أخبار إجتماعيةلا تصنيف

رسالة الدكتور جيلبير المجبر الى قداسة البابا ….

قداسة البابا غبطة البطاركة السّادة المطارنة الكهنة الإجّلاّْ الشعب المسيحي

قداسة الحبر الأعظم يأتونك من كل حدبٍ وصوب ليقولوا لقداستكم أنّ وضع مسيحّي الشرق بخير وهم فعليًا مهدّدون ولا بل حضارة في طريق الزوال .المؤسف أنهم مهدّدين من قبل أهل البيت علمانيين وروحيين ومجتمع دولي.إنّ الخوف على المصير لدى المسيحيين الشرفاء الذين لم ينغمسوا بأتون المصالح الخاصة في هذا الوقت بالذات لا يقُلْ عمّا كان عليه أثناء حرب الأخرين على أرضهم.أسباب القلق المستمّر تعود إلى شعورهم بأنّ عددًا من القضايا الكبرى التي تهدّد مستقبلهم الوطني في أرض القداسة أرض شربل الحرديني نعمةالله رفقا لا تزال عالقة بدون حل .
قداسة الحبر الأعظم هل أفادك زائروك أنّ المصالحة الوطنية والصيغة في خطر وكل ما يجري على الأرض اللبنانية من ضرب للمنطق السياسي السليم وما يُحكى عن وفاق مصطنع مُغلّف بإستسلام للغريب الوافد إلينا بحضارته الدموية والإستئثارية والذي يقضم إستعادة الدولة سلطتها على أرضها وثقة المواطنين بهذه الدولة؟ هل أطلعك زائريك على إستفحال الأزمة الإقتصادية الحادة وعجز السلطات القائمة عن حلِّها الأمر الذي يُفاقم الأزمات الإجتماعية ويزيد من الهجرة الجارفة التي تسبّبت بجريمة ديمغرفية خطيرة على الشعب المسيحي وتفريغ البلاد من معظم قواه الشّابة والحيّة،وذلك الأمر تحت ظل سكوت وعجز مريب لمن يتوّلون السلطتين المدنية والروحية وما أكذب التقارير والمشاريع الوهمية والورقية التي نُشاهدها عبر وسائل الإعلام وما هي إلاّ حبر على ورق ومزيد من مضيعة الوقت وكذب ورياء ومصالح خاصة لصالح الجميع ومن دون إستثناء.
قداسة الحبر الأعظم هل أفادك زائروك والذين ينوون زيارتك قريبًا عن تصاعد الأخطار على لبنان والمنطقة بعد تجيير الأرض اللبنانية للصراعات الإقليمية – الدولية؟… هل أفادك زائروك عن غياب الحوار الوطني حول القضايا الأساسية التي تشكل العمود الفقري لركائز التعاقد الوطني في ظل تجميد السلطة لآليات إستعادة السيادة الوطنية؟ هل أفادك زائروك أنّ هناك طبقة سياسية تحتل المراكز الرسمية في الدولة كمجلس النوّاب والسلطة التنفيذية والسلطة الإجرائية والسلطة القضائية وحتى إنها تطبق سيطرتها على باقي القوى المدنية والعسكرية بتسهيل من مجموعات مسيحية باعت ضميرها من أجل مكسب آني ؟ هل أفادك زائروك عن أنّ هناك سلطة لا تعتبر أن لبنان وطن نهائي لجيمع أبنائه ودولة إصطناعية ومجرّد ساحة حرب أو ورقة ضغط أو إبتزاز بيد قوة إفيليمة؟ هل أفادك زائروك أنّ الدولة اللبنانية تفتقد كامل حقها في الإستقلال والسيادة والقرار والحر أسوةً بدول العالم كلها؟وطالما هذا الحق قداسة الحبر الأعظم منتقصًا فإنّ لبنان لن يستطيع تجاوز الأزمات التي تعصف به.
قداسة الحبر الأعظم هل أفادك زائروك أنّ الدولة اللبنانية التي يرغبها الشرفاء وليس المضلّلون تقوم على المشاركة الصادقة بين أبنائها وليست مجالاً مفتوحًا للإستباحة والمحاصصة التي هي عليه اليوم جرّاء سياسة بعض المسيحيين الذين جيّروا سيادتها، وهي دولة غير قادرة على رعاية صيغة العيش المشترك وحمايته وتطويرها مواكبة للعصر،فاعلة في تنظيم شؤون المواطنين مرتكزة على إدارة حديثة تعتمد الكفاءة والشفافية ،وتتمتع مؤسسات الرقابة في إطارها بحصانة واسعة وكل ذلك بضمان سلطة قضائية مستقلة…كل هذه الأمور غير متوفرة قداسة الحبر الأعظم لا بل معدومة.
قداسة الحبر الأعظم غبطة البطاركة السّادة المطارنة الكهنة الأّجلاّْ الشعب الحر إنكم مدعوون لحماية الديمقراطية وتفعيلها على قاعدة أنّ الشعب هو مصدر كل السلطات وذلك بتأمين إستقلالية القضاء وإحترام حقوق الإنسان ووضع قانون إنتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل السليم ولا تتخذوا بما يطلعونكم عليه بأنّ الإنتخابات هي حاليًا بابًا للتغيير لا بل هي مجرّد الإستمرار في سلطة الإستسلام والوصاية وتجيير السيادة وحفظ المراكز وديمومة العار والذل والكذب وتهجير الشعب المسيحي من باب التسليم بالأمر الواقع القائم حاليًا. إنّ خوفنا ينبع من الذين يدّعون الحفاظ على الإرث المسيحي وهم عمليًا ضربوا وعاثوا فسادًا بهذا الإرث العريق ونتخوّف من حالة إستمراريتهم على هذا المنوال ونتخوّف أيضًا من تقاريرهم الملغومة التي تصل تباعًا إلى أيديكم الطاهرة.
قداسة الحبر الأعظم ساعدنا على صياغة مشروع لبناني لسلام عادل في لبنان يحافظ على حقوقنا ويؤسس لنظام ديمقراطي حديث يُشكِّلْ إطارًا سليمًا للتعاون فيما بيننا كلبنانيين ومواجهة التحديات التي تحيط بالساحة اللبنانية وذلك من خلال التنسيق معكم على قاعدة التكافؤ والإحترام.

د.جيلبير المجبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى