د.جيلبير المجبر : كفى إستثمار سياسي وإستغلال الأحداث
صدر عن دائرة الإعلام المركزية للدكتور جيلبير المجبِّرْ الموقف التالي :
لمناسبة إعلان الحبر الأعظم رغبته زيارة لبنان فوجئنا كسائر اللبنانيين المقيمين والمنتشرين بإستثمار هذا الحدث الجلل سياسيًا من قبل فريق يدّعي حرصه على لبنان ومؤسساته الشرعية ،وهو عمليًا منذ وصوله إلى سدّة المسؤولية يضرب بعرض الحائط كل القوانين وكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة فيما خصّ القضية اللبنانية،ومسلسل الجرائم الذي إرتكبها تجيير السيادة للغريب ودعم الدويلة على حساب الدولة المركزية طمعًا بمركز هو أشبه بخربة لم يبقَ منها أي شيء يُعرِّف عنها.ليس من شيم الشرفاء الإستثمار السياسي لحدث معيّن،وإنما نشر المحبة والإصالة الوطنية وأن يكون الصدق مقياس العمل السياسي وأن يتكاتف المجتمع بأسره ويصطف الناس من أجل إنجاح زيارة الحبر الأعظم.فعليًا هناك مشكل سياسي مع هذا الفريق المُدّعي العفّة والتقيّة في فهم جوهر الفعل السياسي في لبنان وإننا نلاحظ شيوع أفكار خاطئة متداولة في كيفية مقاربة زيارة الحبر الأعظم حيث يُسوِّق هذا الفريق أنه الأساس في هذه الدعوة ويتنكّرْ عمدًا لنشاطات قامت بها الكنيسة الشرقية والدعوات التي وجهتها لقداسة الحبر الأعظم . إننا نرفض تسييس الزيارة ونرفض هذه الرؤية التي تتمثّلْ في توظيف الرصيد لصالح مرجعية سياسية وحتى التشهير وإستعمال سلبيات في الخطاب السياسي ضمن صيغ مُبالغ فيها ومُزايدات لا مصداقية لها.إنّ هذا الإستثمار السياسي في هذه العقلية تؤذي الوطن وتُسهِم في تراجعه وتهدر وقت الأجيال الصاعدة وأحلامها. الظاهر هناك مخاض كبير في ممارسة العمل السياسي في لبنان يدّعون الديمقراطية ويرفضون نتائجها لأنها لا تناسبهم ولا تتفق مع منظوماتهم التي أرهقت الوطن وهذا خطأ كبير يجب وضع حد له .
نغتنم الفرصة لنوّجه نداء إستغاثة لقداسة الحبر الأعظم لمناسبة زيارته لبنان ، الواضح أننا كلبنانيين مقيمين ومغتربين نستشعر فاعليّة عميقة لفهم ما يحصل في لبنان إذ أنّ طبيعة الصراع في لبنان ترقى إلى مستوى حماية الهوية الوطنية أو إقتلاعها وعمليًا يعني المقصود الكيان اللبناني وقضم الدولة وقيام دويلة بديلة مكانها وبمساعدة من المسيحيين الذين يُسيطرون على السلطة عمدًا وخلافًا للنظام الديمقراطي ويدّعون أحقيّة تمثيلهم المسيحيين . حتمًا وهذا الكلام موّجه لسعادة السفير البابوي والفريق الدبلوماسي العامل ضمن البعثة الدبلوماسية الرسمية في لبنان وموّجه أيضًا إلى قداسة الحبر الأعظم أنّ ثمّة صراع أساسي في البلاد وهو من يُمسِك بكل مفاصل الدولة ويضرب المسار الديمقراطي السليم وفي ظل إختلال موازين القوى بسطوة السلاح الغير شرعي ومنظومة مافيا تحكُم خلافًا للأصول تُقيم حلفًا مدمرًا للشعب اللبناني وبالتالي إنّ اللبنانيين ونحن الإغتراب جزءٌ منهم في صلب صراع على الهوية اللبنانية التي يتُّم تدميرها بطريقة ممنهجة من هذا الحلف . إنّ لبنان نموذج حضاري للعيش المشترك وواحة حريات ودولة تحترم فيها المعتقد وجسر سلام ومنبع للحوار وبالتالي لا مكان ضمن هذه الثوابت لثقافة الموت ولغة الحرب ولعنة الفساد وجرائم الترهيب والإرهاب . هذه الثوابت نعمل لها في الداخل اللبناني وفي عالم الإغتراب والمطللوب من قداسة الحبر الأعظم إلتفاتة روحية بنيويّة تجاه الشعب المسيحي في لبنان وفي هذا المشرق قائمة على رفض فكرة الأقليات ودعم مبدأ الحماية الذاتية إنطلاقًا من القوانين اللبنانية وفي طليعتها قانون الدفاع الوطني ،وسيادة القانون والدولة السيّدة ذات الشرعية الدستورية وبالتالي لا مكان للإستقواء وفائض القوة .
أتمنى ومن أرض الغربة من جميع اللبنانيين إلتقاط هذه الفرصة التاريخية والتي بإمكانها مساعدتنا فعليًا وعمليًا وحتى تنظيميًا لإستعادة لبنان من خاطفيه وبمعية الكنيسة والحبر الأعظم وأصحاب السماحة .
الدكتور جيلبير المجبِّر