سياسة

لهذه الاسباب لا تسوية قريبة للحرب على لبنان

حسين زلغوط
خاص-“رأي سياسي”

تحولت عين التينة الى خلية اتصالات ولقاءات ومشاورات بغية التفتيش عن حل يوصل الى تهدئة الأوضاع الميدانية في ضوء التصعيد الإسرائيلي المتواصل والذي على ما يبدو يتجه الى امكانية اندلاع حرب واسعة في المنطقة.
صحيح ان ما أعلنه الرئيس نجيب ميقاتي القادم للتو من نيويورك بعد اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري يشكل بالنسبة اليه خارطة طريق للخروج من الحرب لجهة ربط انتشار الجيش في الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية بعد وقف اطلاق النار، غير ان ما قاله ميقاتي يبقى في ظل التعنت الاسرائيلي “شيك” من دون رصيد لا يصرف في اي مكان، طالما العدو الاسرائيلي يرفض الإلتزام بالقرار 1701، ويضع شروطا تعجيزية من الصعب التجاوب معها، حيث ان نتنياهو سيحاول تكرار ما فعله في غزة مع لبنان ان لناحية حفلات الجنون التدميرية، او لناحية المفاوضات الدبلوماسية حيث سرعان ما كان ينقلب على اي موقف يقوله لاي وسيط بشأن الوصول الى هدنة.
والسؤال الذي يطرح بالتزامن مع تحرك وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو تجاه لبنان ، هل نحن أمام تسوية سريعة، لوقف النار ، ام ان التحرك الفرنسي يأتي من باب اعلان فرنسا الوقوف الدائم الى جانب لبنان؟
ضواهر الأمور لا تشي بأن هناك تسوية ما تطبخ خلف الكواليس وان التحرك الفرنسي يأتي في سياق الإهتمام الفرنسي بمعالجة اي أزمة يتعرض لها لبنان، وان ما يسقط من الحساب اي حل قريب، ويشير الى ان الوضع العسكري ذاهب الى مزيد من التصعيد، هو بدء تعامل اسرائيل مع الواقع على انها منتصرة ، وان في مقدورها بعد الذي نفذته من عمليات اغتيال ان تفرض الشروط التي تؤمن لها مصالحها، وفي المقابل فان “حزب الله” المنشغل بترتيب وترميم وضعه الداخلي بعد العمليات الإجرامية التي قامت بها اسرائيل بدءا باغتيال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وكبار القياديين، لم يقل كلمته بعد ، وهو حكما لن يقدم اي هدية لاسرائيل بل انه سيبني اي موقف يعطيه على معطيات لا تعطي الغلبة لاسرائيل ولا تؤثر على محور المقاومة، وهو يعتبر انه من المبكر الحديث عن تسويات ودماء الشهداء لم تجف بعد.
ويرى مصدر سياسي متابع لموقع “رأي سياسي” ان من بين الأسباب التي ستجعل العدو الاسرائيلي يرفض اي قرار بوقف الحرب الآن هو اعتقاده أن استمرار العمليات العسكرية سيضعف من قدرة “حزب الله” ويضغط على قيادته للقبول بشروط أكثر تفضيلا لتل أبيب في أي مفاوضات مستقبلية.
وبما ان نتنياهو يواجه ضغوطا داخلية كبيرة بسبب الانتقادات حول أدائه السياسي والعسكري، لذا فإن تصعيد العمليات قد يستخدم للتغطية على هذه الانتقادات وإظهار الحزم في التعامل مع المخاطر الأمنية.
ويخشى المصدر ان يكون نتنياهو قد اخذ قراره باستمرار الحرب على لبنان الى حين حصول الانتخابات الرئاسية الأميركية،وهو يعمل على استغلال هذه الفترة التي يشهد فيها النظام الدولي انشغالا بالتحولات السياسية، لتعزيز وضع اسرائيل في الشرق الأوسط قبل وصول إدارة أميركية جديدة قد تفرض رؤى جديدة للسياسة الخارجية.
ولم يسقط المصدر من حساباته امكانية التوغل البري لجيش العدو الاسرائيلي بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية أو تدمير بنى تحتية مهمة لحزب الله، مع العلم انه بالرغم مما قام به سلاح الجو الاسرائيلي من عمليات على امتداد لبنان فانه لم يلحق الأذى بالمنظومة الصاروخية للحزب ، مشددا على أن التوغل البري سيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وهو ما تعمل عليه المقاومة التي أعدت العدة له، مذّكرا بما قاله السيد نصرالله في خطابه الأخير اننا نبحث عن العدوان البري “بالسراج والفتيلة” في دلالة واضحة على ان المقاومة ستلحق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي الذي لا يقوى على تحملها..
وجزم المصدر ان الحرب قد تستمر حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك لأن الولايات المتحدة حاليا في فترة انتقالية ما يتيح لإسرائيل الاستمرار في التصعيد دون ضغوط كبيرة لوقف الأعمال العسكرية، كما أن نتائج الانتخابات قد تؤدي إلى سياسات جديدة تجاه الشرق الأوسط ما يدفع الأطراف إلى الانتظار لرؤية التوجهات الجديدة للإدارة الأمريكية الجديدة قبل الالتزام بأي اتفاقيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى