إقتصاد

بوشكيان بمؤتمر “الحرير في الأمس والتكنولوجيا اليوم”:

نظم رئيس (HTP) Houmal Technology Park فادي ضو ورشة عمل بعنوان Yesterday’s silk Today’s High tech (الحرير في الأمس، التكنولوجيا اليوم)، في صالون كنيسة السيدة في حومال، بمشاركة وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، النائب سيزار أبي خليل، الدكتور عماد أبو راشد وعدد من المهتمين.

وتحدث ضو عن شركة Multilane التي أسسها في العام 2006، وهي تصدر المنتجات التكنولوجية إلى مختلف دول العالم. وأعلن دعمه المواهب اللبنانية، ونوه بمشاركة الوزير بوشكيان والنائب أبي خليل وجميع المعنيين في هذا المؤتمر “الذي يعكس مدى أهمية التكنولوجيا في عصرنا الحاضر”.

واعتبر أنه “كما نجح أجدادنا في صناعة الحرير وصدروه الى اوروبا، نحن اليوم نؤكد أننا نحمل شعلة الصناعة الجديدة ونعلن تصميمنا على النجاح والتفوق فيها”.

وألقى بوشكيان كلمة استهلها بمعايدة اللبنانيين بالفصح المجيد والدعاء لتقبل صيام الصائمين في شهر رمضان المبارك، وقال: “ما أجمل لبنان عندما يعيش أبناؤه التفاعل الفريد، والتشاركية الدينية في وطن صغير بالمساحة، مختلط بالثقافة والحضارة، منتشر في اصقاع الأرض. أهنئ السيد فادي ضو على مبادرته انشاء الTechnology park في حومال، بمكان ليس ببعيد عن متحف الحرير في بسوس الذي أقامه السيد جورج عسيلي وعقيلته. نستنتج أن هذه المنطقة تدور حول الحرير والتكنولوجيا. وأعتقد أن تنظيم جولة في المتحف لما كانت تعارضت مع موضوع ندوتنا اليوم. فعنوان الأمس “الحريري” واليوم “التكنولوجي” يجب ألا يفهم على أنهما مفهومان يتعارضان ضد بعضهما، بل التركيز على أنهما يكملان بعضهما، بشكل لا يلغي الثاني الأول. ها هو العملاق الصيني متعلق باعادة احياء طريق الحرير، برمزيتها وفوائدها وأهميتها التجارية والتبادلية. كما ان التنافس بين الدول الكبرى يقوم على استحواذ الأسرار التكنولوجية”.

أضاف: “أكبر الشركات العالمية من حيث الحجم والرأسمال بمليارات الدولارات هي شركات الsoftware والكمبيوتر والبرمجيات والتكنولوجيا التي يمكن أن تغني أصحابها بين ليلة وضحاها وتجعلهم في صدارة لائحة الأكثر ثراء في العالم. أكبر برهان بيل غايتس واصحاب شركات غوغل وأمازون وآبل ومايكروسوفت. ونحن في لبنان، انتقلنا من مرحلة زراعية- صناعية بدائية وتقليدية كانت تشكل حاجة قصوى في زمنها، وأقصد تربية دود القز وصناعة الحرير، إلى مرحلة صناعية متطورة هادفة الى ولوج صناعات حديثة وتكنولوجية تنافسية في أكثر الأسواق تطلبا. وفي لمحة عن الثورة الصناعية الخامسة، فإنها تشهد شد حبال بين التطور التكنولوجي والرقمي والروبوتيك والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الالكترونية والمعلوماتية والبرمجيات والأقمار الاصطناعية، وبين استعادة العقل البشري والخبرة البشرية والأيادي البشرية دورها في تحقيق النمو وحماية البيئة وتقليص نسب التلوث”.

وتابع: “في لبنان، أثير قبل أسبوعين موضوع الذكاء الاصطناعي، وهناك من سأل إذا كان الذكاء الاصطناعي يسبق الذكاء البشري. أصبحنا اليوم في نقاشات متقدمة لكنها مقلقة بعض الشيء. إذ أنه مهما يتقدم الانسان في الابداع والابتكار والتميز والتحديث والتجدد، فهو يحتاج دائما إلى استراحة محارب يعود فيها إلى الجذور والتأمل ومراجعة الذات. فالصناعة هي روح الانسان وليست مصنعا فقط وآلة وسلعا تعرض للبيع. لا تحتاج الصناعة التكنولوجية الى موارد طبيعية. قيمتها المضافة، محركها ومشغلها هو العقل البشري والقدرات الانسانية. وهذا الأمر ينطبق على اللبنانيين بالكامل. فهم نجحوا في لبنان وفي الخارج، كما أنهم أبدعوا وبرعوا في مجالات صناعية وتكنولوجية عديدة. يمكن للشباب المتخصص تنفيذ البرامج وبيعها من المنزل. كما يستطيع العمل في حاضنات بحثية أصبحت منتشرة في لبنان وفي الجامعات التي تشجع الأبحاث والتطوير Research & Development. لكن ذلك لا يمنع تشجيع الصناعات التقليدية ودعمها وتأمين البيئة الحاضنة لها أيضا. هذه الصناعات مطلوبة والاستثمار فيها غير مكلف. وهي تتلاءم مع برامج التنمية المستدامة والانماء المتوازن. وكما أسلفت، الحضارة اللبنانية متجذرة في الماضي والحاضر والمستقبل. وكذلك الأمر بالنسبة الى وجوب التفاعل بين الصناعات الكلاسيكية والحديثة في إطار بناء اقتصاد متكامل للمستقبل”.

ثم ألقى أبي خليل كلمة شكر فيها المنظمين على إقامة “هذا المؤتمر المهم من حيث التوقيت ومن حيث مقاربته للصناعة التكنولوجية التي تعتبر العصر الحديث للصناعات الجديدة التي يبرع ويبدع فيها الشباب المتعلم في لبنان والخارج”.

أضاف: “أقام لبنان منطقة اقتصادية خاصة في طرابلس بموجب القانون 18/2008، لكنها لم تنجح بسبب إدارتها على مثال المؤسسات العامة. ولما حددت خطة ماكينزي القطاعات الممكن التركيز عليها لتحقيق التنمية الاقتصادية والانماء المتوازن وتأمين فرص العمل وتثبيت الناس في أرضهم، قررت تعميم قصة نجاح البارك تكنولوجي المتطور في حومال، لتطبق التجربة في عاليه ومناطق لبنانية أخرى”.

وحدد أبي خليل مفهوم المنطقة الاقتصادية الخاصة، والحوافز والاعفاءات الضريبية والجمركية التي ينالها المستثمرون وأصحاب المبادرات. وقال: “يعطى صاحب مساحة جغرافية ينوي تحويلها إلى منطقة اقتصادية خاصة، رخصة على هذا الأساس، على أن تخصص لإقامة الصناعات التحويلية والتكاملية والتكنولوجية. ومع تراجع الطلب على العقار، على المطورين والمتعهدين العقاريين التوجه نحو مشاريع تحتضن صناعات Hi-Tech”.

وأشار إلى “الخط المفقود بين خط الحرير والتكنولوجيا”، مؤكدا ان “لبنان كان يصدر الصناعات التكنولوجية أكثر من إسرائيل في الأعوام 1974 و1975 و1976. وكانت العملة الوطنية تتمتع بقدرة شرائية كبيرة مقابل الدولار الأميركي. غير أن تبني سياسة “الحرير” الاقتصاد الريعي والتجارة والخدمات على حساب الإنتاج بداية العام 1992، قضى على النمو وعلى القدرة التنافسية والإنتاجية”.

وختم أبي خليل: “يستعيد لبنان دوره وموقعه على الساحة العربية والدولية، لأن الصناعة بعقول لبنانية ابتكارية مميزة قابلة للنمو والتطور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى