بقلم :الدكتور جيلبير المجبِّرْ : أمّي نــــــــــــــــــــــــوال
أمّي نــــــــــــــــــــــــوال
سأظلُ أروي روحكِ الراحلة من هذه الأرض الفانية بالدعاء إلى أنْ ألقاكِ بإذن الله ومار شربل في الجنّة حيث تمكثين أنتِ وأبي وكــــــــــــــــل الأعـــــــــــــــــزاء الذين إنتقلوا إلى جوار الرب بين الأبرار والصديقين ، رحمكِ الله يا أمّي ساكنة الجنّة .
أمّي نـــــــــــــــــوال ، يا رب إرحم أمي التي رحلتْ ولم يكتفِ قلبي من حبها وحنانها ونصائحها ومن رؤيتها ، ربّي إشتقتُ لها فإجمعني بها في الفردوس السماوي .
أمّي نـــــــــــــــــوال ، تركتي شوقًا لا تطفئه السنين ، وذكرى لا يمكن أن تمحوها أشغالنا ، لك الجنّة وجـــــــــــــــوار القديّسين ولنا الصبر وصلاتك التي ترافقنا كل ثانية ، ربّي إرحم من إشتقتُ إليها شوقًا لا يُدركه إلاّ سواك ، ربّي إرحم من هُــنّ القلب النابض بالصلاة والتقوى .
أمّي نــــــــــــــــوال ، أتعبني فراقكِ يا أمّي ، فلم أعُـــــــــــــــد أتحمّـــــــــــــل تلك الأعباء وحدي ، يا من كنتِ لا تُشعريني بأيًا منها أيتها القديسة الطاهرة .
أمّي نــــــــــــــــوال ، في الذكرى السادسة لإنتقالك لجـــــــــــــوار الرب أكتب هذه الرسالة علّها تعبِّرْ بحق عمّا يجول في داخلي وهي فعلاً بمثابة دستور دائم لِما تبقّى لي من أيام في هذه الدنيا الفانية ، دُنيا لا تُغِّرْ إلاّ العميان .
أمي نــــــــــــــوال ، رهنت منذ ما قبل رحيل جسدك ، نفسي لأجلك ، فأيامي تسيرُ وفق توقيتكِ أنتِ ، ووفق توجيهاتكِ أنتِ ،أمشي بإتجاه البوصلة ، بوصلة قلبك وعيناك ، أمسيكيني كصغيرٍ لا يرغب أن يشيخ ويكبُرْ وإحرسيه بطيف عينيك يا قرّة العين .
أمي نـــــــــــــــوال ، كل ما أنا عليه ، وكل ما أملكه مرهون لأمركِ أمّي ، ففي كل يوم ومع بداية نهار جديد أنشط للقيام بسلسلة نشاطات ومشاريع وتقديم خدمات من فضل الله وحده علينا ومن دعائك الميمون ، وكلها مرهونة لخدمة رضاك ويتبع كل هذا سؤال واحد : هل أنتِ راضية عنّي يا أمي ؟
أمي نـــــــــــــــوال ، لا أخفي عليك ، تذمّري أحيانًا من هذا الحِملْ والأمانة التي حمّلتيني إياها في خدمة كل الناس ، فهناك البعض من يُقابل محبتنا بالسوء ويُعكِّرْ صفو نشرنا ثقافة الخدمة الإنسانية ودعم أهلنا وأحبابنا .
أمي نــــــــــــــوال ، لم أكن أعلم أنّ عمل الخير يجلب لنا الأعداء ، … لكن نـــــــــــــــوال أمّي الغالية أقصدكِ مساء كل يوم مع بداية ساعة نومي ، لأخذ منك القوة والإرادة والعزيمة الصادقة ، والصدق والإحسان ، وأسمع نصائحك الدائمة ، ومنها ما زال يطّن في أذني : ” لا تتخلى عن دعم كل محتاج ولا تنتظر مقابل من أحــــــــــــــد ” ما أحلى تواضعك يا أمي .
أمي نـــــــــــــــوال الغالية ، يا سر سعادتي وفرحة أيامي ، هل لكِ أن تعودي لثوانٍ قليلة ، لأشعر بحنان ذراعيكِ أسكن قصر قلبك الوديع والمتواضع ، أكسب الرضى من جديد وأذرف الدموع يا أمّي …
أمي نــــــــــــــــوال ، لقد تعبتُ من ثقلِ الأيام ، فهل لي عندك مُستقّرْ وراحة دائمة ، هل لي مكان بين كتفيكِ من جديد ؟!!
أمي نـــــــــــــــوال ، أشتاق إليك ، عهدي أن أبقى وفيًا لتلك المبادىء التي حملتُ ثقلها ولن يخيب الظن بي منكِ وها أني على خطاك سائرٌ وعائلتي .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 19 أب 2022