أخبار إجتماعية

تحرك منفعل ما بعد حرب الطائرات المُسيرة!

بقلم// جهاد أيوب

لم يعد خافياً أن صراعنا مع الكيان الصهيوني المؤقت هو صراع دولي ضدنا، وتحديداً فرنسا وأميركا وبريطانيا وغالبية الدول إلعربية، وقد يكون رد فعل الحركة الدبلوماسية الحاسمة وإعلامها لهذه الدول تصرف بشكل جنوني وعدواني وسريع بعد إطلاق المُسيرات الثلاث ضمن حدود لبنان البحرية على سفينة صهيونية أو منصة كاريش التي تسرق غازنا ونفطنا أكبر دليل على صحة ذلك!
وهذا التحرك الهمجي لتلك الدول المنفعلة جاء تزويراً للحقيقة التي يملكها لبنان رغم وجود عدد كبير من زعاماته لا تكترث لحماية خيرات بلادها ما دامت تقبض بالدولار من سفارات غربية وعربية همها إسرائيل التي لم تعد قادرة على حماية نفسها، وأكدت حادثة المُسيرات صحة ما اشرنا إليه!
رد دول شريكة في الحرب الأوكرانية جاء خوفاً من أن يكون حزب الله قد قرر الحرب البحرية من جانبه، وإن وقعت قد تُربك هذه الدولة لعدم استطاعتها الدفاع عن إسرائيل المنشغلة بأزماتها الداخلية سياسياً واجتماعياً وعسكرياً واقتصادياً بشكل مخيف، وهذا ما جعل إسرائيل مرتدعة من عدم الرد، وراهنت على أن يكون الرد كلامياً من زمرها في الداخل اللبناني وحركة الدبلوماسية الغربية التي أشرنا إليها!
إن خمول إسرائيل المؤقتة في عدم الرد بعد أن كانت عودتنا بسرعة ردها العسكري على العرب يعني خيار أخذ قرار الحرب بالنسبة لها غير متاح، والمواجهة البحرية زادت من إرباك الكيان الصهيوني مرحلياً، أي أن إسرائيل هذه غير جاهزة في الوقت الراهن لكون شركاء حروبها الدموية علينا انشغالاتهم في مكان آخر! فرنسا غير صالحة لتغطية أي حرب إسرائيلية، وشعبها حاله كما حال شعوب دول الغرب حيث دخل في متاهات صعوبة العيش، وأزمات الغاز والبنزين، وفقدان بعض الأدوية، وانقطاع الكهرباء…كل هذا اصبح عائقاً في استمرارية ما كان من رفاهية بدأت تغيب!
وأميركا تبحث عن الطاقة قبل الشتاء، وبدأت تغرق بالجريمة المتنقلة، والسرقات المنظمة في كل ولاياتها، وهي مقبلة على أزمات اجتماعية عديدة إضافة إلى ما ينتظرها من حملات انتخابية قد توصل إلى صراعات دموية في الشارع الأميركي المنقسم منذ ظهور الرئيس السابق المجنون ترامب!
ومع ذلك خيارات إسرائيل بعد حادثة المُسيرات من قبل المقاومة في لبنان عديدة، ولكن خيار الحرب اليوم تستبعده لا بل لا تريد أن يتدهور الوضع إلى حرب، وتسعى إلى مستويات في الرد من خلال وساطة دول بالعادة تغطي جرائمها كأميركا وفرنسا!
هذا لا يعني أن إسرائيل لن تغامر بالحرب كما عودتنا مع العرب وتنتصر سابقاً، ولكن هي تدرك أن مغامرتها اليوم ليست كما السابق، وستنعكس كلياً عليها، وبجردة حساب بسيطة نجدها الخاسر الأكبر والأول في مغامرتها المقبلة، لديها شركاتها ومنصاتها ومعاملها ومطاراتها وموانئها وسياحتها بينما لبنان لم يعد يمتلك غير عيشته البدائية، والدولة فيه استقالت عن مهامها، وأخطر ما تفعله إسرائيل قصفها للطرقات ليس أكثر، وارتكابها مجازر ضد المدنيين، وهذه صفاتها!
مشكلة إسرائيل لم تعد تعرف ماذا تخطط لها المقاومة في لبنان، وما هي أهدافها في العمق الصهيوني، وهي اليوم تراقب أي صورة يعرضها الإعلام الحربي عبر قنوات المقاومة ومنصات السوشال ميديا مما جعل إسرائيل تطلب من إدارات الفيس بوك وتويتر تمرير ما يعرض من فيديوهات وصور تنفذها المقاومة وتعرض عبر صفحات جمهور المقاومة، علماً كانت إدارة هذه المنصات تسارع بإخفاء الفيديوهات، وإنذار اصحابها، واقفال الحساب!
لم تعد إسرائيل مكتفية بما يصلها من عملاء الداخل رغم تشغيل عدد كبير منهم في الأونة الاخيرة، وتحديداُ من إعلاميين وشباب عاطل عن العمل وبقايا زمر سياسية حاقدة ترغب بالزعامة حتى لو دمر لبنان، وقد أصبحت تهتم أكثر بما ترصده عبر المنصات الحديثة أي السوشال ميديا!
إسرائيل التي تعيش أزمة هجرة عدد كبير ممن يحمل جنسيتها الافتراضية مع جنسيات دول غربية هي خائفة من ازدياد هذه الهجرة منها إلى، والأمراض النفسية والخوف من المستقبل غير المستقر يعانية عدد كبير من جنودها، وهي تدرك أن حادثة الطائرات المسيرة الثلاث ليست صدفة، ولن تكون الأخيرة، وهذا يعني إخافة أفراد جيشها وساكنيها، والتفكير بالهجرة منها لم يعد مجرد زكزكات إعلامية بل حقيقة فعلية!
الآن إسرائيل بما حملت تنتظر ظهور السيد حسن نصرالله لقراءة كل مفردة سيقولها حول ما بعد الحادثة وتبني عليها، وذات حال الانتظار مصاب به العديد من سفراء الدول الغربية المتعاطفة مع الكيان خاصة أميركا وبريطانيا وألمانيا، أما بعض الدول العربية المطبعة فإهتماماتها تنصب في كيفية إشعال حروبها ضد الشعوب العربية!
حرب المسيرات قد بدأت، ولا عجب إن قامت إسرائيل الوظيفية في تقليد لبنان بالشكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن وبعض الدول إلى أن يقوم أحد مجانينها بإعلان الحرب التي ستغير المنطقة…!
هذه الحرب إن وقعت، وهي منتظرة، ويجهز لها من الفريقين، مع فارق أن المقاومة تتعامل معها على إنها واقعة وخلف الباب وبجهوزية تامة، بينما إسرائيل ودول الغرب اليوم يتعاملون معها بحذر، وبتأجيلها إلى الانتهاء من ازمات ما خلفته الحرب الأوكرانية من مصائب اقتصادية عليها، وعلى ما يبدو حرب أوكرانيا طويلة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى