أخبار إجتماعية

افتتاح فعاليات ملتقى الرابطة العربية للبحث العلمي عن المسؤولية الإجتماعية والأخلاقية لوسائل الإعلام والإتصال

افتتحت الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الإتصال بمشاركة كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، ملتقاها السابع بعنوان “المسؤولية الإجتماعية والأخلاقية لوسائل الإعلام والإتصال في ضوء الواقع الراهن”، في كلية الاعلام – الاونسكو، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران وحضور ممثله عميد كلية الاعلام البروفسور ابراهيم شاكر، مدير الكلية البروفسور رامي نجم، رئيسة الرابطة البروفسورة مي العبدالله ونائبها البروفسور هيثم قطب.

بعد النشيدين الوطني والجامعة اللبنانية، القى البروفسور قطب كلمة، رحب فيها بالمشاركين والحضور وقال: “اسمحوا لي أن أتناول في مفتتح كلامي مسألة غاية في الأهمية تثير القلق العام بقدر ما تستجلب ردود أفعال تتفاوت فاعلية لجهة مرسليها ومتلقيها ورجع الصدى المنتظر عند الجمهور المعني بها. هي أمور جوهرية تلامس الذات الأخلاقية الجماعية كما تلك الفردية، وها هو مؤتمرنا ينعقد لتجديد النظر إلى أسبابها ورصد آليات عملها والسعي الجاد للتصدي لها ودعوة المراجع المختصة للحد من عواقبها على المنظومة الأخلاقية ككل. ليس من مناقبيتنا كباحثين وأعضاء في الرابطة العربية أن نغض النظر عما يعتري مجتمعنا العلمي ومشهدنا الميديائي من خلل في قواعد السلوك واضطراب في العمل الإعلامي وفي وسائل التواصل الاجتماعي”.
ثم القت البروفسورة مي العبدالله كلمة، استهلتها بالترحيب والشكر “لكل من ساهم في نجاح إنعقاد هذا الملتقى”، وقالت: “في هذه الأوقات المضطربة الصعبة يبقى هذا اللقاء ولو كان جزئيا افتراضيا، انتصارا على العزلة وفرصة مفيدة للعودة للتواصل والانتاج. نصل إلى مؤتمرنا السنوي السابع ونذكر أن الرابطة قد نشأت في نيسان 2014 كشبكة عربية للباحثين في علوم الاعلام والاتصال يتواصلون من خلالها ويشكلون فرقهم البحثية. وبعد ست سنوات من العمل البحثي الفريقي، علينا أن نتوقف ونفكر في دوافع جديدة، تتكيف مع عالم ما بعد Covid 19 الجديد، حيث أصبح التواصل عنصرا مركزيا في الحياة الجماعية، ومعيارا حيويا وحاسما لتحديد مصير البشرية جمعاء. وبالتالي طرأت على مجالنا البحثي مواضيع ومحاور جديدة بسبب أزمة الاتصال العالمية التي سببها الوباء، هي: الاتصال والحوكمة السياسية، الحاجات الحيوية للتواصل الوثيق والشامل والمفيد والشفاف، حاجات خدمة المواطنة الديموقراطية والتشاركية وتعزيز استحواذ المواطنين على الاتصال وتمكينهم منه”.
ثم تحدث البروفسور رامي نجم، فقال: “في هذا العصر المليء بالتناقضات، وبسبب الإضطراب الذي طال المهنة الإعلامية من أساسها وتآكل مصداقيتها، تطرح مسألة الأخلاقيات الإعلامية على الأجندة البحثية، لا لذاتها، بل لأن العلاقة بين الممارسة الإعلامية والأخلاقيات ليست خطية ولا تحصل تلقائيا وبالصدفة، إنما هي عمل بنائي توافقي بين أهل المهنة أنفسهم، متأثرين بالأنظمة السياسية والقانونية والاقتصادية وبالثقافة المجتمعية والمرجعيات الأيديولوجية السائدة”.
اضاف: “وهنا تكمن المفارقة الكبرى، كيف لهذا المسار الأخلاقي الذي قبله أهل المهنة لأنفسهم تحت مسمى الأخلاقيات، أن يثبت أو أن يستقر على حال في سياق التحولات المتسارعة وعلى مختلف المستويات. تسارعت المتغيرات التكنولوجية والإتصالية المتواصل واستغلت البلدان المتطورة والديموقراطية منها، الإتصال والثقافة والإعلام لأغراض سياسية وإقتصادية، وتعرضت المهنة الإعلامية لأزمة ثقة ومصداقية، تمظهرت في ضياع نقاط الإرتكاز لدى العاملين فيها وتزعزع الصورة التي لديهم عن مهنتهم، وبالتالي عن أخلاقيات ممارستها، وبالتالي اضطراب دور الإعلام في التوسط بين الدولة والمجتمع بفعل تداخل الحدود والعوالم واختلاط حدود الكلام الإقناعي بالتضليلي”.
ثم القى البروفسور خزيم الخالدي كلمة الضيوف العرب من مدينة عمان عاصمة المملكة الاردنية عبر برنامج “زوم ميتينغ”، وقال: “إن انعقاد الملتقى السابع في بيروت بعنوان “المسؤولية الإجتماعية والأخلاقية لوسائل الإعلام والإتصال في ضوء الواقع الراهن”، هو خطوة مهمة خصوصا على صعيد أن بيروت تبقى مركز اشعاع وتنوير في المنطقة العربية، ونحن نعيش أمام وضع جديد من التعلم والانتشار الاعلامي خصوصا مع وجود وباء كورونا وانتشاره، وبالتالي هذا الواقع فرض علينا اساليب جديدة في التعلم والاعلام. إن أخلاقيات الاعلام يجب أن تنبع وتتوافق مع أخلاقياتنا الانسانية والاخلاقية التربوية. وانني على ثقة كبيرة أن هذا المؤتمر سيفيد ويثري كل الدراسات والاوراق لما فيه خير الباحثين والعاملين في هذا القطاع، وأن مخرجات أو توصيات هذا الملتقى ستلاقي نصيبها في النشر لما فيه مصلحة ابنائنا ووسائل الاعلام بكل تفرعاتها”، وشكر “منظمي الملتقى على حسن التنظيم وأهمية المحاور والمضمون في هذه الظروف”.
ثم القى البروفسور شاكر كلمة، فقال: “إنني أتشرف اليوم بتمثيل سعادة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران والتحدث باسمه في حفل افتتاح هذا الملتقى الكريم، وطبعا نحن أهل الاعلام عندما نتحدث عن الاخلاقيات الاعلامية، فإننا ندخل في مواضيع تأخذ أبعادا متنوعة تقنيا وطبقات مختلفة من الكلام والاجتهاد، خصوصا أن الحديث لا ينتهي في أخلاقيات الاعلام والممارسات الاعلامية. ومن هنا ضرورة التجديد في طرح الأفكار مع ضرورة طرح مقولات وأفكار جديدة في الممارسة الاعلامية والنهج الاعلامي، مع الحفاظ على النهج الاخلاقي والتمسك به في كل ممارساتنا الاعلامية باعتبار ان الاعلام هو الواجهة لكل بلد”، واشار الى أن “الاشكالية المطروحة اليوم، لماذا هذا العنوان حيث يواجه البلد في أشرس مشاكله الصحية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، في مشهد يشارف على الانهيار؟”.
أضاف: “لا نقول شيئا جديدا عندما نتكلم بشكل علني ودور الاعلام يبقى اساسيا ومرافقا لكل ظروف الحياة، سواء كان الوضع عاديا أو استثنائيا، ما يطرح السؤال التالي: ما هو المغذى الحقيقي اليوم من إعادة مناقشة المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية لوسائل الاعلام؟ وهل هناك شيء جديد يمكن أن يقال؟ طبعا ونحن نحافظ دوما على الثوابت المبدئية في مهنة الاعلام عندما نطالب دوما بالموضوعية والأمانة في نقل الخبر وصياغته وتوزيعه. وأتوقع من مؤتمركم أن يقوم بالدور المطلوب منه وأن يصل بنا الى خلاصات ومقترحات جديدة تحاكي التطور الاجتماعي والاقتصادي وتحاكي ازمات هذا المجتمع وأزمات هذا العالم”، وشكر منظمي المؤتمر “في ظل الظروف الاستثنائية التي كادت تمنع انعقاده”، وأمل “بنجاح هذا الملتقى بكل مراحله.
ثم أعلن باسم رئيس الجامعة افتتاح فعاليات الملتقى.
محمد ع. درويش

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى