بقلم : سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : أيُّها السيّاسيّون وأيُّها الأباء الدينيّون حكّموا ضميركم : لا ترف في الوقت.
صدر عن دائرة الإعلام المركزية البيان التالي نصه :
أيُّها السيّاسيّون وأيُّها الأباء الدينيّون حكّموا ضميركم : لا ترف في الوقت.
إنسجامًا مع قناعاتنا الوطنيّة وتحسُسًا بحراجة الوضع السياسي والأمني والإقتصادي والمالي والإجتماعي في لبنان وتزامنًا مع عدّة تقارير تردنا إلى دائرتنا هنا في فرنسا وإلى دائرة مكتب بيروت ومنها على سبيل المثال ما تمّ تسريبه من تقارير وكان أخرها تقرير البنك الدولي واصفًا الوضع اللبناني بال”مريع” ، محدِدًا أنّ وضع لبنان هو ” من أسوأ ثلاث أزمات في العالم” . نعم إنّ وضع وطننا مذري وبلغ حد الإنهيار وهناك زعامات روحية وعلمانية تُعالج الأزمة الصحية اللبنانية بالمُسكنّات وهذه المعالجات تزيد إنتشار المرض السياسي في كل أرجاء الوطن . معاناة متفاقمة يعيشها الشعب اللبناني وبكل أطيافه وعلى كل المستويات وهي باتت الأكثر إنكشافًا وهي أضحت على مشارف إنهيار الجمهورية وبكل مكوّناتها ، وكل ذلك مرّده إنعدام المسؤولية التابعة لُحكّام مدنيين وروحيين وحتى الطاقم المحيط بهم وأثبتَتْ الأيام عجزهم الفاضح وتقصيرهم وقصورهم في مواجهة الأزمة وعدم جرأتهم على مقاربتها وفقًا للأصول الدستورية ولِمَ تنص عليه المواثيق الدولية، وطغت الأنانيّة وحساباتهم الشخصية والحزبية والطائفية والمذهبية على كل حل .
إنطلاقًا من واقع الحال الميأوس منه وأمام عجز المسؤولين الروحيين والعلمانيين ، وأمام نظرة شمولية لواقع الحال في لبنان والتي تُظهِّرْ أنّ الجمهورية باتت ممسوكة بهواة أشبه ما يمكن توصيفهم ب “نيرون”، والأزمات المستفحلة باتت بلا مخارج موضوعية وعملية ، وهناك مجموعة من الملفات الشائكة تهدِّدْ بوصول الأمور إلى خواتيم لا تُحمدُ عقباها وتُسرِّعْ في تداعي الأوضاع وسقوط هيكل الدولة على الجميع ولكن الطبقة المستهدفة والتي ستتأثر سلبًا بهذا السقوط المريع هي طبقة الشعب المسكين المغلوب على أمره والمُصادرة حريته والمسلوبة إرادته الديمقراطية والتي سبتها الإنتخابات الأخيرة ولم يكتفِ السياسيّون بنكحها بل زكّاها رجال دين وتباهوا بأنّ ” الإنتخابات جرتْ والحمدالله…” وفي موقع ثانٍ يتباكون على الديمقراطية ويُطالبون في نفس الوقت بإجراء إصلاحات معينة !! وهل يُعقل أنْ تطالبوا يا رجال الدين أو تنتظرون إصلاحًا من مجموعات سَبَتْ الديمقراطية وأنتهكتْ عرضها بمسؤولين لقطاء !!!!
أمام واقع الحال وأمام عجزكم الفاضح والمتمادي ، أنتم رجال الدين ، أنتم ساسة لبنان ، وأمام أزمات متمادية تقترب من نقاط اللاعودة ، وأمام شعب مقهور بكامله مغلوب على أمره يُعاني من عدم مسؤولياتكم ويُعاني من فشلكم وشللكم لكل المؤسسات ، وأمنه السائب ومتروك رهينة لمواقفكم السياسية الإرتهانية والذي تتحكمّون بمصيره وأنتم وعفوًا على هذا التوصيف وقد إستعمله كُثُرْ غيرنا ” لصوص الهيكل ” ترتكبون ما باتَ يُعرف بال”الخيانة العظمى” وتمارسون بحق الجمهورية وشعبها أحكامًا إعتباطية لا تمُّتْ إلى الواقع الديمقراطي بأي صلة لا بل هي بمثابة التعدّي على القوانين المرعية الإجراء وعلى الدستور اللبناني . ألا تخجلون ممّا فعلتموه بحق الشعب اللبناني ؟ ألا تخجلون من حماية عصابات السوق السوداء في العملات ؟ ألا تخجلون من سرقة أتعاب الشعب اللبناني؟ ألا تخجلون من حرمانه حقوقه الإستشفائية والتعليم والحياة الكريمة ؟ ألا تخجلون من حمايتكم لعصابات الإحتكار والتجار ورفع الأسعار ؟ ألا تخجلون من حرمانه الطحين وهو مادة أساسية وحيوية ؟ ألا تخجلون من حمايتكم لأصحاب المولدات ؟ كفى يا بلا ضمير .
لقد وصلنا إلى مرّبع الرعب وبات السكوت جريمة أمام ضعفكم وعجزكم إنّ الوضع في لبنان يستوطن جماعة سياسية بلا ضمير ، كفى مُطالبة بإنتخابات رئاسية وتشكيل حكومة ، ليكُن لديكم الشجاعة ووقفة ضمير وطالبوا :
وقف العمل بموجب الدستور مرحليًا .
تشكيل حكومة إنتقالية برئاسة قائد الجيش اللبناني وعضوية علمانيين شرفاء هدفها إرجاع الأمور السياسية إلى نصابها الدستوري ضمن مهلة دستورية محدّدة مسبقًا وغير قابلة للتعديل ليتسنّى للشعب العيش بكرامة .
هل تمتلكون الضمير المهني لإتخاذ موقف من هذا النوع أم ستظلون عنوانًا فاضحًا لمؤامرة القضاء على الوطن؟
سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 12 تمّوز 2022