”النبطية تكرم فرسانها الفاعلين في حرب 2024
وطنية – النبطية – رعى رئيس “الجمعية التنظيمية لتجار النبطية” محمد بركات جابر الاحتفال الذي نظمته “مجموعة أبناء البلد في مدينة النبطية” لتكريم إعلاميين و100 شاب وشابة من الذين كان لهم بصمة في خدمة أهالي مدينة النبطية ابان عدوان الــ66 يوما بعنوان: “”النبطية تكرم فرسانها الفاعلين في حرب 2024، في قاعة مركز كامل يوسف جابر الثقافي الإجتماعي في النبطية، بحضور ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، ممثل النائب ناصر جابر أحمد ضاهر، محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، رئيس رابطة آل الزين في لبنان سعد الزين، مدير مركز كامل يوسف جابر الثقافي المحامي جهاد جابر، مسؤول مكتب الشباب والرياضة في حركة “أمل” في إقليم الجنوب المهندس علي حسن، رئيس الهيئات الإقتصادية في محافظة النبطية عبدالله بيطار، مسؤول مكتب الوكالة الوطنية للاعلام في النبطية الزميل سامر وهبي، رئيس مكتب وزارة الاقتصاد في النبطية محمد بيطار، نديم عسيران، وشخصيات ووجوه اجتماعية وتربوية وثقافية وإعلامية وبلدية.
عميص
بعد النشيد الوطني اللبناني افتتاحا، ثم كلمة للزميل علي عميص اعتبر فيها انه “انطلاقا من القول الكريم من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق وعملا بإيماننا الأخلاقي والثقافي والإجتماعي، كان لا بد من وقفة أمام إعطاء ثلة من الذين بذلوا ما بذلوه في شتى الميادين، بهدف بقاء الإنسان صامدا كريما مرفوع الرأس. فمنهم من قدم عمله وخاطر بنفسه تحت القصف وهمجية العدو، ومنهم من ساهم في مساعدة أهلنا الصامدين والنازحين في النبطية وخارجها، ومنهم من ساهم بنشر الإيجابية ونشر الطمأنينة عبر وسيلته الإعلامية ومنهم من كانت كلمته رصاصة بوجه العدو.
وقال: “نعم ان هذا التكريم هو مشروع لا يقتصر على الشخص المكرم بل يقيض حبا في المجتمع وبصمتكم هذه ستظل موجودة، محفورة في الوجدان، ومكتوبة دون كلمات على جدران النبطية، ويشهد عليها الزمان، فالأثر الطيب لا تمحوه الأيام، ولا جميع الأصوات الخافتة المعترضة بسبب وبدون سبب فلكل منهم إعتباراته ولكننا هنا نضع بصمتنا للتاريخ”.
بدر الدين
ثم كانت كلمة لمؤسس مجموعة ” أبناء البلد” حيدر بدر الدين قال فيها ” اننا نجتمع اليوم، لنكرم كوكبة من الأبطال، لم ترهبهم جرائم العدو، ولم يثنِ عزيمَتَهُمْ إرفادُهُ من قوى الاستعمار، إنها كوكبة، آثرت البقاء والصمود والثبات في المدينة، حتى آخر لحظة من لحظات العدوان، تؤمن مستلزمات الصمود لأهلها المتشبّثين بأرضهم ومنازلهم، ومنها إعلاميون، عملوا على نشر جرائم العدو، وفضح مجازره، وتخليد بطولات المقاومين ،لقد صمدوا، مع يقينهم بأنّهم في دائرة الخطر، أمام عدوّ مجرم، لا يأبهُ بالقانون، ولا يعطي الشرائع قيمة أو وزنًا.
وقال: “نكرم اليوم كوكبة ممّن كُتِبَتْ لهم النجاة من جرائم العدو، لكنّنا نشعر في قرارة أنفسنا بالعجز، و تخنقنا العبرات، عندما نستذكر أحبّة، رزقهم الله الشهادة”، داعيا الى “إطلاق تسمية على إحدى ساحات المدينة – ساحة الشهداء، حيث يرفع فيها نصب، يحمل أسماء شهداء المدينة، من أول شهيد سقط، قبل حوالي خمسين عامًا، الشهيد غازي عيسى، وصولًا إلى شهداء العدوان الأخير، آملا أن تشكل لجنة لدراسة الاقتراح، والاشراف على تنفيذه، أو إيجاد صيغة أخرى، لتكريم شهدائنا الأبرار.
جابر
وكانت كلمة راعي الاحتفال رئيس الجمعية جابر جاء فيها : “نلتقي اليوم في لحظة استثنائية من تاريخنا المجتمعي والوطني، حيث نستحضر ملاحم البطولة والتضحيات التي سطّرها أبناء وبنات مدينتنا النبطية خلال أيام عصيبة كان فيها صوت القصف أقوى من صوت الحياة، ولكن إرادة الصمود في قلوب أهلنا كانت أقوى من كل آلة الدمار. نحن اليوم هنا ليس فقط لتكريم مجموعة من الأبطال الذين صمدوا في وجه العدوان الغاشم، بل لنؤكد مرة أخرى على القيم التي تجمعنا كأبناء هذه المدينة: قيم التضحية، الإيمان، الوحدة، والعمل الجماعي”.
وقال: “66 يومامن الصمود، كانت فيها النبطية نموذجا يحتذى به في التحدي والثبات. شبابٌ ونسوة وقفوا في وجه الخوف، وتسلحوا بالأمل ليكونوا جسراً يصل بين النازحين ومدينتهم. حملوا المعونات الغذائية، والأدوية، وكل ما يحتاجه أهلهم، متحدّين المخاطر ليقولوا للعدو وللعالم: النبطية باقية، وأهلها أوفياء لوطنهم وأرضهم. وإلى جانب هؤلاء، كان هناك أبطال آخرون، لم يحملوا السلاح، بل حملوا أدوات البناء والإنقاذ. سائقو الجرافات والآليات الذين دخلوا إلى قلب الدمار، وفتحوا الطرقات، وانتشلوا الشهداء والجرحى، كانوا رمزاً للعمل الإنساني النبيل. بأيديهم المتعبة وقلوبهم المليئة بالإيمان، صنعوا الأمل وسط الدمار. ولا يمكن أن ننسى جنود الكلمة والصورة، الإعلاميين الذين وقفوا بشجاعة لنقل الحقيقة إلى العالم. في تلك الأيام الصعبة، كان الإعلام هو السلاح الأهم في مواجهة أكاذيب العدو وتشويهاته. نخص بالذكر شهيد النبطية الإعلامي محمد سليم بيطار، الذي استُشهد وهو ينقل للعالم وحشية العدوان. له ولكل إعلامي صامد، نقف اليوم إجلالاً وتقديرا”.
وأضاف: “في زمن الحرب كان شعارنا “صلية مباركة”، رسالة أطلقها أبناء النبطية لتصل إلى كل نازح، لتكون رسالة أمل وصمود، تؤكد أن مدينتنا رغم القصف والدمار، بقيت صامدة بأهلها، شامخة بإرثها الوطني، وصوتاً لا ينكسر في وجه الطغيان. إن هذه المبادرة التكريمية التي أطلقناها اليوم، هي امتداد لرؤية لطالما تبنيناها: أن تكون النبطية نموذجاً يُحتذى به، ليس فقط بالصمود، بل بالعمل المستمر لتعزيز روح الوحدة والانتماء. نحن نؤمن أن تكريم الأبطال ليس مجرد اعتراف بالجميل، بل هو واجب أخلاقي وإنساني يرسّخ في نفوس الأجيال القادمة معاني التضحية والعطاء. ولهذا السبب، سنقدّم اليوم شهادات تكريمية، تحمل في طياتها رسالة وفاء واعتزاز لكل من ساهم في حماية مدينتنا وصمودها، ولكل من جعل من تضحياته شاهداً على قوة إرادتنا كأبناء هذا الوطن”.
وختم جابر قائلا: “اننا دورنا يتجاوز العمل الاقتصادي إلى دور اجتماعي وثقافي ووطني، نسعى من خلاله لإحياء المناسبات التي تعزز من قيمنا وتراثنا. في ظل غياب المؤسسات الرسمية عن دعم مثل هذه المبادرات، نجد أنه من واجبنا كمؤسسات أهلية أن نأخذ زمام المبادرة، وأن نسعى لإظهار الصورة الحقيقية والمشرقة لمدينتنا، تلك الصورة التي تعكس أصالة أهلها وطيبتهم. و أود أن أوجّه شكري العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، ولكل فرد من أفراد النبطية الذين كان لهم شرف الصمود والبقاء، ولكل من ضحّى لأجل أن تبقى النبطية نبضاً حياً ومثالاً يُحتذى به. تحية إجلال لكل شهيد، لكل مقاوم، ولكل من آمن بأن هذه الأرض تستحق أن نحيا ونموت لأجله”.
وختاما، جرى توزيع دروع تقديرية على المكرمين، ومن بينهم الزميل وهبي .