أخبار إجتماعية

جمعية سعيد أطلقت حملتها السنوية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم الأبيض : الوقاية من أولويات الرعاية الأولية ودولرة الإستشفاء غير مطروحة

– أطلقت جمعية سعيد (S.A.I.D NGO) حملتها السنوية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم بدعم من منظمة الصحة العالمية في احتفال في وزارة الصحة العامة برعاية الوزير الدكتور فراس الأبيض وحضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر ونقيبة الممرضات والممرضين الدكتورة ريما ساسين قازان ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون وممثلين عن نقابة الأطباء في بيروت والجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز الهضمي والجمعية اللبنانية لأمراض الدم والأورام والمديرة العامة لجمعية سعيد السيدة هنا نمر وأعضاء الجمعية وحشد من المعنيين.

وتم التشديد على ضرورة إجراء فحص الـFIT ( فحص عينة من البراز) لكل شخص تخطى الخمسة وأربعين عاما لأنه يتيح الكشف المبكر للمرض في حال وجوده ويؤدي العلاج في المراحل الأولى من المرض إلى الشفاء التام. كما أكد المتخصصون أهمية الوقاية من خلال ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي غذائي وحياتي.

الأبيض

وقد أكد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض في الكلمة التي ألقاها أن الرعاية الأولية والتوعية على التشخيص المبكر والوقاية تأتي من ضمن الأولويات التي حددتها الوزارة في الإستراتيجية الوطنية للصحة؛ وفي هذا الإطار لفت إلى أن العمل جار مع جمعية سعيد وعدد من الشركاء لدمج الفحص المبكر الذي يؤمن التشخيص المبكر لسرطان القولون في سلة الخدمات الصحية المقدمة في برنامج الرعاية الأولية والتي تتضمن التصوير الشعاعي للثدي ومسحة عنق الرحم بأسعار زهيدة.

كما لفت إلى أهمية تطوير التنظير بالقولون في المستشفيات الحكومية في المرحلة المقبلة”.
وأكد وزير الصحة العامة “أن موضوع السرطان يتعدى مشكلة تأمين الدواء لدى تشخيص المرض، بل إنه يتطلب استراتيجية شاملة تبدأ من الوقاية والتشخيص المبكر إلى العلاج والحياة ما بعد العلاج”.

وأعلن تشكيل لجنة “مهمتها وضع استراتيجية وطنية للسرطان في مهلة أربعة أشهر على غرار ما تقوم به بلدان أخرى متقدمة، على أن يتم التعاون مع خبراء وشركاء دوليين تطبيقا لما تم الاتفاق عليه في خلال الزيارة الأخيرة إلى فرنسا مع المعهد الوطني للسرطان ومعهد كوري في باريس ومركز الأبحاث السرطانية التابع لمنظمة الصحة العالمية في ليون”.

وتابع الأبيض :”إن الاستراتيجية الوطنية للسرطان التي ستوضع بالمشاركة مع الأطراف المعنيين ستسمح بترتيب الأولويات ووضع الإستثمار المناسب في المكان المناسب”.

ولفت في هذا المجال إلى “دراسات تلقاها لبنان من منظمة الصحة العالمية تبرز أن إستثمار لبنان دولارا واحدا في الوقاية يؤدي إلى وفر قدره ثمانية عشر (18) دولارا في العلاج. ومن هنا تبرز الحاجة لتحديد الأولويات بدءا من التركيز على الوقاية فلا تكون المعركة مع السرطان معركة خاسرة بل يتم توفير القدرات لعلاج كل المرضى”.

وتوقف الوزير الأبيض أمام الوضع الحالي، معتبرا “أن الأزمة التي نشهدها واحدة من أشد الأزمات التي تعبر على وطننا منذ تأسيسه عام ثلاثة وأربعين”، ومؤكدا “أن الكفاح الذي يتم بذله في مجال الصحة وتقوم به جهات متعددة مثل “جمعية سعيد” يجب تعميمه على مساحة الوطن بإيمان عميق واندفاع وعزيمة جبارة في سبيل التغيير لغد أفضل”.

وختم وزير الصحة العامة متناولا موضوع “دولرة” الإستشفاء، وقال: “إن الأزمة المالية التي يمر بها لبنان تلقي بثقلها على القطاع الصحي بسبب عدم الإنتظام المالي والإنهيار الحاصل. ولكن ومع حرصنا على استمرار المؤسسات الإستشفائية فإننا لا نقبل بأن يكون ذلك على حساب المواطنين. فلا دولرة حاليا قبل اتضاح مصدر التكاليف التي سيطلب من المواطن دفعها، وعلينا في هذا الوقت كجهات ضامنة رسمية بالتعاون مع الشركاء الدوليين البحث عن حلول لمساعدة المواطن للوصول إلى حقه بالصحة. لذلك موضوع الدولرة حاليا غير مطروح ولا يزال بعيدا”.

أبو بكر
بدوره، أكد الدكتور أبو بكر إلتزام منظمة الصحة العالمية العمل مع وزارة الصحة وجمعية SAID غير الحكومية وشركاء آخرين لضمان تقديم الدعم المطلوب للأشخاص الذين يعانون من سرطان القولون وكل أنواع السرطان الأخرى. ولكن الأهم هو ان منظمة الصحة العالمية تعطي الاولوية للجانب الوقائي لسرطان القولون وأنواع السرطان الأخرى”.

وقال: “لذا نود العمل مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين حول طرق الحد من تأثير هذا النوع من السرطان على حياة الناس لمنع هذه الأمراض الفتاكة وتقليل تأثير هذا السرطان على الناس”.

وقائع اللقاء
وكانت رئيسة جمعية “سعيد” السيدة هنا نمر قد أوضحت “أن الحملة تتضمن تأمين فحوص الـFIT مجانا في أكثر من ثلاثين مختبرا في لبنان، إضافة إلى دعم في سعر منظار المعدة لكل شخص أتت نتيجة فحصه إيجابية في مستشفيات خاصة تشارك في الحملة بأسعار مدروسة جدا”.
ودعت إلى المشاركة في النشاط الرياضي السنوي للجمعية صباح الأحد المقبل في الخامس من آذار إنطلاقا من أسواق بيروت تحت عنوان “مشي لمنع سرطان القولون” وذلك لتسليط الضوء على أهمية الرياضة للحد من المرض خصوصا إذا ما تم اكتشافه مبكرا. وقالت إن الجمعية ترحب بأي تواصل معها على صفحاتها الإجتماعية (@SAIDNGO) أو رقم الواتساب التالي: 03458476.

ثم تحدث ممثل الجمعية اللبنانية للجراحة العامة الدكتور غابي أبو سليمان عن أهمية الكشف المبكر الذي يؤدي غالبا إلى الشفاء التام للمريض.
بدوره لفت المتحدث باسم الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث البروفسور نزار بيطار إلى “أن الوقاية واحدة من الأعمدة الأساسية في مقاربة مرض السرطان. كما أن الكشف المبكر يؤدي إلى سهولة العلاج وانخفاض الوفيات والتقليل من معاناة المرضى في المراحل المتقدمة من المرض سواء جسديا أم ماديا واجتماعيا.
كما نبه المتحدث باسم الجمعية اللبنانية لأطباء أمراض الجهاز الهضمي الدكتور محمود عثمان من أن سرطان القولون يتزايد كثيرا وقد أصبح السرطان الثاني عالميا مما يوجب تعزيز الوقاية منه كونه من السرطانات التي يمكن استباق حدوثها في الكشف المبكر.

أما النقيب هارون فلفت إلى أن واحدا وعشرين مستشفى خاصا في مختلف المناطق اللبنانية تشارك في الحملة.

وكانت كلمة لنقيبة الممرضات والممرضين ريما ساسين لفتت فيها إلى “الدور الأساسي للممرضات والممرضين الذين يشكلون خط التواصل الأول مع المصابين بالسرطان أو المحتملين والمعرضين له مشيرة إلى أن أداء هذا الدور يستوجب وجود ممرضين من أصحاب المعرفة والخبرة والكفاءة وهذا سبب من أسباب وجوب المحافظة عليهم ودعمهم واستبقائهم لأن من دونهم لا صحة ولا وقاية ولا عناية”.

وفي كلمة نقابة الأطباء التي ألقاها ممثل النقيب الدكتور فادي دانيال شكر لجمعية “سعيد” جهودها في التوعية على سرطان القولون، مشيرا إلى “أن الشفاء منه في مراحل متقدمة صعب جدا”، مشجعا على “الفحص الأولي الذي يؤدي إلى الكشف المبكر. فالعلاج المبكر فالشفاء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى