9 كانون الثاني آخر “خرطوشة” رئاسية
لم يعد يكفي تحديد موعد جديد لجلسة مفترضة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد طول انتظار. فالمطلوب أولًا وأخيرًا التوافق بالحدّ الأدنى على عدد من الأسماء، التي سبق أن تضمنتها الورقة الرئاسية للبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي. وهذه الأسماء كما بات معروفًا يجب أن يكون أصحابها “فدائيين” بالمعنى المجازي للكلمة، فضلًا عمّا تتطلبه دقة المرحلة المصيرية من شخصية وسطية بعدما سقطت أوراق الأسماء الاستفزازية، أو تلك التي يُشتّم منها أنها تشكّل تحدّيًا لأي فريق سياسي. وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون المرشحون الوسطيون المحتملون من دون رائحة أو طعم أو لون. والتجارب الماضية قد أثبتت أن اختيار الوسطيين هو أفضل سبيل لبداية مقبولة لنهايات يؤمل أن تكون سعيدة حتى ولو طال الزمن. فمن شرب بحر الأزمات الطويلة لن يغصّ بساقية انتظار اكتمال حلقات الحل الشامل.
بعض المستعجلين من اللبنانيين لم يطمئنوا إلى كلام بولس، خصوصًا أنهم يعتبرون أن الانتخابات الرئاسية شأن داخلي، فيما يرى آخرون أن رياح التغيير قد تكون سانحة لمواءمة ما قد يُطرح من مساهمات دولية لإعادة وضع لبنان على سكتّه الصحيحة بعد سنوات من العذاب. ويعتبر هؤلاء أن الانتخابات الرئاسية على أهميتها يجب ألا تُسلق سلقًا، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار المتغيّرات التي تشهدها المنطقة، مع ما لهذه المتغيّرات من دلالات مهمة يُفترض التوقّف عندها لكي يستطيع اللبنانيون من خلالها رسم خارطة طريق خاصة بهم لخروجهم من نفقهم المظلم والطويل.
وفي اعتقاد بعض المراقبين الواقعيين فإن تاريخ 9 كانون الثاني من السنة المقبلة سيكون مفصليًا في تاريخ لبنان. فإما أن يُنتخب رئيس يتمّ التوافق عليه داخليًا، ولا يلقى أي “فيتو” خارجي، وإمّا الذهاب إلى خيارات أخرى قد تحدث تغييرات جذرية في التركيبة اللبنانية.
المصدر: لبنان 24