لبنان الوطن” المنتصر دوماً على الموت
فادي رياض سعد
وسط أسوأ نكبة يعاني فيها لبنان أعتى المرارات نتيجة العدوان الاسرائيلي الغاشم وجرائمه واستهدافه للحجر والبشر، ضد المدنيين والأطفال والمواقع التاريخية والأثرية بسبب حقده على لبنان وعلى شعبه وموروثه الأثري والثقافي ، وهذا الحقد سببه ان لبنان يتميز بإرث تراثي وثقافي كبير، جذوره ضاربة في التاريخ.
ونسأل لماذا نحن مستهدفون؟…
لأننا حالة تنوع إيماني وفكري وعقائدي ناجحة، ومنارة علم وثقافة، ورسالة إنسانية مختلفة ومناقضة تماماً لكيان العدو الإسرائيلي الذي زُرع في هذه الأرض ليبث فيها عنصرية إلغائية تهجيرية، ونحن النقيض له على كافة المستويات.. فبالتأكيد سوف نعاني…
بالرغم من الأزمات المتلاحقة التي تلقي بثقلها على اللبنانيين تحت وطأة سيل الإشاعات السلبية التي تنعي لبنان من أصحاب المصالح المستثمرين في جوع الناس على تعميم أجواء التشاؤم والسواد على اوضاع البلد ومستقبله، وسيناريوهات عن أحداث وتطورات ستأخذ البلاد الى “الدمار الشامل”، مغيبين “الإيجابيات والامكانيات” وقدرة اللبنانيين وإرادتهم الدائمة التي يمكن البناء عليها للخروج من الأزمات وعلى التكيّف معها والخروج منها في اللحظات الحاسمة، وتحويلها إلى فرص، لتثبت في كل المراحل زيف كل هذه السيناريوهات والادعاءات.
نعم هناك تحديات وأزمات كبيرة ونتعرض لمصاعب كثيرة لا يعيشها الأخرون، ولكن وبالرغم من كل شيء يمكننا المواجهة وتجاوز الأزمات بالوعي والعقلانية، بالعزيمة والإرادة، وتجارب جدّية تسعى الى خير الوطن، طالما أننا نؤمن بوجودنا ووطننا. نستطيع البدء بوضع أسس صحيحة توصلنا الى برّ الأمان.
ولبنان فوق الحسن مسبعةٌ، على صغر حجمه، كان له الشرف بأن يحمل وحده لواء المواجهة الحقيقية، وانتصر وسينتصر على كل أمبراطوريات وممالك الظلم، في الدفاع عن أرضه وعرضه بوجه الأعداء، وطالما أن المقاومة الشريفة مستمرة… أجراس العودة ستقرع.
والحرب الحالية، ليست الأولى، لكنها ستكون الأخيرة، ستنتهي يوماً، وستصمت المدافع،،، وبعد أن تضع الحرب أوزارها سينهض لبنان “الوطن” من جديد، فالوطن هو ابن التاريخ، والوطن باقٍ، ولا خوفَ عليه طالما أن جذوره راسخة في العمق.
قد يتأخر الفرج … لكنه آتٍ حتماً.
وبكرا أحلى