هاجس أمني في الشوف لحماية المنطقة وإبعاد شبح الفتنة وعدم تحويل مراكز الإيواء أهدافاً للطائرات الإسرائيلية
بيروت ـ أحمد منصور
بات الهاجس الأمني وتداعياته الخطيرة الشغل الشاغل لفاعليات وبلديات وأهالي إقليم الخروب والشوف، لا بل الجبل، بعد توسع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية على المنطقة القريبة والبعيدة عن الجنوب، والتي كان آخرها أمس الأول غارة للطيران الحربي الإسرائيلي على مبنى سكني في خراج بلدة برجا، عند تخوم بلدة الجية الساحلية، وسط مخاوف كبيرة لدى أهالي المنطقة من تحول مراكز إيواء النازحين إلى أهداف للطائرات الحربية الإسرائيلية.
إزاء هذا الوضع الخطير، تداعى نواب وفاعليات وأحزاب وبلديات وأهالي المنطقة إلى إطلاق نداء وصرخة مناشدة إلى من يعنيهم الأمر، بضرورة الأخذ في الاعتبار حماية أرواح العائلات النازحة، وعدم تعريضها للمخاطر، وتهديد أمن وسلامة أبناء المنطقة، الذين فتحوا بيوتهم للعائلات الوافدة، والعمل معا على إبعاد أي مصدر قلق، قد يشكل خطرا عليهم وعلى المنطقة، لعدم إعطاء الذريعة لإسرائيل في شن أي عدوان.
مصادر سياسية ومسؤولة توقفت عند الغارة على أطراف بلدة برجا، فاعتبرت «أنها مؤشر خطير»، وأبدت خشيتها من «أن تكون مقدمة لسلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على المنطقة، خصوصا بعد الحديث عن وجود أكثر من 120 ألف نازح في الإقليم».
وشددت المصادر على «ضرورة التحرك في شكل جدي لإبعاد أتون الحرب عن المنطقة، وبراثن الفتنة المذهبية، من خلال ردات الفعل على خلفية استهداف المنطقة وتراخي أصحاب الشأن»، وأكدت على «أهمية التعاون بين القوى الأمنية والشرطة في منع أي تواجد لأي مظهر من مظاهر الخطر على سلامة وأبناء المنطقة والنازحين، وعلى وجه الخصوص الزيارات التفقدية».
عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله قال ان «استهداف إقليم الخروب من العدو الاسرائيلي لن يثنينا عن القيام بواجبنا الوطني، في ظل استمرار القتل والتدمير والاجرام الاسرائيلي»، واعتبر «ان هذا الوضع يفرض على من يعنيهم الأمر الأخذ في الاعتبار حماية النازحين وأهل المنطقة، وعدم تعريضهم للخطر، عبر القيام بزيارات تفقدية لعائلاتهم في المنطقة».
خلية الأزمة في بلدية برجا أعربت عن قلقها وخوفها من تفاقم الأمور بعد الغارة على شقة سكنية في البلدة، وأشارت في بيان إلى «ان برجا استقبلت أكثر من 23 ألف نازح من أهلنا الوافدين، ورغم كل هذه التحديات، نعتز بالألفة والمحبة التي تسود بين أهالي البلدة، سواء كانوا من المقيمين أو من ضيوفنا الوافدين الأعزاء، إلا أنه، للأسف، طرأ مؤخرا استهداف لشقة في بلدة برجا من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى».
وأضاف البيان «حرصا على سلامة جميع أهالي برجا وضيوفها، نناشد كل من يكون مستهدفا أو معرضا للخطر أن يبتعد عن البلدة حفاظا على أمنها وسلامة أهلها. ونناشد الجهات المسؤولة الإيعاز إليهم بعدم التواجد أو التوجه إلى البلدة حفاظا وضمانا لسلامة أهلنا الوافدين الذين لجأوا إليها طلبا للأمان».
وفي إطار تهدئة النفوس والاطلاع على أوضاع النازحين وظروفهم والوقوف إلى جانبهم في وجه العدوان الإسرائيلي، جال المنسق العام لـ «تيار المستقبل» في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال ممثلا الرئيس سعد الحريري على مراكز إيواء النازحين في برجا والبرجين.
وشملت الجولة بلدية برجا ومراكز الإيواء في مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري وثانوية برجا الرسمية ومدرسة الديماس الرسمية ومهنية المفتي محمد علي الجوزو ومن ثم بلدية البرجين، ونقل سرحال «تحيات وتضامن ومحبة الرئيس سعد الحريري للعائلات النازحة».
وقال سرحال «يعمل تيار المستقبل في 22 مركز إيواء في إقليم الخروب، بالإضافة إلى الناعمة وحارة الناعمة ومركزين في خلدة».
وأضاف «لدينا 350 شخصا من تيار المستقبل يعملون في شكل يومي بتوجيهات الرئيس الحريري لاحتضان أهلنا النازحين من الجنوب او من الضاحية او من أي منطقة أخرى».
وندد «بالعدوان الاسرائيلي على برجا»، مبديا «الخشية من تفاقم الأمور»، داعيا الجميع إلى «التعاون لحماية منطقتنا وأهلنا، وإبعاد شبح الفتنة التي يريدها الإسرائيلي».