السعادة في العطاء أكثر منها في الأخــــــــــــــــذ ” .
إيُّها الإخـــوة والأهل الصوم بالنسبة لنا هو شلّال من الأنــــــــــــــــوار والمنح الربّانية للمرء وهو طريق للتشبُّه بما جاء الرب ليبشِّرَ به الشعوب التوّاقة ألى الرحمة والحنان والعطاء . الصيام عن الخطأ والنميمة بكل صورها الظاهرة والباطنة .
الكل يصوم ليمتنع عن الذنوب والآثام إنه قانون الصائم الذي يريده الرب من العبد ،والصيام يأخذنا نحو طريق الخير والعطاء والتضحية وعمل الخير،لأنّ الصوم يُجهّز أي إنسان ليسلك طريق العطاء دون منّة ،إنه أرقى الأعمال وأقدسها فعل العطاء اللامتناهي.
زمن الصوم يُطل علينا أيّها الأحبة ونحن منشغلين بهموم العمر والهموم شؤونًا وشجونًا يطرق باب الصوم عالمنا ونحن نعيش في غربة عن ذواتنا وصوت ضميرٍ كلٌ منّا يدعونا للعودة إلى جذور رسالتنا المسيحية ،والله من رسالة الصوم يريدنا أن نسلك طريق العودة إلى التوبة والمحبة والصفاء والعطاء .
أيُّها الإخـــوة أهلي رفاقي أبنائي زمن الصوم الذي هو زمن قويٌ للصلاة والإلتزام مع من هم في حاجة هو مناسبة لكل واحدٍ منّا كي يُهيء نفسه للإحتفال بسر إنتصار القيامة على الموت والرذيلة من خلال أفعالنا وتصرفاتنا مع المعوزين … عملاً بما ورد في سفر أعمال الرسل الفصل 20 الآية 35 “السعادة في العطاء أكثر منها في الأخــــــــــــــــذ ” . في قاموسي وفي قاموسي مؤسستي ليس العطاء واجبًا أدبيًا ولا أمرًا يأتي من الخارج،لأنّ الميل إلى بذل الذات مطبوع في قلب الإنسان الذي هو على صورة الله والسيّد المسيح والقدّيسين …
يا للأسف في زمن الصوم إنّ ما يحيطنا من مظاهر متأثر بشكل كبير بعقلية تميل إلى الأنانية والأنا المطلقة،وهذا شعور مختبىء في قلب أغلبية الناس حاليًا وهو ظاهر جليًا في تصرفات العديد من العلمانيين والروحيين… ونتعرض دوريًا إلى رسائل مستمرة زائفة تعتمد على البحث عن اللذة ، في الوقت الذي نحن فيه بأمّسْ الحاجة إلى التضامن والمساعدة .
كم أتمنى عليكم أهلي رفاقي أبنائي إخوتي أن يكون زمن الصوم وقتّا مناسبًا لنشر ثقافة المحبة والعطاء والشهادة لأنّ الدعوة إلى المحبة والعطاء تشكل عملاً خيِّرًا في زمن الصوم الذي هو المدخل إلى القيامة من الرذيلة والأخطاء والنميمة وليكن صومنا بابًا للتغيير وللمحبة الصادقة ولفعل الخير .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ