سياسة

الصايغ: لن نقبل بالالتفاف على الـ 1701 وهذه المرة سنذهب إلى شر كبير في الشرق الأوسط

رأى عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ أن هناك وحدة ساحات فرضت نفسها بنفسها، فكل الشرق الأوسط يتحوّل إلى ساحة صراع واحدة بين الخط الإيراني والخط المقابل، فلا أحد يريد لإيران أن تتمدّد خارج إيران، وأضاف في حوار عبر سبوتنيك عربي: “إنما ما لا يعرفونه أن إيران ليست دولة مدنية وليست دولة تدرس الواقعية السياسية كما تُدرّس في معاهد دول العالم، فكتابها عقائدي وقواعد الحساب فيه مختلفة. مثلا، اصرت ايران على اكمال الحرب مع العراق   مما  كلّفها مليون شهيد بين إعلان القرار 598 من الأمم المتحدة الذي يقول بوقف الحرب بين إيران والعراق عام ١٩٨٧ وبين القبول بتطبيق هذا القرار بعد سنة وقد قال الخامنئي يومها عبارته الشهيرة “أقبل بهذا القرار كما لو أتجرّع كأس السمّ”، فلو كان عنده واقعية سياسية لما دفع بهذه الأفواج لتحارب قوى أكبر منه مؤلفة من الدول الكبرى التي فرضت تدابير عسكرية فضلا عن العراق، وخوفي اليوم أن كثرًا لا يقرأون بالكتاب الإيراني ويعتقدون أنها تقوم بالـBusiness كالعادة مع الإسرائيلي أو أي أحد آخر”، وتابع: “حتى الكتاب الاسرائيلي صار كتابًا عقائديًا لكنه عرف كيف يترجم هذه العقائدية إلى فعل سياسي لأنه يتكل على حلفاء قادرين على عقلنة هذا الصراع في وقت أن الايراني يتكل على عقيدته وما تبقى من إرادة عند الحرس الثوري بالشهادة وهذا قد يدفع بالصراع إلى مدى بعيد جدًا وما نراه مع الحوثيين في اليمن هو تمامًا هذا الأمر يعتقد أنه سيقيم توازن رعب مع إسرائيل وكأن الواحد لا يقرأ ولا يفهم الواقع كما هو”.

واعتبر الدكتور الصايغ أن الكلام عن وحدة الساحات أصبح أمرًا واقعًا وليس نظرة أو استراتيجية، عندما كانت تخرج شحنة السلاح من ايران لتصل الى الجنوب يتم توحيد  ساحات، واذا ما استمر التهريب فذلك ياتي بالضربات الاسرائيلية ولا ننسى أن التهريب لم يتوقف، فالجيش اللبناني لم يُمسك الحدود كلها ولم تطبق الترتيبات، يتم الأمر نفسه مع الحوثي الذي  يقوم بربط الساحات على طريقته. وفي لبنان عندما يقولون هذه الترتيبات ولنجزئها بين جنوب الليطاني وشمال الليطاني فهذا خطأ، اذ ان كل لبنان معني بالقرار 1701 والترتيبات ليست وجهة نظر، وبالنتيجة علينا أن نواجه المشكلة بالواقع كما هو فقد كنا منذ الأساس ولا نزال لا نريد للبنان أن يدخل بلعبة المحاور، ولكن بعد الدولة التي أقامها حزب الله تحت الأرض في لبنان بشكل غير منظور، فمطالبتنا بفصل الساحات كانت على حق ولكن بواقع الأمر الأنفاق بين حمص والبقاع الشمالي وكل الأنفاق التي تمتد بين قرى الجنوب وغرفة العمليات المشتركة مع حماس اكد ربط الساحات ميدانيا. كنا نحلم بوطن منفصل عن صراع المنطقة انما ما نقوله جميل جدًا لكن لا ينطبق على واقع الأمر، فهناك ساحات مربوطة ببعضها البعض وواحدة تؤثر على الأخرى، فسقوط دمشق يؤثر على لبنان وانسحاب الحشد الشعبي إلى داخل العراق يؤثر على كل المنطقة وهكذا دواليك”.

ورأى الدكتور الصايغ أننا نعيش بازدواجية أينما كان، فنحن خطابين داخل كل دولة، خطاب الحمائم وخطاب الصقور: من إسرائيل وصولا إلى إيران ، فهنا لدينا خطاب خط المرشد  الذي يتوعد  باستعادة  قدرات المقاومة في سوريا في أقل من عام وخطاب الدولة الذي يريد فتح علاقات صداقة مع الحكومة الجديدة في دمشق.
وعن التوغل الإسرائيلي في الجنوب قال الصايغ: “اللجنة التي بدأت تقوم بعملها للترتيبات الأمنية تأخرت ومن المفروض أن تقوم بعمل جدي، مشيرًا إلى أن العمل يحصل لكن ليس هذا هو المطلوب”.

وأردف: “أن البلد تحت وصاية أمنية عسكرية من الدول الواضعة يديها على تنفيذ القرارات والترتيبات الدولية”.

ولفت الصايغ إلى أن ما يحصل أن الإسرائيلي يقول إن ما من التزام بما تم التوقيع عليه، فما وقع عليه حزب الله بالواسطة والحكومة اللبنانية وإسرائيل وأميركا ضامنة الاتفاق من المفروض أن يلتزم به الطرفان حسب آلية معينة، لكن هذه الآلية لم توضع بعد، فلم يقولوا ما هو الجدول الزمني لانسحاب الإسرائيلي بشكل يومي والإسرائيلي حر طليق، فما يمنعه هو الالتزام الكامل أي الآلية أي التسريع بالانتشار الكامل للجيش اللبناني والعمل مع اليونيفل والاتفاق مع الإسرائيلي وهم لم يتفقوا بعد إلى أين سينسحب الاسرائيلي وإلى أين سيدخل الجيش اللبناني ويتمركز والإسرائيلي يقول لست مطمئنًا لطريقة العمل في الجنوب، ويعتبر أن هناك مراوغة ومواربة وذهنية ال2006 تتحكم بالعمل أي الالتفاف على القرار الدولي وطالبوا الأميركي بأن يكون حاسمًا والمسؤول الأميركي وهو رئيس اللجنة مع الفرنسي يعطي تعليمات واضحة وصارمة وتباعًا تحصل إنما واقع المر أنه إذا لم يحصل حسم من قبل الدولة والجيش واليونيفل ومن مصلحة لبنان الالتزام الدقيق بمهلة ال٦٠ يوم والا فانه سيتذرع لكي لا يخرج من الجنوب ولديه أطماع بالليطاني وبالغاز والبترول ويهمه ان يتخذ ترتيبات اقتصادية مع لبنان ومكاسب فلا ننسى أنه عندما وقع الاتفاق كان المشكل محصورًا بين لبنان وإسرائيل واليوم تغيّر الواقع فربما لم يعد هذا الاتفاق مناسبا  لاسرائيل مع تطورات سوريا والتوغل الإسرائيلي والسيطرة على جبل الشيخ مع تعاظم القدرة على  الالتفاف على الجنوب من الشرق من هنا مسؤوليتنا أن نتشبث بتطبيق القرار الدولي وأن نضع إسرائيل في حال انتهكته بمواجهة مع المجتمع الدولي.
، وعلينا الانتباه الى أننا أحيانًا نخدم العدو عندما نقدم له الذرائع مشددًا على ان علينا ان نقوّي جيشنا وشرعيته وهذا لا يكون فقط بالسلاح النوعي بل على الاسرائيلي أن يعرف أنه غير قادر على الدخول في التناقضات اللبنانية الداخلية وأن يقوي طائفة على طائفة ومذهبًا على مذهب ومنطقة على أخرى والمواجهة معه لا تكون بالتفرد والانقسام انما بالتحصن بمنطق الدولة.

وأوضح الصايغ ان التوغل الاسرائيلي بعمق الجنوب كما يقال كلمة تستوجب شرحا. لقد حقق الاسرائيلي هدفه بإبعاد الصواريخ عن المستوطنات واهمها الصواريخ المباشرة فهو احتل حتى عمق الخط الاول الذي رسمه اي الـ 5 كلم أي التلال التي تشرف على الحدود الإسرائيلية من الداخل ويمكن أن يضرب منها صواريخ مباشرة وهذا اكثر ما يؤذيه.

واعتبر الصايغ أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل صوريًا حيّز التنفيذ لكن لم يطبق إذ يحتاج إلى 60 يومًا، ورأى أن إسرائيل لا تريد التوغل بعمق كيفما كان، فهدفها الأمني العسكري تحقق أي إبعاد الصواريخ المباشرة التي تكشف حركتها بالداخل لمسافة 5 كلم ولا يمكن لأحد الدخول إليها وهناك سهل الخيام وهو أعمق ولديه مدى رمي مباشر  اكبر ومعروف ما حصل هناك من تدمير كامل لتامين هذه المنطقة امام الإسرائيلي .

وأشار إلى أنه إذا اعتبرت إسرائيل أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يطبق من الجهة اللبناني فان من حقها التوغل حتى الخط الثاني الذي رسمته وبالطبع هذا مرفوض  فلا يمكنها بحسب الاتفاق استكمال الأعمال الحربية لذلك نعول على  الأميركي الذي يراقب ولا يمزح في هذا الموضوع فلديه مصالح في المنطقة والإسرائيليون يرون مدى جدية الأميركي في تطبيق هذا القرار ولا بد ان ينصاعوا هذه المرة.

واعتبر أن المطروح على الساحة الدولية هو مستقبل إيران بالمباشر، والمسألة الأساسية المطروحة أن ليست إسرائيل التي تقرر بموضوع إيران بل أميركا.

وعن ملف رئاسة الجمهورية وزيارة قائد الجيش إلى السعودية لفت الدكتور الصايغ إلى أن موقف قائد الجيش موقف محمي بمعنى أنه يلتزم الشرعية والقرار السياسي.

وأوضح أن العماد جوزاف عون يقوم بعمله كقائد للجيش بالحدود المعطاة له فهناك ترتيبات لقرار وزاري لتطبيق القرار 1701 وهو كقائد جيش سيلتزم بها وطريقة الالتزام ستتم اما باستعمال القوة أو بالتراضي. ان جوهر الموضوع هو في الاقتناع  انه  لم يعد مجموعة مسلّحة بل حزب سياسي لأن القرار 1701 والترتيبات التي أقرت تقول بهذا الأمر.

وأكد أن ما من انقسام عمودي في البلد، فحزب الله وافق على قرار سلّم للأميركيين والإسرائيليين وإذا فسره بطريقة أحادية سيولد مشكلة، فرئيس الحكومة قال ممنوع أن يبقى أي بنية تحتية لحزب الله انطلاقًا من الجنوب كما جاء في نص الاتفاق .

واعتبر انه لا يجب أن يبقى لحزب الله وجود كمجموعة مسلّحة وهذا ما يقوله القرار وهذا ما أرسى الهدنة في لبنان واي تفسير آخر يعني العودة الى الحرب وكل واحد يتحمل مسؤوليته ونحن لا نغطي الحرب.

وعن زيارة قائد الجيش السعودية قال: “توقيت الزيارة مرتبط بتطبيق اتفاق الهدنة ولا يجب أن نحمّل الزيارة أكثر مما تحتمل، فعندما يريدون إبلاغ العماد عون أي شيء يمكنهم ذلك عبر السفير، ويمكن أن يأتي وفد سعودي وفي هذا الظرف ليس قائد الجيش مضطرًا للامتحان الشفهي فالكل يعرف الكل وليس هذا الموضوع، معتبرًا أن المطلوب درس مدى قدرة الجيش اللبناني على الالتزام بإمساك الوضع بالكامل في الجنوب وفي كل لبنان”.

وشدد الصايغ على أن حزب الله لن يورطنا في حرب أخرى لا قرار لنا فيها.

أضاف: “إن كان أحد مشغول باله على لبنان فلأنهم لا يرون تنفيذًا جديًا لا من قبل السلطة السياسية ولا من حزب الله والجيش مضطرب وبري ينادي في الخارج بالقرار 1701 ليلًا نهارًا في وقت في بيروت كانوا يخوّنون من يطالب بالقرار، مذكرًا بأننا زرنا كلجنة الخارجية بروكسل في عزّ الحرب لنطالب بالقرار 1701 فيما ما يسمى بالممانعة كانوا يخوّنونا ويقولون بأنه لا يجوز تطبيق القرار 1701.”

وذكّر بأن وفيق صفا طالب قائد الجيش بترتيب الوضع كما كان حاصلًا، سائلا:” بأي حق يطلبون من قائد الجيش الالتفاف على تنفيذ القرارات ويملون عليه ما يجب فعله؟” وأضاف: “ما على الحزب القيام به هو تحويل قوته العسكرية إلى قوة منتجة في خدمة البلد، فقد نحروا الشباب والبلد وهجروا الناس ويريدون الفرض على الجيش وضباطه؟” وتابع: “ما زالوا يتحدثون بسردية أن المجتمع الدولي سيضجر ونلتف على القرار 1701 كما حصل في 2006 وهذا لن نقبل به كشركاء في الوطن وهذه المرة سنذهب الى شر كبير في الشرق الأوسط ومن يعتقد أنه قادر على التذاكي على الواقع الجيواستراتيجي فهو ذاهب الى الانتحار وليذهب وحده”.

وعن جلسة التاسع من كانون الثاني قال الصايغ: “قائد الجيش ليس فريق سياسي من يرشحه فهو مرشح طبيعي يتم تداول اسمه من قبل كل عواصم القرار وأصدقاء لبنان فموقعه وأداؤه يشكلان عامل اطمئنان بظل ارتجاج الوضع في لبنان وسوريا، وطالما لم يستتب الأمر في سوريا فلا يمكن الاتكال على جارنا لضبط الحدود من جهته ولوقف الاضطرابات”.

أضاف: “لو كنت ممن يعتبرون أنفسهم مستهدفين بالقرار 1701 لاسيما حزب الله فأفضل إنسان يمكن أن أتعامل معه وأتفاهم وإياه هو العماد جوزاف عون لأنه كان قائد الجنوب ويعرف كيفية إدارة الأمر”.
وعن دعم قائد الجيش قال: “هو مرشح ليس الكتل من ستأتي به، هو سيأتي كالمرشح الذي لا يجوز أن ينزل أحد ضده ويتنافس مع آخرين”.

وعن أن قائد الجيش لا تمثيل له سأل الصايغ: “هل ما زلنا نؤمن أن شعبنا يجد نفسه في مجلس النواب الذي لم يتمكن من انتخاب رئيس منذ سنتين؟”
ولفت إلى أن البلد اخترب و50% من الناس لم يصوّتوا فعن أي تمثيل نتحدث؟ مردفًا الناس تريد من يعطيها الاطمئنان.

وأكد أننا سننزل الى الجلسة في 9 كانون الثاني وسنقوم بواجباتنا وإن كان هناك مرشح تزكية هو العماد جوزاف عون فسنصوّت له ونعطيه أكبر عدد من الأصوات.

وأشار إلى ان المعارضة لا رأي موحدًا لها بشأن العماد عون ونعمل للموقف الموحّد أيا تكن الخيارات.

واعتبر الصايغ أننا تحت وصاية سياسية دولية والخماسية تعمل منذ مدة طويلة وهي لا تضيّع وقتها.

ورأى الصايغ أن هناك مشكلة واحدة هي أن بري والثنائي لديهم حق النقض لسببين: لأنه قابض على الصوت الميثاقي لأنه لا يتم انتخاب رئيس لا دعم شيعي له وكذلك هو قابض على النصاب وبالنتيجة قادر على فتح المجلس وإغلاقه ساعة يريد وعليهم الحديث مع بري.

وختم الصايغ: “بيت القصيد هو هل بري حاضر لأن يختم حياته السياسية بإنجاز ضخم جدًا وانتخاب رئيس يليق بلبنان أو رئيس جمهورية يكون “خراجة شرب” لديه؟”

المصدر: المركزية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى