أخبار إجتماعية
فشل نوال بري ببطولة و”التقينا” يحبط المسلسىل ….
موجة إنتقادات عارمة طا,لت أداء نوال بري في مسلسل “والتقينا”. ربما لا تتحمل بري مسؤولية هذا التعثر، بل شركة الانتاج التي وضعت صبية هاوية، في ثاني تجاربها التمثيلية، في دور بطولة، ما وضعها تحت الضوء، ووصلت أصداء هذا التعثر الى مقربين من المسلسل الذين يرفضون جَلد بري، وفي الوقت نفسه لا ينفون تعثرها.
مسلسل “والتقينا”، هو عمل لبناني بكل تفاصيله، نصاً وإخراجاً وإنتاجاً وممثلين، ويُعرض على شاشة “أم تي في” في الموسم الرمضاني الحالي، ويُروج له على أنه يطرح قضية الفساد السياسي والأزمات التي يعيشها اللبنانيون منذ سنوات ثلاث على الأقل.
يلقي العمل الضوء على أزمات اللبنانيين الكثيرة والمتشعبة والمتلاحقة والناتجة عن الفساد المتغلغل في السلطة والمؤسسات، ويتطرق الى سرقة أموال المودعين، وإنفجار المرفأ ووغيرها من الملفات، وذلك من خلال قصة حب تجمع بين “حلا” (نوال بري) و”مجد”(ميشال حوراني) اللذين ينتميان إلى عائلتين سياسيتين متناقضتين.. ومع أن العمل يفترض أنه يعبّر عن هموم اللبنانيين وأوجاعهم، إلا أن الأحداث والقصص والمواقف فيه لم تعبر إلى الأزمات بالعمق. يمر السيناريو بشكل سريع على الأزمات، يستعرضها ويوثقها، من غير بناء درامي يعالج المشاكل أو يظهر تداعياتها العميقة.
وإلى جانب القصة الرئيسية بين بطلي العمل الرئيسيين، تدور مجموعة من القصص الجانبية يلعب أدوارها ممثلون مخضرمون لهم باع طويل في المهنة، مثل جهاد الأطرش، وفاء طربية، جان قسيس، عصام الأشقر، رولا شامية، جوزف الحويك وريموند عازار وغيرهم.
القصة، ورغم محاولة الكاتبة أن تكون واقعية ومن صميم الواقع اللبناني، إلا أن معالجتها لم تخترق ملف الفساد الذي يركز عليه المسلسل. اقتصر على الكليشيهات والادعاءات، وتم طرحه بشكل عام من دون الغوص في التفاصيل. أما الحوارات فجاءت طويلة، وتروي احداثاً وذكريات من دون مَشاهد، ربما لأسباب لها علاقة بضعف الإنتاج، وهذا ما انعكس تقصيراً في البناء البصري، ويمكن القول إن الصورة لم تفرض نفسها، بل طغت عليها الحوارات الطويلة، هذا عدا عن ضعف المخرج في إدارة الممثلين. ويبدو هذا الأمر واضحاً من خلال أداء بعض الممثلين لشخصياتهم. وربما يكون المسلسل من أكثر الأعمال التي أجمع فيها الناس على احترام تجارب الممثلين الكبار الذين يلعبون أدوارهم بحرفية عالية، خلافاً لبطلة العمل.
وينطلق الانتقاد لأداء نوال بري، من ركاكتها لناحية اللفظ، والأداء والتعبير.. فالممثلة الآتية من عملها كمراسلة تلفزيونية، حاولت أن تغطي عدم خبرتها وتجربتها بتلقي دروس خاصة في التمثيل، لكنها لا تتمتع في الأساس بالموهبة.. وكان الخطأ الأكبر الذي ألحق الظلم بها هو إسناد دور البطولة الأولى لها في هذا المسلسل، مع أن رصيدها لا يضم سوى تجربة بسيطة تقتصر على مشاهد محدودة جداً في مسلسل “عروس بيروت”.
ولأن “العين” على نوال بري، وطاولها النصيب الأكبر من الإنتقادات عبر “السوشيال ميديا” وأهل الصحافة الفنية، يحاول أشخاص قريبون من العمل الدفاع عنها. يقول أحدهم إن أي قادم جديد الى مهنة التمثيل، خصوصاً إذا جاء من خلفية مختلفة، يُستقبل بالانتقادات قبل ظهور النتيجة، ويشير إلى أن الانتقادات بدأت قبل عرض المسلسل. ويضيف: “يعود إلى المشاهد الحق في قبول الممثل أم لا، كما يفترض بالصحافة الفنية من خلال نقدها الفني الموضوعي أن تصوّب الأمور، لكن يهمني أن أطرح سؤالاً: ألم تدخل كل الممثلات النجمات الموجودات حالياً إلى الساحة كمبتدئات أو من خلفية لا علاقة لها بالتمثيل، بينما يعترف الجميع بهن ويهلل لهن؟”
ويضيف: “التجربة الأولى لها خصوصيتها، وأنا أتحدث بموضوعية وليس من منطلق هجوم أو دفاع. في حال تقبل الناس الممثل، فإنهم يساهمون في بناء مهنة له، وهو من جهته يطوّر تجربته، أما إذا لم يتقبلوه فإنه ينسحب تلقائياً بعد عمل واحد، كما حصل في تجارب عديدة لملكات جمال وصلن إلى عالم التمثيل”.
ولأن بعض الآراء فضلت ابتعاد بري عن التمثيل، نظراً لقلة موهبتها وضعف قدراتها التمثيلية وعدم قدرتها على الإقناع، يوضح المتحدث المقرب من العمل أنه لا يمكن أن يتوقع شيئاً عن مستقبلها في مجال التمثيل، لكنه ينصحها، بما أنها ترغب في العمل في المجال، بأن تطور نفسها وأدواتها، ويتابع: “لا يكفي خوض تجربة واحدة للإثبات ما إذا كان الشخص ممثلاً أم لا. إذا كانت نوال تحب التمثيل، فإن مشواراً طويلاً ينتظرها، للعمل على تطوير مهاراتها، كما يفعل كل الممثلين”. وختم: “أنا مع أن يعبّر الجمهور عن رأيه، ومن بعد هذا المسلسل يعود لها اتخاذ القرار المناسب، ويفترض بالممثل أن يكون ذكياً وأن يسمع كل الآراء، فإذا كان هناك إجماع حول نقطة معينة عليه أن يراجع نفسه .