بقلم: سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : إنتفاضة الشـعــــــــــــــــــــوب
راقبوا حلِّلوا تابعوا إتخذوا القرار الجريء المناسب وإنتفضوا ثوروا كل مراقب في ما يحصل للشعوب من مصائب على أيدي الأنظمة الخارجية والداخلية يمكنه أن يُلاحظ بوضوح تام وحتى بتجرُّدْ كيف تنبني المجتمعات المتحرّرة وكيف تتشكّل بُنيتها الثورية – الثقافية – السياسية . أنا كمواطن لبناني مغترب مُقيم خارج لبنان عندما أتحدّثْ عن دور الثورات وفعلِها في الشعوب فإني لا أتحدّث عن ثورات راقبتها بمعناها الظاهري الذي عادة ما يحمل صورة دموّية عنيفة ، فيها من الخراب والدمار ، بل أتحدث عن ثورات غايتها فعل مؤثِّرْ في البُنية الإجتماعية لشعوب مظلومة تنتفض على الظلم أبطالها نُخَبْ فكرية ثقافية سياسية عملاقة تُترجم أفعالها الفكرية لحركات غضب “غاندية” لإعادة أمور إدارتها السياسية إلى نصابها الشرعي .
في العادة وبعد متابعة حثيثة مع مستشارين سياسيين وأصحاب إختصاص في العلوم الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية لاحظنا من خلال دراسة أعدّتها “لجنة الدراسات السياسية “في مكتب بيروت المستحدث قريبًا أنّ الثورات لها الدور الكبير في إنضاج المجتمعات من خلال إبراز معالم سياسية فكرية ومعايير رشيدة التي من خلالها يمكن أن تعيش الشعوب بأعلى سقوف السلام والبحبوحة والعدالة التي أقرّتها شرعة حقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية أي بما معناه “العيش الكريم ” .
من خلال تجربتي المتواضعة وإستنادًا إلى العديد من الأبحاث وحتى الإجتماعات التي نعقدها بواسطة التطبيقات الإلكترونية عدا عن الإجتماعات التي يعقدها أغلبية مستشاري مكتب بيروت مع السلك الخارجي ومع الجهات الدولية والمتخصصة بحقوق الإنسان وبعض المراجع الدولية ،لاحظنا أنّ المجتمعات الناضجة والنخب الفكرية المتجرّدة من أي مطالب شخصانية وإستسلامية وإنتهازية على ما هي واقع الحال في لبنان اليوم لا تتشكّل إلاّ وسط ركام كل هذه الخزعبلات المنتهجة على المستوى السياسي كالتي تترادف والحالة اللبنانية . إنّ التجرية العملانية التي نخوضها من خلال الإغتراب ومكتبنا في بيروت ولّدت رأيًا عامًا حيًّا مبني على وعي ديمقراطي سليم سيتأثر به المجتمع اللبناني بكل تكاوينه والهدف القضاء على هذه المهزلة القائمة .
واقع الحال في لبنان يُنذر بالكوارث على كافة المستويات والأسباب الموجبة للثورة باتت مؤمنة ، حيث البُنية الإجتماعية والسياسية والثقافية هي أشبه ببيت مُهدّم وأساساته باتت معرّضة للإنهيار ووضع لبنان حاليًا يحمل معالم لا تحمل معها الحياة وتنحدر نحو الموت حيث لا حركة ولا من يحزنون بل بلاء وويلات وشعب يتألم ويئّن ومحروم من أبسط حقوقه التي كفلتها له شرعة حقوق الإنسان والقوانين الدولية والدستور اللبناني . إنّ الحياة في لبنان هي بيئة خراب سيطر عليها الإستبداد والقمع والأحكام الإستنسابية ولا فرج في الأفق . وإنني أعتبر بإسمي الشخصي وبإسم مكتبي في بيروت إنّ الوضع بات يتطّلب وقفة عـــــــــــــــــــــز تنتفض على الواقع الأليم .
نعم مكتب بيروت لا بل ” مكتبنا البيروتي ” هو باب الأمـــــــــــل لأي نشاط فكري سليم حيث النخب الفكرية السياسية مُطالبة بالتغيير الجذري ، والفكر بالنسبة لنا يصقُلْ الجميع ويجعلهم ناضجون في فهم الأحداث وتقدير المواقف والتعامل مع بعضها البعض على إختلاف الأفكار والتوجهات . ثورة مكتبنا الآتية ستُجبر هذه الطغمة الحاكمة للتنازل عن إحتكارها للنظام وعن منظومتها المميتة وسيقوم “مكتب بيروت ” بفعلهِ الشريف الحر بما يصحبه العقل المتحرِّرْ من فكر ثوري يوضح الخطأ من الصواب وينبش مستقبلاً واعدًا .
نعم ثورتنا هي فعل إيمان بوطن سيّد حر مستقِّلْ ، مبادئها ستّدرّسْ في أعظم الجامعات اللبنانية والعالمية ، ثورة “مكتب بيروت” يمكنها إعادة تشكيل منظومة سياسية – أخلاقية – وطنيّة لا تقف عند حد الولوج إلى ممارسة النظام فحسب بل إلى وضع أسُسْ ثورية مستقبلية لكل شعب توّاق إلى الحرية والكرامة الوطنية التي تهدرها طبقة سياسية فاسدة ومفسدة . ثورتنا ستكون العنوان الأبرز لكل الشعوب المستضعفة وهي عجينة التي تخمِّرْ صانع الطيب ونحن في “مكتب بيروت ” لن نتركها في مراحلها الأولى بل نريدها عجينةً تُخصّبْ الشعوب لترسم مستقبلاً زاهرًا لها ، فأهلاً بكل ثائـــر شريف يتعاون معنا ، وأبواب مكتبنا مُشرّعة لكل مناضل شريف مؤمن بوطن مستقل رائد بين الأمم إسمه ” لبنان ” ، وموصدة بوجه كل خائن وعميل لأنظمة خارجية .
سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 11 تمّوز 2022