سياسةلا تصنيف

الدكتور جيلبير المجبّر: “رسالتي إلى اللبنانيين علمانيين ورجــــــــــــــــــــــال دين”

رسالتي إلى اللبنانيين علمانيين ورجــــــــــــــــــــــال دين
أهلي شباب لبنان رجال الدين المحترمين،لعبت الحرب اللبنانية على أرضنا المقدّسة دورًا مهمًا وحاسمًا في زعزعة أركان جمهوريتنا وكنائسنا وجوامعنا خلال المرحلة السابقة وها هي اليوم تفعلُ فِعلها من جديد،وتجلّى ذلك بوضوح تام من خلال طبقة سياسية فاسدة مُفسِدة ومن خلال حَراك سياسي وإحتقان إجتماعي – سياسي – مالي – إقتصادي في المرحلة الراهنة. ربما نكون نحن العُزّل من أبرز الخاسرين في هذه الحرب الضروس. وبات معلومًا أنّ الظروف القاهرة التي نمُّرْ فيها كشعب صعبة فالديمقراطية معدومة والحريات مُصادرة وأطفالنا يئنوّن من الحرمان وطلابنا محرومون من أبسط حقوقهم في التعليم والطبابة ومنهم على وجه الخصوص الأيتام وذوي الإحتياجات الخاصة وما عداه من ظروف لا يمكن تعدادها ولكنها ظاهرة للعلن.
أهلي شباب لبنان رجال الدين،بكوني مغترب ومقيم خارج أرض القداسة على ما يوصفُها أكثر من مرجع أسمح لنفسي وإنطلاقًا من عيشي لحياتي المسيحية الرسولية وإنطلاقًا من إيماني الراسخ بصيغة العيش المشترك لديّ الشعور الغيور بتحفيز العمل التطوعي وتوظيف كل طاقاتنا في التمرُّد على الأمر الواقع المفروض على مجتمعنا الرازح تحت وطأة الحرمان وتحريره من سطوة المتسلّطين.ومن غير المبالغة في هذا السياق القول بأنّ التظافر والتلاحم الفريد الذي ينشأ بين كل الغيارى الأكثر حرية وصدقًا وبين نقاوة القلوب وبياض الضمائر التي عجز هذا النظام الأسود عن إحتوائها أو إسكاتها بأنه سيلعب الدور الأهم في تهيئة أجيال ورأي عام يقلب الأمور رأسًا على عقب ويهيء فكرًا لبنانيًا متمردًا متعاليًا وبلورة توجهاته السياسية والإجتماعية والفكرية. وهنا يمكن التأكيد على أنه إذا كان القهر السياسي والإجتماعي لنظام الإستبداد والإستغلال والإنصياع والإرتهان هو المفجِّرْ لثورة شعبنا المحقّة،فإنّ فكرنا النهضوي الإنساني الإجتماعي الصادق والمستقل هو الذي يهيء ويعجِّلْ الإنجاز المطلوب منّا جميعًا ومن دون إستثناء ولا كلل ولا ملل .
أهلي شباب لبنان رجال الدين،كُثُرْ هم الذين يبحثون كلعماء السياسة والإجتماع عن جدلية الشرفاء وأفعالهم أن يلحظوا ذلك الإرتباط المتبادل بين مقومات أفكار الشرفاء أصحاب الأيادي البيضاء وحالة التعاون السليمة في شروط ومكانية وزمانية محدّدة،فالشرفاء هم تجسيد مباشر لإرادة الشعب لا يمكن تصورها من دون نظام إدارة وإرادة سليمتين وصادقتين وشرفاء قادرون على مساعدة المعوزين في إتجاه الهدف المرسوم وفي الظرف الذي تُهيمن عليه إدارة فاسدة لقيطة. وفي هذا الإطار لا يجد الشرفاء بُدًا من السعي لإحداث ثغرات في هذا النظام الفاسد القائم وإحتلال المساحة المؤثرة في كل ثغراته أو العمل على إنتاج بدائل جديدة لتجسيد رؤى واعدة للمساعدة وفي مختلف المجالات.
أهلي شباب لبنان رجال الدين،لنا نحن الشرفاء الدور الفاعل في تشكيل سياق ومنظومة للإصلاح السياسي – الإجتماعي الإقتصادي المالي،في المجتمع اللبناني حيث تعكس طبيعة العلاقة بين الشرفاء والمجتمع وبين النخبة والجمهور،ويتوقف إسهام دور الشرفاء في عملية الإصلاح السياسي الديمقراطي على شكل وطبيعة تلك المنظومة وحجم المساعدة الصادقة التي لا غِشَ فيه ولا توظيف سياسي… فطبيعة ودور الشرفاء في تدعيم شعبنا المجروح وتعزيز قيمه يرتبط بفلسفة النظام الذي من خلاله سنسعى إلى توعية مجتمعنا على الخير العام .
أهلي شباب لبنان رجال الدين،تستهدف عملية التوعية التي من الواجب قيادتها جميع شرائح مجتمعنا من أهل،رجال، نساء وطلاب وصناع القرار وكل القطاعات من الجهات المهنية العاملة في مجال الحفاظ على وحدة مجتمعنا اللبناني وذلك الأمر يتم بإعتماد العديد من الطرق والأساليب لإشراك المجتمع في مثل ورشات العمل والزيارات الميدانية والأعمال التطوعية والمنشورات والمشاريع الريادية.
أهلي شباب لبنان رجال الدين، نعاني في لبنان بشكل عام من قلّة التوعية بمعايير الأمن والسلامة المفترض إتباعها وأضرارهما المحتملة على كل فرد من أفراد أمتنا اللبنانية العظيمة وذلك جرّاء النقص في الوعي أو عدم توافر المعلومات أو الإرشادات الصحيحة والمثبتة علميًا بتقليل حركات الحرمان والأضرار .
أهلي شباب لبنان رجال الدين،رسالتي لحضراتكم يُراد منها الوقوف على أهم القضايا التي تمُس شريحة كبيرة من أهلنا وخصوصًا طلابنا ،ونقل الخبرات والمهارات بين الجيل المثقف من مختلف المذاهب،تدريب طلابنا على النقاش والحوار الجاد من خلال جلسات النقاش وورش العمل وإعطائهم الفرصة للإدلاء بآرائهم حول القضايا التي تمسّهُم،إيجاد المواهب والأفكار الإيجابية وتنميتها من خلال التبادل الفكري بين الشباب،الخروج بمبادرات شبابية لتنمية المجتمع ولخدمته وتفعيل ثقافة العمل التطوعي لدى شبابنا،تفعيل ثقافة العمل التطوعي لدى شبابنا،الكشف عن توجهات الشباب نحو علاقة التواصل الشبكي بمنظومة القيم الإجتماعية،غرس روح وقيم المواطنة لدى الشباب،توعية المشاركين بأساليب الحوار الناجحة وإحترام حرية الحوار،تعزيز دورالشباب في المحافظة على المكتسبات الوطنية والعمل التطوعي.

أهلي شباب لبنان رجال الدين،هدف رسالتنا التوعية المجتمعية لدى أفراد المجتمع سواء أكانت إجتماعية أو تربوية أو إقتصادية وغيرها التوعية الثقافية الفكرية الصادقة وعلينا الإعداد للعديد من الندوات والتي نحصرها على الشكل التالي:
التوظيف والتثقيف الإجتماعي لطاقات شبابنا.
الحملات التوعوية الإجتماعية – السياسية .
التخطيط الأُسَري .
القوانين المتعلقة بالأسرة .
العمل التطوعي .
حب الوطن والولاء له ، وحماية المؤسسات الرسمية .
كيفية التغلُّب على الصعوبات .
التمكين الإقتصادي والإجتماعي للأسرة وللمقبلين على العمل من الشباب.
رسالتي إلى رجال الدين المسيحيين،إنّ التشبُه بالسيّد المسيح هو رغبة كل شخص مؤمن وهو أمر مشجع أن نعرف أنّ هذه مشيئة الله لنا أيضًا وقد صدق من قال ” سبق فعيّينهُم ليكونوا مُشابهين صورة إبنه ليكون هو بِكرًا بين إخوة كثيرين” (رومية الفصل الثامن الآية 29) كما علينا أن نتشبّه بيسوع برسالته التبشيرية بآلامه وموته على الصليب وبالقيامة والإنتصار على الموت.كم نحن بحاجة لمساعدة بعضنا البعض،إنّ التشبُّه بالمسيح هو نتيجة التسليم لتعاليم الله،تقول رسالة رومية الفصل 12 من الآية 1 إلى 2 إنّ العبادة تتضمن تكريس الذات بالكامل ل الله،فنحن نقدم أجسادنا “ذبيحة حيّة”وتتجدّد أذهاننا وتتغير… إنه لصعبٌ على الكثيرين هذا الكلام : أنكر نفسك وإحمل صليبك وإتبع تعاليم يسوع، ولكنه أصعب جدًا سماع هذه الكلمات الأخيرة: إليكم عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية، فالذين يرتاحون الآن إلى سماع وصية الصليب وأتباعها لن يخافوا حينئذ أن يسمعوا حكم الهلاك الأبدي… إنني كعلماني وحريص على سلامة أفراد مجتمعنا أذكركم بأنّ السيد المسيح أوضح أنّ الفضيلة لا تكون صحيحة إلاّ إذا كان هدفها صحيحًا ولذلك قال قداسة الحبرالأعظم “إنّ كل فضيلة إنْ لم تمتزج بالحب والإتضاع لا تُحسب فضيلة على الإطلاق” وفي ممارسة الفضيلة في مؤسستي أبغي أن يكون الهدف هو محبة الله والقريب والمحتاج كما أبغي ممارسة الفضيلة بروح التواضع وإنكار الذات لأنّ الله يُقاوم المستكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة … جاء في سفر المزامير 82/3 “بل دافعوا عن حق الضعيف واليتيم أنصفوا المسكين والمظلوم”،كما جاء في سفر الخروج”إن فعلت هذا بي،فإني أسمع صراخ الأرامل والأيتام حين يصرخون إليَّ ” أيُّها الآباء بطاركة أساقفة كهنة،شعبنا مغلوب على أمره أطفالنا محرومون من لقمة العيش طلابنا محرومون من العلم يفتقدون المعيل لنكن الطريق التي تُنير طريقهم،وحذار أن لا نُسارع إلى حل مشاكلهم،وحذار من تسليط سيوف البعض منّا عليهم.
رسالتي إلى رجال الدين المُسلمين،المُسلم مولانا ليس مجرد إنسان صالح في نفسه يفعل الخير ويدع الشر ويعيش في دائرته الخاصة غير مبال في غيره بل المسلم كل مُسلم إنسان صالح في نفسه حريص على غيره إستنادًا للآية الكريمة”والعصر إنّ الإنسان لَفِي خُسرٍ إلاّ الذين آمنوا وعَمِلوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر” سورة العصر من الآية 1 إلى 3 . الواجب على كل رجل دين أنْ يُساهم بكل إمكانياته وعلمه في تأهيل وتوعية ومساعدة الشباب بشكل صحيح .
أهلي شباب لبنان رجال الدين،لمّا كان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم ومن حقوق متساوية وثابتة يُشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم،ولما كان تجاهل حقوق الإنسان وإزدراؤها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير الإنساني وكان البشر نادوا بالقول والعقيدة وبالتحرُّر من الخوف والفاقة،ولما كان من الأساسي أن تتمتع حقوق الإنسان بحماية النظام القانوني،لذلك كتبت رسالتي إليكم أيُّها الشباب ويا رجال الدين عسانا نشبك أيدينا مع بعضنا البعض لإعادة بناء ما تهدّم فها أنا أضع بين أيديكم رسالتي كعنوان قابل للنقاش والتطبيق لبلوغ الواقع الأسمى .

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

فرنسا في 11 أذار 2022

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى