع لبنان وصعوبة العيش المتأتية من أداء هؤلاء الساسة وهو واحد منهم أجابني وبكل وقاحة “لم نكذب أبدًا بهذا القدر الذي نكذبه اليوم،كما أننا لم نكذب بهذا النحو السفية والنسقي والراسخ …” إنّ ما يحصل اليوم في لبنان إستناد الساسة إلى واقعات وحقائق مزيفة ممّا يُسهّل تسرُّب الكذب إلى المسافة الفاصلة بين الإستعارات والواقعات،ومن الواضح أنّ الأمور وصلت إلى حدود لم يَعُدْ مقبولاً السكوت أو التغاضي عنها.
أيُّها السّاسة سنوات وسنوات حافلة بالكذب ومشاريع وهمية أغرقت البلاد بالديون وشعب تهجّر ومصرف مركزي يُعاني من التجاوزات ،وبصريح العبارة” سرقتوا وكسرتوا…” ووقاحتكم بلغت ذروتها ،فبالله عليكم كفاكم إتقوا الله .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 24 أذار 2022