بقلم : د.جيلبير المجبر : المشاكل التي ستواجهنا مستقبليًا ( موقف سياسي )
جريًا على ما درجت العادة كل أسبوع أستضيف في مكتبي دبلوماسيًا صديقًا ندردش وإيّاه عن الأوضاع العامة وخصوصًا الوضع اللبناني ، والزائر هذه المرة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن حيث تطرقنا إلى الأوضاع العامة في البلاد و حرصًا مني على الشفافية ونقل الصورة بكل تفاصيلها وإيمانًا مني بأحقية اللبنانيين المغتربين والمقيمين الإطلاع على ما دار بيني وبين الدبلوماسي أطلع الرأي العام على خلاصة اللقاء التي كانت على الشكل التالي :
بالنسبة للإنتخابات هناك كلام دبلوماسي بإمتياز مفاده عتب على القيّمين في لبنان روحيين وزمنيين وتحديدًا جماعة المجتمع المدني ومجموعات ثورة 17 تشرين والقيادات الروحية المسيحية والإسلامية الذين أخفقوا في مقاربة منظومة سياسية تُدغدغ الرأي العام علمًا أنهم لم يتوّحدوا ضمن لوائح بإمكانها إحداث تغيير لو شبه جُزئي . وهذا الأمر سيُفقد الثوار المصداقية وبالتالي سيقعون في مطب خطير وعليكم مراجعة ما حصل معكم في ثمانيات القرن الماضي وما تلاه من وصايات إنتهت بإتفاق الطائف الذي أتى على حسابكم كمسيحيين عامة والموارنة خاصةً .
السيناريو الإنتخابي المتوقع وفقًا للدبلوماسي الضيف الذي سيُعتمد من قبل السلطة محاولة إستخدام ما تبقى من إحتياط العملات الصعبة . إضافةً إلى تجميد موازنة يُرافقها جنون السلع الإستهلاكية والدواء والمحروقات والكهرباء وغيرها التي يستحيل عليكم مواكبتها ، إضافة إلى الصرف من خارج الموازنة . عامل إضافي وأساسي لا تُلاحظونه وهو ضخ أجواء إيجابية سواء أكانت سياسية وعلى سبيل المثال “ترويج لزيارة ناجحة للحبر الأعظم” إضافة إلى تسويق فكرة إنتهاء الأزمة المالية بأقل ضرر ممكن . ولا يجب أن تنسوا أنّ عامل المال سيلعب دروه في الإنتخابات المقبلة وهذا المال سيُرجِحْ نجاح فئة على أخرى وستكون النتيجة لصالحه علمًا أنّ المال في الإنتخابات عندكم عامل أساسي وغير خاضع للقوانين بالرغم من أنّ الأمر ملحوظ في القانون ولكنه لا يُطبّق …
إنكم أمام بركان سينفجر بكم على كافة المستويات : الفشل في الإستحقاق الإنتخابي أي خسارة مُدوّة ولا يمكنكم ملامة أحد كما كان يحصل في السابق ، وإعلموا أنه بعد خسارتكم الإنتخابات بوجه السلطة لأنّ الأكثرية ستكون من جانبهم سيكون من الصعب مواجهة أي قرار يُتخذ ، وعليكم أنْ تنتظروا ذيادة الضرائب وعلى كافة الصُعُدْ … ” إنّ الفشل هو من صنعِ أياديكم روحيين وعلمانيين ” ولكنكم لم تتعظوا ولم تتعلموا من الأخطاء السابقة .
صدقًا ومن أرض الغربة أنقل وبكل أمانة ما تفضّل به سعادة الدبلوماسي الصديق وفي نفسي حزن كبير على وطن وشعب تتناتشه المصالح الخاصة داخليًا ودوليًا … وبصريح العبارة إنّ من يدّعي التقيّة السياسية هو مُجرّد شيطان لأنّ قواعد اللعبة باتت مكشوفة للعلن … وقد صحّ قول أمهاتنا ” صلّوا ولا تملّوا ، ما في إلا الصلاة بتخلصنا …”
د.جيلبير المجبر