أخبار إجتماعية

كلمات في فقه الجدل … مما_كتبت .. بقلم / رمـــزي سـلـيـم

كلمات في فقه الجدل
#مما_كتبت .. بقلم / رمـــزي سـلـيـم

“رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ”
هكذا صاغ الإمام الشافعي قاعدته في النقاش وقبول الرأي الأخر في نسق قيمي قائم على حقيقة أنه لا مُطلق إلا الله وما دونه نسبي يحتمل كل الإحتمالات، وبذلك يكون الحوار الإنساني بنّاء يُرسخ لقيم إنسانية حقيقية ويسعى للوصول إلى منتهى الحكمة دون “استقطاب” أو “تطرف” أو تمهيد لفرض حالة “الجدل السفسطائي” الذي لا يُسمن ولا يُشبع ولا يتحقق به المراد الآلهي بالتفكر والتدبر في شئون دنيانا.

“إني أخالفك الرأي، لكني مستعد للدفاع حتى الموت عن حقك في إبدائه”
وهكذا تكلم الفيلسوف الفرنسي المرموق “فولتير” مُعبراً عن حقيقة أن حال تبني الإنسان لرأي أو وجهة نظر يُحتم عليه الحفاظ للأخر فى استعراض رأيه أيضاً وأن الكون يتسع للجميع بقدر ما تتسع به قلوبنا وعقولنا.. والحكمة ليست حكراً لأحد والجهل ليس حكماً حتمياً على الإطلاق .

“لا صلاح في الاستبداد بالرأي و إن خلصت النيات”
تلك كلمات الإمام محمد عبده والتى تبرز – بكل وضوح- وقوع المستبد برأيه في شُبهات الفساد، وإن كانت نيته ومقصده الخير الجزيل، فالرأي الأوحد يؤدي بصاحبه إلي التطرف المُهلك لهذا الرأي ويُغلق أمامه أبواب التجديد والحداثة ويغض بصره عن آفاق وأطياف أخرى قد تهديه سُبل أخرى للهدى والرشاد.

“اقبلوا بعضكم بعضاً كما قبلكم المسيح أيضا لمجد الله”
رسالة الله في كتابه الإنجيل إلى شعبه بأن يكون القبول بينهم عنواناً لمجده .. والقبول هنا بمعناه الشامل .. قبول الأخر بعرقه وجنسه ولونه ورأيه .. فالله الذي قال فى محكم تنزيله “جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا” يأمرنا بأن نتعارف لنكتشف حكمته فى خلقنا متنوعين وبيننا إختلاف يُضيف إلينا ولا يُضعفنا، ولا سيما الإختلاف فى الرؤى ووجهات النظر تجاه كل مناحي الحياة وعلومها ومعارفها

“استفد من جميع الناس ، الكبير والصغير ، العالم والجاهل ، ولا تحتقر رأي أحد مهما كان ، فقد يكون لديه من سداد الرأي ما يفوق تصورك”
يخبرنا “كونفوشيوس” ببساطة بأن نستمع لكل رأي دون تسفيه أو تقليل من شأنه فإذ ربما يكون ما احتقرناه من رأي هو السديد الأصح بغض النظر عن من قائله

أما أنا فقد أقررت فى دستوري بأن “التفكر والتدبر ” فريضة واجبة وعبادة صحيحة والسبيل الهادى للحقيقة المطلقة وتعطيلهما عمداً أو جهلاً أو قسراً إنما يؤدى إلى مفسدة “الإسترخاء الفكرى” والتى تؤول إلى إعتناق الأراء والمعتقدات سابقة التجهيز وتتسبب فى جمود التقدم الإنسانى والحضارى ، وفى كل الأحوال لا صواب مطلق ولا خطأ حقيقى وكل يقين نابع من بشر إنما هو محل البحث والفحص والتمحيص

لعلنا نعبر بسلام الله من سجون التطرف لفكرة أو رأي إلى آفاق واسعة تحتوى البشرية وتُعلي من القيم الإنسانية .. ونتجاوز الجدل الفارغ نحو الحوار المُثمر .. أو كما قال الأبنودي .. “حوار النبات والطين”
#دستورى
#حوار_النبات_والطينت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى