فن

كارول سماحة تتناسى أحزانها الخاصة .. وترقص وتغني وتخطف النجاح من خلال الألم

قدر الفنانة كارول سماحة أن تخوض أصعب تجربة تواجه الفنان خلال مسيرته ، وهي أن تضطر لتقديم الفرح والسعادة لجمهورها، فيما تعيش في الواقع حالة حزن على فقيد او عزيزي لديها.. وهو ما إختبرته النجمة اللبنانية مساء أمس حيث كانت مرغمة على إعتلاء خشبة مسرح كازينو لبنان لتقديم العرض الأول من مسرحيتها الغنائية “كلو مسموح” المتعاقدة عليها منذ مدة، بعد مرور اسبوع فقط من وفاة زوجها المنتج المصري وليد مصطفى ، الذي رحل إثر معاناة مع المرض.

ولم يكن ممكناً تأجيل العرض بسبب ارتباطات عدة خاصة بالصالة وبفريق العمل، فكان لزاماً عليها خوض التجربة القاسية، وان تواجه الجمهور بالفرح والابتسامة، وهي تعتصر داخلياً بالألم والمعاناة .. وقالت كارول في تصريح تلفزيوني:” انا ملخبطة بس التركيز عندي انو هو صار ملاك محاوطني بكل مكان بالمسرح”.

وأشارت كارول إلى ان زوجها الراحل شدد عليها بعد إجراء عمليته على ان تكمل المسرحية لو مهما حصل لأنه يعرف شغفها بالمسرح والفن”. ولفتت إلى ان هذه هي ضريبة مهنة الفنان، ان يظهر ويعبر عن وجعه وان يدوس على هذه الأوجاع وان يستخدم هذه الطاقة ويحولها إلى طاقة إيجابية”، مُعتبرة ان المسرح هو نوع من الشفاء للفنان”.

وفي اول تعليق على قرارها المضي بتقديم العمل الاستعراضي وعدم تأجيله، كتبت كارول سماحة في حسابها عبر “إكس”: “رغم الظروف الصعبة والفترة الحسّاسة التي أعيشها… لديّ مسؤولية كبيرة تجاه فريق العمل وسبعين فناناً على المسرح… هذه كانت وصية زوجي وليد: مهما حدث، يجب أن يستمرّ العمل”.

وغنت كارول ورقصت في مسرحيتها، وذلك بعد سنوات من غيابها عن المسرح الاستعراضي، وكان لافتا حضور عدد من النجوم لمساندتها في هذا الظرف الصعب، حيث كانت النجمة المصرية إلهام شاهين من بين الحضور، إضافة إلى الفنانة ماجدة الرومي والكاتبة كلوديا مرشليان، ورد الخال، سارة أبي كنعان وغيرهم، في مشهد عكس روح التضامن الفني والإنساني.

وشهد الحدث لفتةً مؤثرة، في رسالة خاصة من منتجي العمل إلى روح وليد مصطفى، حيث وّضعت صورة كبيرة له في مكان العرض، جاء فيها: “يُهدى هذا العرض إلى ذكرى الدكتور وليد مصطفى، رجلٌ ترك أثراً كبيراً في عالم الإعلام، وكان السند الأول للفنانة كارول سماحة، بهدوئه، حكمته، وإيمانه العميق بها وبفنّها.. نُكمِل اليوم بما كان يؤمن به: أن تستمرّ، أن تُبدع، أن تُضيء… هذا العرض يُقدَّم لروحه، بكل محبة وامتنان، وبقلبٍ يواصل الإبداع… ليُبقي الذكرى حيّة”.

وفي المشهد الأخير من عرضها الإستعراضي، صفّق الجمهور بحرارة لـ كارول، بعد أن استطاعت إنهاء المسرحية بنجاح مُتجاوزةً كل الآلام التي عاشتها في الأيام الاخيرة.

وبعد حضورها العرض المسرحي، دعمت الفنانة إلهام شاهين زميلتها الفنانة اللبنانية، مؤكدة أن “كارول سماحة فنانة استعراضية رائعة، لا يمكن لأحد أن يقدّم ما قدّمته من عروض استعراضية بهذا المجهود الهائل، مع الغناء المباشر (لايف) من دون الاعتماد على تقنية الـ “بلاي باك”. لا يستطيع أحد تحقيق ذلك سوى كارول سماحة، ما شاء الله عليها حقاً”.

وتابعت شاهين : “كفنانة استعراضية ، استطاعت أن تتجاوز أحزانها وآلامها الشديدة لتُسعد جمهورها، وذلك نتيجة لالتزامها الفني تجاه عملها وزملائها المشاركين معها، بالإضافة إلى المنتجين. إنها حقاً شخصية قوية، بطلة حقيقية، وفنانة ذات حضور ساحر، كما أنها فنانة محترفة ومنظمة للغاية. برافو، برافو كارول”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى