صحة ورياضة

مرض عدواني يهاجم الدماغ بشراسة ويتحدى العلاج.. معلومات عن الورم الأورومي الدبقي

شهدت الأوساط الطبية تطورًا لافتًا في أبحاث علاج الأورام الدماغية، تحديدًا الورم الأرومي الدبقي، أحد أكثر أنواع السرطان شراسة وصعوبة في العلاج.. هذا الورم الذي يهاجم الدماغ أو الحبل الشوكي بسرعة، ويهدد حياة المرضى، ظل لسنوات طويلة يمثل تحديًا للأطباء، بسبب مقاومته للعلاجات التقليدية، ومع تزايد حالات الإصابة حول العالم، خاصة بين كبار السن، تبرز الحاجة الملحة لاكتشاف علاجات أكثر فعالية.

معلومات عن الورم الأرومي الدبقي

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد الورم الأرومي الدبقي (GBM) من أكثر أنواع سرطانات الدماغ عدوانية، إذ يبدأ كنمو غير طبيعي في خلايا الدماغ أو الحبل الشوكي، وتحديدًا في الخلايا النجمية التي تدعم الخلايا العصبية، كما يتميز هذا الورم بسرعة انتشاره وقدرته على غزو الأنسجة السليمة وتدميرها، ما يجعله من أصعب الأورام في العلاج.

أعراض المرض وتأثيره على المرضى

تتنوع أعراض الورم الأرومي الدبقي، حسب موقع الورم في الدماغ وحجمه، وتشمل غالبًا:

صداع شديد خاصة في الصباح.
غثيان وقيء.
اضطرابات في الرؤية مثل ازدواج أو تغيم النظر.
صعوبة في الكلام أو الحركة.
ضعف في عضلات الوجه أو الأطراف.
فقدان الذاكرة.
تغيرات في الشخصية.
نوبات صرع مفاجئة، حتى لدى من لم يعانوا من الصرع سابقًا.
أحيانًا تظهر أيضًا مشكلات في التوازن أو الإحساس، ما يزيد من معاناة المرضى ويؤثر على الحياة.

عوامل الخطر وأسباب الإصابة

ما يزال السبب الدقيق لمعظم حالات الورم الأرومي الدبقي غير معروف حتى الآن، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، منها:

التقدم في العمر.
التعرض للإشعاع المؤين، مثل العلاج الإشعاعي للسرطان.
بعض المتلازمات الوراثية النادرة التي تنتقل داخل العائلات.

وتحدث الإصابة نتيجة تغيرات جينية في الحمض النووي لخلايا الدماغ، ما يدفعها للنمو والتكاثر بشكل غير طبيعي وتكوين الورم.

تشخيص المرض

يواجه الأطباء صعوبات كبيرة في علاج الورم الأرومي الدبقي، بسبب سرعة انتشاره ومقاومته للعلاجات التقليدية، مثل: الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وغالبًا ما يعود الورم للنمو حتى بعد الاستئصال الجراحي، كما أن متوسط البقاء على قيد الحياة للمرضى، لا يتجاوز عامًا واحدًا في أغلب الحالات.

تجربة علاجية جديدة

جاءت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «Nature Medicine» لتركز على علاج تجريبي باستخدام خلايا «CAR T» ثنائية الهدف، وهذا العلاج يعتمد على تعديل خلايا مناعة المريض جينيًا، لتستهدف بروتينين رئيسيين في الورم، ويتم حقنه مباشرة في السائل النخاعي بعد الجراحة.

نتائج واعدة في علاح الورم الأرومي الدبقي

بحسب الدراسة التي عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري «ASCO»، لهذا العام، شملت التجربة 18 مريضًا يعانون من ورم أرومي دبقي متكرر، وأظهرت النتائج أن حوالي ثلثي المرضى استجابوا للعلاج بانكماش واضح في حجم الورم، بينما عاش بعضهم أكثر من عام بعد العلاج، وهو ما يتجاوز المعدلات المعتادة، كما أظهرت التحاليل استمرار وجود خلايا «CAR T» في السائل النخاعي بعد عام من الحقن، مع رصد نشاط مناعي قوي داخل الورم.

الآثار الجانبية وسلامة العلاج

رغم ظهور أعراض عصبية من الدرجة الثالثة لدى بعض المرضى، فإن الفريق الطبي نجح في إدارتها، ما يؤكد سلامة العلاج نسبيًا، وحددت الدراسة الجرعة القصوى الآمنة تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة جديدة من التجارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى