أخبار إجتماعيةسياسة

بقلم : د.جيلبير المجبر : صفقة في الأفق إنتبهــــــــــــــــــــــوا …….

صدر عن دائرة الإعلام المركزية للدكتور جيلبير المجبِّرْ الموقف التالي :
لبنان يدخل في مستنقع التسويات المميتة والتسوية الآتية يكتنفها الغموض ولا حلحلة على مستوى الداخل اللبناني،وكيف لا يُمكن القبول بتسوية على حساب الشعب في ظل زعامات منقسمة على نفسها وفي ظل خلافات كبيرة ما زالت قائمة؟ إنّ ما سيحصل وفق ما أفادتني به مصادر دبلوماسية أنّ الوضع السياسي العام سيُواصل الغرق من سيء إلى أسوأ في حال بانت في الأفق تسوية إقليمية – دولية ،برضى إقليمي محلّي وحتى بتعهد التنفيذ وضمن شروط التسوية وعلى حساب الدولة والشعب.التسوية الآتية تعمل على السماح لدولة إقليمية بخلط أوراقها على الساحة اللبنانية وحتى إستباحتها ،وستكون البداية من الإستحقاق الإنتخابي القادم في حال سمحت الظروف الإقليمية إنجازه. ويفيد الدبلوماسي الذي زارني أنّ هناك خلافًا عميقًا بين السياسة العربية والسياسة الأميركية على خلفية السياسة المنتهجة من قبل الإدارة الأميركية والباب الذي تمكّن منه الغرب تنفيس إحتقانهم مع الأميركيين هو غض النظر عن الذي يحصل في أوكرانيا لناحية عدم تحميل روسيا أي موقف سلبي تجاه هذه الأزمة، أي أنّ العرب إلتزموا موقفًا واضحًا وصريحًا تجاه الأزمة الأوكرانية – الروسية – الدولية وكان هذا الموقف المحايد عن هذه الحرب،لا بل زادوا عليه نوع من المواقف الإيجابية تجاه روسيا . ويُفيد الدبلوماسي الأجنبي الزائـــــــــــــرْ أنّ هناك محاولة سورية يقوم بها الأسد من خلال تقريب وجهات النظر بين موسكو والعرب ويكون ثمنها العودة إلى حضن جامعة الدول العربية ويؤكد أنّ سوريا ستكون حاضرة في القمة المرتقبة التي ستحصل في المستقبل القريب في الجزائر. التقارب العربي مع الأسد مُبرّرْ وفق نظر الدبلوماسي الزائر وهو مسعى لمحاولة سحب الأسد من الحضن الإيراني وفي نفس الوقت رسالة مبطّنة إلى الإدارة الأميركية بأنّ العرب ليسوا مجرّد مجموعات تنتفع منهم على صعيد شراء الأسلحة والإستفادة من النفط . ويستطرد الدبلوماسي الزائر بعضًا من المعلومات التي في جعبته ويكشف أنّ هدف العرب العودة إلى سوريا التي تمتلك فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية عدة أوراق وهي حاليًا صاحبة الورقة الضاغطة في المفاوضات الحالية على صعيد الملف النووي،ويضيف الدبلوماسي أنه في الإجمال سوريا كانت تضطلع بأدوار مهمّة في المنطقة ومنها على سبيل المثال الدور الذي لعبته في لبنان وبتغطية عربية – عربية ، وعربية – دولية … ويقول الدبلوماسي أنّ هناك صفقة ستحفظ حقوق الجميع بإستثناء اللبنانيين وعلى الأرجح هناك مقايضة على الأمور الحاصلة كل حسب موقعه : العرب يُريدون التخلّص من وحول اليمن،والإيرانيّون يريدون الإحتفاظ بالورقة اللبنانية وما حقّوقه من مكتسبات يعتبرونها حقًا من حقوقهم… ويُنهي الدبلوماسي الزائر : ” أين شعبكم وزعمائكم ممّا سيحصل ؟ وحصّة من ستكونون؟ الأمور تعيد نفسها والله يشهد أنّي بلّغتكم يا سادة بما سمعت وبما أُفِدتْ والله وليّ التوفيق … وقّانا الله ووقى اللبنانيين ولبنان من خطر الجهل الذي يتمتّع به المسؤولون اللبنانيّون … وحمى الله لبنان وشعبه ومؤسساته من خطر التفرُّد في الرأي والإنهزام .

يتظّهر لدي قناعة أنّ بعض الإعلاميين وأصحاب المواقع الإعلامية وبعض الصحف أنّ مسيرتهم الإعلامية لم تُحافظ على سياقاتها وأهدافها ،أي إخبار الجمهور والمجتمع عمومًا بالحقائق وإطلاع الرأي العام على مجريات الأحداث.وبعد مراجعة مستشاري القانوني أبدى مطالعة وبعض مضمونها أنّ بعض الإعلاميين والمواقع والصحف أفسدوا تلك القيم الإعتبارية التي كانت أبرز سماتها المصداقية ،لكن أغلبيتهم خرجـــــــــــــــــوا عن كثير من سياقاته وقيمة الإعتبارية التي ينبغي أن يُحافظوا عليها. المؤسف ووفق الرأي القانوني أنّ الكثير من المواقع وأصحابها وكُثُرْ ممّن دخلوا إلى الساحة الإعلامية يعملون وفقًا لمشيئة قوى معينة وتوجهات سياسية لبعض المراجع السياسية لينتقلوا من المصداقية إلى دس الإفتراءات وتحجيم الأحرار الأمر الذي أصاب الإعلام الكثير من التشوُّه والمّسْ بسمعة الإعلام نتيجة التدخلات . بصفتي مواطن مقيم في الخارج ومتابع لكل تفاصيل الوضع اللبناني أطلب من كل من يتعاطى مهنة الإعلام أن يعيد لها مصداقيتها أي مصداقية الكلمة الحــــرّة التي تفقد بريقها بسبب الأداء الخاطىء، وألاّ ننحدر بمجتمعنا إلى أمور لا تُليق بنا .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ

فرنسا في : السبت 26 أذار 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى