فن

فنانون ومبدعون من كل لبنان في متحف “الشظايا”رمحالا

تمكن الفنان اللبناني شارل نصّار من تطويع قذائف الحرب وقنابلها ومخلفاتها البشعة، وتحويلها إلى جماليات وتحف فنية!
نصّار ابن بلدة رمحالا الجبيلة في قضاء عاليه، عكف منذ نعومة أظافره على العمل في الحديد، وهو بعد عودته إلى بلدته في إثر التهجير الذي استمر لسنوات، راح يجسّد صور الطفولة الراسخة في مخيلته: الصاج، المحراث، الكركة، الفدان، الطيور على “أنتين” التلفزيون، البقرة الحلوب، كلب الحراسة، عرائش وعناقيد العنب.. الخ.

مشهديات ساحرة

في كهف دائري تحت الأرض، وحديقة تطل على مشاهد طبيعية قشيبة، خاصة من الجسر المعلّق، توزعت التحف الفنية التي تأسر الجميع بدقة تنفيذها وأناقتها.
حتى الطريق العام زيّن بعربات خيل وسيارات حديدية ومجسمات جميلة وغيرها.

دعم وزير الثقافة

ما أنجزه نصار يرقى إلى مستوى المتاحف العالمية، وهو بحاجة إلى دعم وزارات الدولة المعنية، من هنا كان اهتمام وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى الحثيث بافتتاحه شخصياً، ومنحه الترخيص تحت اسم “الشظايا”، نظراً لفرادته العالمية.
يستقبل نصّار الزوار، ومنهم طلاب المدارس والجامعات برحابة صدر مقرونة بتواضعٍ لافت.
ولرفد الابداع و”جعله في متناول الجميع”، زار نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي مع عقيلته المتحف على رأس وفدٌ ضم الفنانين: سعد حمدان، جورج حران، برناديت حديب، روزي الخولي، عصام الأشقر، ختام اللحام، كلوفيس عطا الله، سهام الصافي، محمود ماجد، وسام برق وعقيلته.
كما شارك المنتج والمدير في مكاتب mbc وسفير الأمم المتحدة هادي حجار، ومنظم المهرجانات رفيق الفنانين والمبدعين الفنان سام سعد ونجله آلاي والمحامية صديقة المتحف رنا الأشقر وعدد من أهالي رمحالا والضيوف.

أصالة العزف والغناء في أغرب قاعة!

وفي القبة الزجاجية الحديدية الغريبة بتصميمها وأرضيتها “الموزاييكية” الحديدية التي شيدها نصار مؤخراً، تجلى الفنان مدير محترف “أصيل” في الشويفات لصناعة العود والبزق عماد البلاني، عبر عزفه الجميل وترنيماته الساحرة، وكذلك عزف وغناء سعد حمدان وسهام الصافي بصوتيهما الشجيين، وحلقة دبكة ورقص وهضامة برناديت حديب وروزي الخولي وعصام الأشقر وجورج حران، وقصص محمود ماجد التاريخية المعبّرة.
وتسلمّت الفناة القديرة ختام اللحام هدية رمزية من الإعلامي عبدالله ذبيان تقديراً لنيلها مؤخراً لقب “المرأة المناضلة” في مهرجان لبنان المسرحي الدولي.
وطبعاً كان توثيق الحدث للمصور الصحافي خالد عياد صديق الفنانين المبدع الواعد باندفاعه ونشاطه الدائمين.

أهمية تعريف الرأي العام بالمتحف

بعد جولة في المتحف، بان الاعجاب الكبير على وجوه أعضاء الوفد، الذين طالبوا نصًار بالمزيد من الجهد للتعر يف بالمتحف والإعلان عنه متحفاً رسمياً، للبنانيين والعرب والأجانب، وعبر وسائل التواصل مؤكدين أن انجازاته شكل من أشكال التمسك بالتراث والأرض، وهي بحد ذاتها مقاومة للبقاء في سبيل لبنان المعافى المتميز دوماً، رغم ما يجري، ورغم أنف الأعداء.

الجنوب وفلسطين حاضرين

وفي السياقـ لم يغب العدوان الإسرائيلي وما يجري في الجنوب اللبناني عن اللقاء عبر أغاني وطنية مثل “الله معك يا بيت صامد في الجنوب”، بينما رحبت الشاعرة نهيل نصار شقيقة شارل بوفد النقابة، قائلةً ضمن قصيدتها : “اليوم برمحالا في عرس
الفنانين عم يعطوا درس
بالوحدة الوطنية
التمسك بالهوية
مع قدرة الهية
على دروب الحرية
انشالله سوى نزور القدس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى