سياسة

سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : سمّوا ما سموّا ، طابخ السّمِّ آكله ..

“إجر بالبور ،إجر بالفلاحة ” “حكي بحكي ” ، “كذب ع مدّ عينك والنظر عيب ع يللي بيصدق”… كلها تنطبق على واقع ساسة لبنان تجار الكلمة الرخيصة والمواقف النتنة . عذرًا لقد طفح الكيل وطن ينهار ومؤسسات تُغتصب وشعب يئن تحت وطأة أزمات إقتصادية – مالية – إجتماعية ، من جرّاء سياسة عاهرة إنتهجها رجال السياسة عندنا والمؤسف أنّ رجال الدين مُسلمين ومسيحيين إمّا متورطين وإمّا عاجزين عن ضبط مسار إنحداري يتخذه أبنائهم من إمتهنوا سياسة العار والعهر والذل علمًا أنّ الكُتُبْ السماوية تُحظِّرْ العهر بناءً على ما ورد في الكتاب المقدّس في رسالة القدّيس بولس الرسول إلى أهل رومية الفصل الثاني الآية 22 ” فأنتَ الذي تُعلِّمْ غيرك ألستَ تُعلِّمْ نفسكَ؟ألّذي تكرز : أن لا يُسرَق ، أتسرُقْ ، الذي تقول :أنْ لا يُزنى، أتزني؟ الذي تستكرِهْ الأوثان، أتسرِقُ الهياكل؟ الذي تفتخر بالناموس ، أبِتعدِّي الناموس تُهين الله ؟” كما ورد في المصحف الكريم سورة الإسراء الآية 32 ” ولا تُقرِّبوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً ” .
كم أكره هذه الطبقة السياسية التي تدّعي العفة ، وهي عمليًا تُمارس الدعارة السياسية جهارًا .في كل الدول التي زرتها وأسسْتُ فروعًا داخلها تبيّن لي أنه منذ إستقلالها كان للسياسي في الخدمة العامة عندها سواء أكان مدنيًا أو عسكريًا مكانة خاصة لدى شعبها لما يتمتّع به من نزاهة وشرف وإخلاص وصدق في الممارسة السياسية والتشريع وخدمة الشأن العام . في لبنان المحتّل من قبل هذه العصابة لاحظتُ كما غيري من المواطنين اللبنانيين المقيمين والمغتربين وحتى عندما كنتُ أناقش مع البعثات الدبلوماسية التي أجتمع معها دوريًا هناك أو حيث ما أحلُّ أرى نقيض أمر النزاهة في بلدي . أغلبية الدوائر الرسمية اللبنانية تمّ إفراغها من النبلاء الذين يتمتّعون بالخبرة التشريعية والخبرة المهنية والكفاءة لسبب واحد هو إستمرار العهر السياسي في لبنان على مد عينك والنظر .
ما هذه السذاجة ، شاركنا في الإستشارات ” لم نسمِ ” ، سميّنا فلان ، لماذا هذا اللعب في المواقف الوطنية ألا تخجلون من أنفسكم إنه لعارٌ أن تستمّروا في مهنة الدعارة السياسية . ونتيجة لهذا الداء ترّدت الأوضاع في بلدي لبنان لعدة أسباب ومنها ما هو سلوكيتكم وتمرّسِكُم في لعبة السلطة القذرة ، دون النظر إلى حاجات الناس والسلطة بكل مكوّناتها إلى إختصاص سياسي سلوكي سليم … وكل هذا الخراب السياسي هدفه ضمان حصصكم في الدولة وفي وزارتها طمعًا بنهبها على عينك يا تاجر . وفي هذه المناسبة شاهدنا عبر وسائل الإعلام حلقة مع حاكم مصرف لبنان تزامنت مع مداهمة منزله ولست هنا في صدد التعليق على المداهمة بل أريد من خلال التذكير بالحلقة أنّ الحاكم أشار إلى ما يلي : ” في الفترة الممتدة من 2010 إلى 2021 ، أخذ قطاع الطاقة نقدًا 24 مليار و537 مليون دولار ، القطاع أخذ 8 مليارات و320 مليون دولار ، تمويل الإستيراد للمواد المدعومة كلف 7 مليارات و572 مليون دولار،خسائر مصرف لبنان من اليوروبوند بلغت 7 مليارات و446 مليون دولار،كلفة الفائدة على هذه الأموال المأخوذة بلغتْ 14 مليار و800 مليون دولار ، الدولة أخذت بموجب قوانين خلال 10 سنوات 62 مليار و670 مليون دولار ” إنها الأرقام التي أشار إليها الحاكم في الحلقة ، ألاّ يدعوا الأمر أن تطلعونا يا سادة كيف أنفقت هذه الأموال وأين هي الأجهزة الرقابية ومنها هذا المجلس الذي سمّى ولم يُسمِّ …. كفى فعلاً إللي إستحوا ماتوا ، لم تُسمّوا لأنكم بإنتظار نضوج التسوية وأبشركم أنه لا مكان لكم أيُّها الأنذال على طاولة القرار ، توفقتكم على قتل الشعب في الإنتخابات الأخيرة وإنطلت حيلكم على الروحيين ومنهم غبطة البطريرك الذي دعا إلى المشاركة المثيفة ، ولن أدخل في التفاصيل مرحليًا …
دخلتم القصر الجمهوري وخرجتم منه والكذب ينضح من جباهكم الملوّثة بدماء الشهداء وأخص بالذكر جريمة مرفأ بيروت، أيُّها السّادة قوّموا أنفسكُم أمام الله وإبدأوا بالنقد الذاتي أولاً وثانيًا قرِّروا فك أسر السياسة اللبنانية ، ألم تلاحظوا أنّ الفساد وأنتم توأمان ،ألا تخافوا الله ، أنتمْ ألعن من العدو الإسرائيلي . إعلموا أنّ طبخة السّم التي تُعدّونها ستكون الطبق الأهم على موائد محاكمتكم أمام الرأي العام اللبناني بإشراف سلطة قضائية نزيهة يشترك معها قُضاة من مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان كي لا يُقال إنكم إنظلمتُم ليُبنى على الشيء مقتضاه. عيوب الجسم السياسي يستُرها الكذب أمام الناس، وعيبُ العقل السياسي تفضحه المواقف السياسية المُضلِلة ، فإلى اللقاء أمام محكمة العدل لأنّ العدل أساس المُلكْ.

سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى