حسمت نقابة المهن التمثيلية في مصر الجدل الذي أثاره فيلم “أصحاب ولا أعز” على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الوسط الفني ، خاصة بشأن اتهام بطلة الفيلم منى زكي بالإباحية والفجور والتشجيع على المثلية الجنسية .
وأصدر الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، بياناً كشف فيه موقف مجلس النقابة النهائي والحاسم، حول الجدل القائم ومطالبة البعض بشطب الفنانة منى زكي من جدول النقابة .
وجاء فى بيان النقابة :” تابعت نقابة المهن التمثيلية نقيبا واعضاء، بكل دقة ، كافة ردود الأفعال التي ظهرت في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي ، وبعض الآراء من شخصيات سياسية (منفردة او ممثلة لأحزابها) والتي جميعها دارت حول العمل الفني، فيلم “أصحاب ولا أعز” والذي شاركت في بطولته الفنانة المصرية مني ذكي عضو النقابة.. ونتيجة لهذه المتابعة تؤكد النقابة على ثوابت أساسية أهمها :
أولا – إن الحفاظ على حرية الإبداع في دولة مدنية تؤمن بالحرية جزء أساسي من وجدان الفنانين المصريين تحميه النقابة وتدافع عنه.
ثانيا- إن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اي اعتداء لفظي او محاولة ترهيب معنويه لأي فنان مصري او النيل منه نتيجة عمل فني ساهم فيه مع مؤلفه ومخرجه ، وستقوم النقابة بدعم الفنانة مني ذكي حال محاولة البعض اتخاذ اي اجراء من أي نوع كان تجاه الفنانة عضو النقابة.
ثالثا : النقابة وهي تحرص على القيم الاصيلة للمجتمع المصري تؤكد على أن دور الفنون والقوى الناعمة أن تعالج القضايا الشائكة وأن تدق ناقوس الخطر على ظواهر كثيرة قد تتسرب لمجتمعنا ويجب أن يتصدى لها فنانو مصر ومبدعوها بأعمالهم والتي تكشف كثيرا منها وتعطي رسالة لتنبيه الجميع ، وهذا هو دور الفن في عمومه ودور فنون التمثيل خصوصا.
هذا ، وتهيب النقابة بالجميع بعدم التعرض لأشخاص أعضائها من الفنانين لمجرد مشاركتهم في عمل قد يتفق البعض او يختلف عليه.
عاشت مصر المستنيرة.
وكان أشرف زكي قال في مداخلة هاتفية عبر برنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب: “منى زكي ليست مسؤولة عما حدث واستغرب ما يتردد عن مطالبات شطب فنانة من نقابة تؤدي دورها ببراعة فحال عقاب منى زكي أو إياد نصار فهذا يعد جريمة”.
وأضاف: “الفيلم معروض على منصة نتفليكس وشاهدته أمس وما يتردد حوله غير الحقيقة وعندما تناقشت مع زملائي في مجلس إدارة النقابة كوّنا وجهة نظر حوله بأنه فيلم عادي وسنصدر غدا بيان رسمي حول هذا الأمر”.
وتابع: “لا يوجد فنان يعاقب على أداء دوره وإلا سنعاقب محمود المليجي على أعماله”.
وكانت الآراء انقسمت حول الفيلم المذكور، بين من يراه ترجمة ً ونقلاً للواقع ، وبين من يتهمه بالترويج لـ”المثلية” ، والخروج عن القيم المحافظة للعالم العربي، لما تضمنه الحوار من “ألفاظ نابية، وإباحية”، ونالت بطلت الفيلم الفنانة المصرية منى زكي النصيب الأوفر من الانتقادات ، بلغت حد اعتبار مشاركتها في الفيلم “سقطة أخلاقية” بحسب مزاعم البعض، ووصل الأمر لتقديم النائب مصطفى بكري، بيان إلى رئيس مجلس النواب قال فيه إنّ “أصحاب ولا أعز يحرّض على المثلية الجنسية والخيانة الزوجية، وهذا يتنافى مع قيم وأعراف المجتمع المصري”، بحسب رأيه .. وللأسباب ذاتها قام مواطنه المحامي بالنقض أيمن محفوظ، برفع دعوى قضائية ضد الفيلم.
وفي تعليقه على الفيلم عبر مداخلة هاتفية إعلامية، قال النائب مصطفى بكري: “هناك فارق كبير بين الحرية الشخصية التي لا يستطيع أحد أن يتدخل فيها، والفيلم الذي يشارك في إنتاجه منتج مصري، وهو محمد حفظي، صاحب فيلم “ريش”، الذي أظهر الفقر المدقع متجاهلاً مبادرة حياة كريمة، وأيضا فيلم “اشتباك”، بعد ثورة 30 يونيو، الذي أظهر في أحداثه تعاطفا كبيرا مع الجماعة الإرهابية”، متهما منصة “نتفليكس” Netflix، بأنها “أنتجت فيلما يوجه رسالة مفادها ضرب القيم والثوابت المجتمعية”.
وأضاف بكري قائلا: “هذا ليس عملا إبداعيا فهو مأخوذ عن فيلم إيطالي تم تكراره 18 مرة.. الفيلم يحوي 20 لفظا إباحيا.. كيف يتم الدفاع عن المثلية الجنسية ونحن في مجتمع شرقي، والمثلية في ثقافتنا فجور وفسق.. وتمت محاكمة الكثيرين بسبب المثلية”.
وأكمل النائب المصري بالقول: “عاوزين نعرف كيف نحمي أنفسنا وأسرنا بعيدا عن الحرية الشخصية؟”.
وفيلم “أصحاب ولا أعز” وهو النسخة العربية الـ19 من الفيلم الإيطالي الشهير perfect stangers الذي عرض لأول مرة في 2016، ودخل موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية في 2019 كأكثر فيلم قُدم بنسخ عديدة حول العالم، ومن اخراج اللبناني وسام سميرة في اولى تجاربه السينمائية .. وتدور احداثه حول مجموعة من سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على الطاولة، بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع. وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد بما فيهم أقرب الأصدقاء..
يلتقي الأصدقاء السبعة في منزل “مي” (نادين لبكي) و”وليد” (جورج خباز) على عشاء تختلط فيه الأكلات الشامية والمصرية، مع وفرة من المشروبات الكحولية. وينضم الزوجان اللذان يسعيان لإنجاب طفل، وهما زياد (عادل كرم) وجنى (ديامان أبوعبود) ثم يأتي متأخرًا وحده “ربيع” (فؤاد يمين) معتذرًا عن غياب صديقته “رشا”.
حول مائدة العشاء تبدأ ثرثرة الأصدقاء، ويتعرف المتفرج في الفصل الأول على الشخصيات السبع، “وليد” يعمل طبيب تجميل، و”ربيع” كان يُدرّس في الجامعة ويبحث عن عمل، و”زياد” لديه شركة تاكسي”.
ظل التعريف بالشخصيات مبتورًا، وناقصًا، لا يعطي عمقًا كافيًا لها، لأن معظم الحوارات تمركزت حول الإحباطات الجنسية. فـ”جنى” ترغب في طفل، و”مريم” تفضح الطلاق الجسدي بينها وبين زوجها، و”مي” ترغب في تجميل صدرها.
البعض حاول انتقاد الفيلم من منظور فني، باعتباره جاء ناقلا لكل ما عرض في النسخة الإيطالية، دون أي إبداع فني أو تعريب يتناسب مع المجتمع الذي يعرض العمل من خلاله، وهو ما جعله نسخة طبق الأصل من الفيلم الإيطالي، وجاءت الأحداث كما هي دون أي تغيير، وهو ما أفقد الفيلم الكثير من الناحية الفنية.
فيما شنّ البعض الآخر هجوما كبيرا على الفيلم وصناعه بسبب جرأته التي لم يعتادوا عليها، في ظل ما ورد من ألفاظ وأحداث داخل الفيلم، اعتبروا أنها لا تتناسب مع قيم المجتمع العربي.
أما الفنانة منى زكي فانها اختارت التعليق على الضجة التي اثارتها مشاركتها في الفيلم ، بطريقة مختلفة ، وعدم التركيز مع “الجانب السلبي” والاستمتاع بما وصفته انه “نجاح” لها ، وان تكتفي بنشر الآراء الايجابية حول الدور الذي جسدته ، عبر حسابها الرسمي في تطبيق “إنستغرام”.
ووجهت منى زكي مجموعة من النصائح: “التي يجب أن يفعلها الأشخاص الأقوياء ذهنيا، أهمها تخطي الأمور، وعدم إضاعة الوقت في الشعور بالأسف على الحال”. ودعت إلى “تقبل التغيير والترحيب بالتحديات، والحفاظ على السعادة، مع عدم إضاعة الطاقة في أمور لا يمكن التحكم بها. التحلي بالطيبة والحياد وعدم الخوف من التعبير عن الرأي، وخوض المخاطرات المحسوبة”. كما دعت لـ”الاحتفال بنجاح الآخرين، وعدم الشعور بالغضب تجاه ذلك النجاح”.
كما تقدم البرلماني محمود قاسم ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي لتوجيهه إلى وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم بشأن ما تضمنه فيلم أصحاب ولا أعز من “محتوى يتصادم مع النظام والآداب والأخلاق في مصر التي تعود عليها المصريون”.
وأعرب عضو مجلس النواب المصري “عن أسفه لترويج الفيلم للمثلية والشذوذ وغيرهما من الأفكار الهدامة التي تتعارض مع المجتمع المصري الذي يرفض وبشدة مثل هذه الأمور والأفكار الشاذة”، متسائلًا عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الثقافة بعد عرض هذا الفيلم؟. طالب قاسم بالمنع الفوري لاستمرار عرض الفيلم وأن “يكون لوزارة الثقافة دورها في منع عرض أي أفلام هابطة تتعارض مع القيم والتقاليد والأخلاق المصرية الأصيلة مستقبلًا”.