فن

الموعد غداً: “أبو ملحم” و”إم ملحم” يعودان الى عاليه

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

أتذكرون “أبو ملحم” و”إم ملحم”؟ هذا البيت اللبناني الدافئ بالقيم والعادات اللبنانية الأصيلة، الذي زار اللبنانيين عبر الشاشة الصغيرة، في زمن علت فيه المتاريس، فكان صوت الحكمة والمحبة. 

تعود الذكرى اليوم، من مدينتهما عاليه، والبلد بأمسّ الحاجة لرجل مصالحات وتسويات يشبه “أبو ملحم”، يقرّب ولا يفرّق، يبني جسوراً لا جدراناً ويتحدث بلسان اللبناني الأصيل.
فعلى بعد أمتار من شرفة منزل “أبو ملحم”، المطلّة على الطريق العام في عاليه، سيكون بانتظاركم تمثال تكريمي لإبن المدينة أديب الحداد، مواليد ١٩١٢، وإلى جانبه زوجته سلوى الحاج الحداد. ففي هذا الشارع تحديداً، جمعهما الحي الواحد، فكانا الرفيقين ولاحقاً الحبيبين والزوجين، والقصة التي أحبّها اللبنانيون، فانتظروهما وتحيّتهما مع كل إطلالة “يسعد مساكم”، كما فنجان قهوة “إم ملحم”.

“هذه المناسبة تمثّل لحمة الشعب اللبناني بين بعضه البعض”، يقول رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، متحدثاً عن تفاصيل هذا الحدث الاستثنائي بتاريخ المدينة وفاء لكبيرَين من أبنائها.
ويقول مراد، في حديث لموقع mtv، “هذا العمل الرائع يرجع الزمن الجميل إلى قلوب الناس، زمن المحبة والإخلاص. كما يمثّل اللحمة في البلد  وبين أبنائه”، مضيفاً “لهذه المناسبة رمزية كبيرة جداً بالنسبة إلينا، ونلاحظ مدى الفرح والاهتمام لدى الناس وزوّار عاليه، كما التفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي”.

يستذكر مراد إبنَي عاليه، أديب وسلوى، وقد عاشا في مدينتهما التي وُلدا وترعرعا فيها، حتى اندلاع الحرب الأهلية المشؤومة، كاشفاً عن إطلاق اسميهما على الشارع، حيث سيوضَع تمثالهما، وقد اختارت البلدية زاوية مهمة جداً لهما قرب الطريق العام، متكفلة بتكاليف الاشغال وتقديم الأرض والأمور اللوجيستية. أما تنفيذ العمل فكان للفنانة التشكيلية غنوة رضوان، وتم صبّ التمثالين بالبرونز من قِبل بيار كرم.

وعن تفاصيل الاحتفال التكريمي، يوم الأربعاء، يشير مراد إلى أنه سيبدأ الساعة السادسة مساء، في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في الحي الغربي، برعاية وزير الاعلام زياد مكاري، وحضور حشد كبير من النواب والوزراء والشخصيات، وأهالي المدينة وعائلة المكرّمَين. ويتخلّله كلمات تكريمية بالتزامن مع عرض مقاطع من أعمال “أبو ملحم” و”إم ملحم” على شاشة كبيرة. ومن بعدها يتوجه المشاركون إلى موقع التمثالين لإزاحة الستارة عنهما.

لن يغادر “أبو ملحم” و”إم ملحم” مدينتهما بعد اليوم، كما لم يغادرا يوماً قلوب أهلها ومَن أحبّوا هذا الثنائي على امتداد الوطن. ومَن يزور عاليه سيمرّ من هناك، وسيردّ لهما التحية على طريقة اللبناني وأبناء الجبل… “يسعد مساكن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى