سياسة

المؤتمر الشعبي اللبناني : تهويد الأقصى والمقدّسات والعداء للعرب وليد الوطن القومي اليهودي

لقد ظهرت في الساعات الأخيرة تصريحات تجاهر بتهويد القدس والمقدّسات والأوقاف الإسلاميّة والمسيحيّة، من متطرّفين صهاينة يعملون لمشروع الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين المحتلّة، و في مقاومة هذا الطرح العنصريّ قال منسّق عامّ المؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور عدنان بدر ما يلي:
لقد أطلّ عضوان من حركة “عوتسما يهوديت” ومعناها بالعربية: عظمة يهوديّة أو قوّة يهوديّة، وهذه الحركة العنصرية هي ابنة حركة “كاخ” التي أسّسها الحاخام المتطرّف مائير كاهانا الذي اغتيل في نيويورك عام ١٩٩٠، وبعده كان اغتيال ابنه وزوجة ابنه أبّان انتفاضة الأقصى على الطريق بين نابلس ورام اللّه، والتصريحان الجديدان هما لوزير الأمن القومي في كيان العدوّ الإسرائيلي إيثمار بن غفير وعضو حركة عوتسما يهوديت وفيه يقول: أنّ الاعتداءات على الأقصى وتدنيسه من قبل المحتلّين الصهاينة مقدّمة لبناء كنيس (هيكل مزعوم) على أرض الأقصى، ولاقاه وزير التراث وعضو حركة عوتسما يهوديت عميحاي إلياهو بالقول: لا بدّ من استخدام أساليب في القتل أكثر عنفاً ضدّ الفلسطينيّين لفرض السيطرة الصهيونيّة، وتثبيت كيان الوطن القومي اليهودي.

وقال بدر: إنّ هذا يوجب على العرب كافّة وعلى المسلمين والمسيحيّين رفع مستوى المواجهة ضدّ هذه التحرّكات والتصريحات المعادية للدين والمقدّسات و للوطن، وذلك باتّخاذ الخطوات الآتية:

(١)- نشر الوعي بالقدر الكافي بهذه المخاطر والتحدّيات، وكشف نوايا العدوّ ووزرائه وشركائه ضدّ الإنسان العربي من خلال استهداف الشعب الفلسطيني، وضدّ المقدّسات من خلال العمل لتهويدها ولتزوير التاريخ ونسف الذاكرة بمتعلّقات الثقافة الفلسطينيّة، ويجب استخدام الوسائل والأساليب المتاحة في النشر والتعميم، كي يستفيق الغفاة والمتخاذلون من سباتهم العميق.

(٢)- إنّ الحرم القدسي الشريف (مساحته ١٤٤ دونماً) وقف إسلامي كما تبيّن الوثاىق والوقائع والحفريّات والتنقيب، وهناك أكثر من قرار من مجلس الأمن يؤكّد على هويّة القدس، ويطلب من العدوّ الإسرائيلي وقف كلّ عمل يشوّه هويّة المدينة، ومع ذلك يحصل هذا التمادي ولا يردع هذا العدوّ المجرم العنصري سوى التزام القاعدة الجهاديّة: ما أخذ بالقوّة لا يستردّ بغير القوّة.

(٣)- تأتي تصريحات هذين الوزيريْن في حكومة العدوّ الغاصب -وزير الأمن القومي ووزير التراث- لتفضح ما يبيّته قادة كيان العدوّ الصهيوني العنصري، والردّ هو في مقاومة منطلقها الفدائيّة والجهاد، وتقديم التضحيات، فهي المدخل إلى النصر والتحرير، ولم يعد جائز الرهان على مفاوضات ولا مهادنات مع هذا العدوّ، الذي لا يفهم سوى من خلال فنّ توازن الرعب وصناعة التصدّعات له في الروح المعنويّة، وهذا ما حقّقته المقاومة البطلة في غزّة هاشم والضفّة ولبنان وكلّ ساحات المقاومة.

(٤)- لقد أنشِأت منظّمة التعاون الإسلامي عام ١٩٦٩ بعد حريق الأقصى وفيها (لجنة القدس) والسؤال: أين لجنة القدس ومعها منظّمة التعاون الإسلامي، وأين دورهما في ردع العنصريّين والمتطرّفين، وفي دعم المقدسيّين المرابطين في أطناف بيت المقدس؟ هل غاب عن المتخاذلين موقع القدس الديني الإسلامي والمسيحي؟!، وما ورد في العهدة العمريّة “وأن لا يقيم أحد من يهود معهم في إيلياء القدس”؟ وهل غاب عنهم أنّ الكرامة والعزّة توجبان قتال العدوّ المحتلّ وكنسه من قدسنا وبلادنا التزاماً بقوله تعالى :”وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ”؟
ويفيد هنا التذكير بمقولة الأخّ الرمز كمال شاتيلا: “لم يكترث المقاومون العرب بمقاولي السياسة، فقد أجبرت المقاومة الفلسطينيّة الصهاينة على الانسحاب من غزّة، وكذلك فعلت المقاومة اللبنانيّة بطرد المحتلّ من معظم جنوب لبنان المحتلّ”.

(٥)- ندعو الغيارى والمراجع الدينيّة المسلمة والمسيحيّة، والقوى السياسيّة وفصائل المقاومة والاتّحادات والنقابات والمؤسّسات الأهليّة للقيام بأوسع حملة دعم للمرابطين في القدس والأقصى وللمقاومين، لتعزيز صمودهم وثباتهم في مسار “حرب طوفان الأقصى”.

وختم بدر قائلاً: الخزي والعار للصهاينة العنصريّين ومنهم إيثمار بن غفير وعميحاي إلياهو، والعار لاحق بكلّ متساهل بقدسه ومقدّساته وترابه الوطني، وتحيّة الإكبار للشهداء الأبرار ولعوائلهم وللأسرى الأحرار في سجون العدوّ والدعاء بالشفاء للجرحى ، فمن يقاتل الأعداء يتمتّع بطعم الانتصار، ومن جَبُن وفَرَّ من المواجهة مكانه سلّة مهملات التاريخ.

مكتب الإعلام المركزي في المؤتمر الشعبي اللبناني

الاربعاء ٢٨-٨-٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى