نرفض أي إستحقاق إنتخابي نتيجته ملغـــــــــــــومة وليست لصالح الوطن والشعب …..
نرفض أي إستحقاق إنتخابي نتيجته ملغـــــــــــــومة وليست لصالح الوطن والشعب
نرى أنفسنا مُلزمين وبصفتنا مهتّمين بشأن لبنان الدولة التي ولدنا فيها وتعلمنا أنبل القيم على أرضها وهناك حيث مدافن أجدادنا وأباؤنا وامهاتنا وشهدائنا أنْ ندخُل في ظروف وتفاصيل الإستحقاق الإنتخابي القادم وبعد إقفال بابي الترشيح وتشكيل اللوائح علمًا أننا أيضًا نلاحظ تدخلات خارجية لأجل تسويات كالعادة ومن شأنها أن تكون كما في كل مرة على حساب السيادة الوطنية وكرامة الشعب وحقه في تقرير مصيره هذا إذا سُمِحَ له تقرير المصير لأنه إبن وطن صغير تلعبُ فيه الأمم وتتناتشه المصالح هذا من جهة ومن الأخرى تدخلات السلطة العلنية وما ستُسفره من نتائج مزيّفة على ما حصل في السابق . الواجب المهني والوطني يُلزمني وأنا في أرض الغربة أشقى وأتعذّب أن أوضح للرأي العام مفهوم الإنتخابات في لبنان الذي أصابه الوهن والذي لم يتغيّرْ إطلاقًا بل كان مزيدًا من فصول التلاعب بالحق الديمقراطي في التصويت الخاص بالشعب اللبناني والذي كانت نتيجته الدائمة والمُستدامة “إنتخابات حرّة ونزيهة” بشهادة وكلاء الأزمة والتفليسة .
الإنتخابات يا شعب لبنان العظيم في مفهومها الصحيح هي فسحة صادقة من ديمقراطية سليمة التي يتنافس فيها الأحزاب والجمعيات والأفراد،وتكون المنافسة منافسة مشاريع سياسية حقيقية تحتوي إتجاهات المرشحين على مختلف المستويات السياسية الأمنية الإقتصادية الإجتماعية المالية التربوية … هذه المشاريع السياسية تتكوّن من مشاركة فئات من المجتمع في صياغتها وتكوينها من خلال العمل السياسي المستمر داخل الأحزاب والجمعيات فتتحول المعركة الإنتخابية إلى معركة مشاريع سياسية تُقدِّمْ الحلول والرؤى لأوضاع المجتمع اللبناني لا على طريقة كما هو حاصل اليوم زبائنية وتضليل ومال حرام وآراء متفلّتة وتزوير لإرادة الناخبين والسطو على مؤسسات الدولة وإرتهان أعمى قــلَّ نظيره .
هذه الإنتخابات قداسة الحبر الأعظم الآتي إلى بلاد مفلّسة شعبها مهجّر عاطل عن العمل يشوبه القلق على مصيره ، ويا غبطة السيّد البطريرك ويا أصحاب السماحة والعمامة هي ذروة التزوير وضرب النظام الديمقراطي ، أما بالنسبة إلينا كُنّا نتطلع إلى الإستحقاق الإنتخابي ونراه حُلمًا يمكننا من خلاله تغيير واقع ما وبنسبة متواضعة ،ولكن مفهوم الإنتخابات التي دعوتمونا إليها له مفهوم عكسي تمامًا لأسباب عديدة أهمها النظام السياسي الذي تدعموه من خلال تغطيتْ كل مجازره والذي يتبرّج بحلى الديمقراطية المُزيّفة . الإنتخابات يا سادة عبارة عن تنافس شخصي بين المرشحين الذين لا يملكون أي مشروع سياسي يقدّمونه للشعب والذي على أساسه سوف تُجرى الإنتخابات . المرشحون إنْ كنتم لا تعلمون عنهم مصيبة وإنْ كنتم تدركون واقعهم فالمصيبة أكبر ونصنفهم فئتين ، الفئة الأولى هي المرشحون من داخل السلطة وهؤلاء تقتصر حياتهم السياسية على الصراع داخل السلطة لتقاسم مغائم الدولة على أنفسم والتوّسط لتوظيف مناصريهم لكي يُصادروا أصواتهم وبالتالي يؤمنون لهم المقاعد في المجلس النيابي والفئة الثانية قسم منهم يستخدم المال في شراء السياسة في سوق النخاسة وقسم آخر منهم يتكل على الكذب والتضليل والرياء لكسب رضى الرأي العام … هذا هو المنطق العام الذي يحكم الإنتخابات في لبنان ،هل تجرّأ واحدٍ منكم على مقاربة الموضوع بهذه الجديّة أم أنكم غافلون عن الأمر السيء والذي سيُنتج أمرًا أسوأ منه …
دعوني أقول لكم يا سادة وبصيغة الجمع وكلكُم يعني كلكُم مقيمين وزائرين ومتعاطين أنّ هذا المفهوم للإنتخابات له تأثيرات مدمرة على جميع المستويات السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية – الإجتماعية – الديمغرافية … وعلى المستوى الديمقراطي فإنه يعطّل النظام الديمقراطي الحقيقي من خلال عدم وجود تكافؤ الفرص بين من هم داخل السلطة وخارجها والذين لا يملكون المال . على المستوى الإقتصادي فالقوى السياسية المرشحة لا تقدم حلولاً أو رؤى للأوضاع الإقتصادية معتمدة الطرق العلمية . على المستوى الإجتماعي القوى المرشحة نتيجة قصورها في المواقف السياسية والإقتصادية ستؤثر سلبًا على النواحي الإجتماعية للمواطن وللمجتمع . فحذار التضليل وبالتالي نرفض رفضًا قاطعًا سلبنا حقوقنا الدستورية الديمقراطية وسياسة التكيُّف مع الأمر الواقع والمُسايرة والتلاعب بمصير الشعب والوطن ، فيا أيُّها المقيمون وأيُّها الزائر الكريم تيّقظوا وإتقوا لله وعباده .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ