غزة تنتصر …….
إن القضيّة الفلسطينيّة قضيّة محوريّة للأمة جمعاء توارثتها الاجيال جيل بعد جيل ،لتعود من جديد الى الواجهة .بالرغم مما واجهته من خيانات وخذلان من الجوار العربي إلا أنها استطاعت أن تبرهن للعالم أجمع مدى اصرار وثبات الفلسطينين ،مقاومةً وشعباً في صمودهم خلال المواجهات الأخيرة التي شنها الاحتلال الغاصب على قطاع غزة .
باتت هذه القضيّة محورية لكل مقاوم حر يأبى ان يرضخ للعنجهية الإسرائيلية،ليلتف حولها المحور الممانع لما تجمعهم من وحدة المصير ولما تحمل هذه القضية من معطيات تؤثر على المنطقة بأكملها .
واجه محور المقاومة الكثير من الضغوطات بغية التخلي عن هذه القضية إلا انه لم يخضع واستطاع الصمود بوجه أعدائه كما جعل من القضية الفلسطينية أولى اهتماماته،تمكّن هذا المحور من تحقيق انجازات كبيرة وبات المؤثر الأكبر بالقرار السياسي في المنطقة ولا يمكن تجاهله..
عادت القضيٌة الفلسطينيّة لتشغل الرأي العام العالمي بعد العدوان الغاشم الأخير ،لتخط المقاومة الفلسطينيّة ملاحم الانتصارات بدمائها.
بالرغم من الحصار المفروض عليها إلا انها فاجئت العدو بالتطور في أدائها العسكري باستراتيجيات دفاعيّة واساليب قتاليّة جديدة لم تعهده من قبل،ليظهر مدى افلاس الكيان الغاصب إذ اتخذت من المدنيين العزَّل أهدافاً له دون تحقيق أي أهداف العسكرية.
تخبطات داخلية في الشارع الاسرائيلي على إثر هذه الحرب التي لم تلقى ترحيباً شعبياً في الاواسط الإسرائيليّة بعد أن وجّهت المقاومة الفلسطينيّة ضربات قاسية ومباشرة طالت مختلف المناطق المحتلة،هذا بالتزامن مع التوترات في السياسة الداخليّة للكيان الغاصب الذي دخل دهاليز سياسيّة معقدة إذ من المتوقع بأن تدخل الانتخابات الإسرائيليّة جولتها الخامسة لتشكيل الحكومة.
تعالت الصرخات الشعبيّة في بعض الدول المطبعة منددين بالعدوان،مطالبين بفتح الحدود الفلسطينيّة لنصرة أهلها ليضربوا بمعاهدات السلام عرض الحائط التي برمت مع حكوماتهم،بعد أن عمل الإحتلال جاهدا على توطيد علاقته مع محيطه عبر هذه الاتفاقيّات،لندخل مرحلة سياسيّة جديدة بعد الانتصار الذي حققته غزّة ليكون محطة مهمة من المحطات التي تعبر بالقضيّة لترسم ملامح التحرير .