بقلم : حسن صبرا
اياً يكن الرأي او الآراء بسعد الحريري فإن الرجل دفع دفعاً لإعتزال العمل السياسي ، واولى نتائج هذا الحجر السياسي والمالي على ابن رفيق الحريري البار ان سنة لبنان اصيبوا باليتم تماماً مثلما كانوا قبل مجيء رفيق الحريري منذ ثلاثة عقود مع الفارق ان رفيق الحريري جاء بتوافق عربي سعودي- سوري .. مع دعم اميركي – فرنسي وقبول روسي – اوروبي لكن سعد الحريري انسحب تحت ضغط سعودي وعداء سوري وآنشغال اميركي – روسي -اوروبي وإحباط فرنسي يعذر الناس فيه ايمانويل ماكرون الذي يدور فيه الزوايا على الطريقة اللبنانية عله ينقذ لبنان فينقذ معه سعد الحريري كما انقذه قبل اربع سنوات حين كان معتقلاً في الرياض .
ما من سياسي لبناني يتمنى ان يضع نفسه مكان سعد الحريري الذي خسر ثروته الكبيرة امام تخلي شقيقيه واخوته عنه بل وإقامة دعاوى قضائية ضده والتهديد بمصادرة بعض املاكه والتشهير به … ولا احد يريد ان يفشل بإدارة ثروته مثلما حصل مع سعد الحريري فخسر جزءاً اساسياً مما تبقى له من ميراث والده المظلوم .. ولا سياسي وصل الى الحد الذي سرق من كان معه ما حصل مع الحريري فسرق من بيته واساء الى سمعته وتخلى عنه بعد ان كان لحم اكتافه من خيره . . سمعنا فقط ما فعله وليد جنبلاط مع احد المقربين منه بهيج ابو حمزة ولن نتدخل في تقييم ما حصل سلباً او ايجاباً
وصل سعد الحريري الى حائط صد سعودي كامل في المال وفي السياسة وفي الدخول الى البيت السني ثم الى البيت الحريري بالكامل وهو في صمت مطبق لكأن الامور هذه تجري في الصين وليس داخل صفوف جمهوره وعائلته .. وقديماً اراد بعض من في السعودية وفي مصر ترتيب البيت السني في لبنان على حساب سعد الحريري فجاؤوا بالحرامي وآكل اموال اليتامى ليعطوه من رصيد الحريري فإغتنى اللصوص وافلس الحريري وخرب البيت السني وما كان ضمانة لبقائه إلا الحريرية السياسية وها هي تعيش ضعضعة غير مسبوقة بحيث يحارب فيه الشقيق شقيقه ويتطاول فيه العامل على معلمه والصبي على استاذه …
كل هذا كان مقدمات كي يهرب سعد الحريري مرغماً وهو في طبعه غير مقاتل وهو مسالم معتدل ويرفض حمل السلاح وهو درس اساس من والده بل هو درس سعودي سابق .
غير ان اي دارس ولو مبتدىء في علم السياسة يدرك ان اي خطوة يخطوها فهو يراها جزءاً من سياسته منتظراً ما سيحصل في اليوم التالي
خصوم سعد من اهل البيت يريدونه ان ينتحر من اجل الانتخابات ،بل ويريدونه ان يجلد جمهوره الذي لما يستفق من صدمة انسحابه من العمل السياسي… انهم يريدونه ان يطلق النار على قدميه وان يدعو جمهوره الحائر الى ان يقدم على فعل يناقض فيه سياسته .
بعض نوابه السابقين طعنوه علناً .. بعض موظفيه يطعنونه سراً .. بعض اللصوص من نوابه يجهدون تحريضاً لتيار المستقبل ضد ارادة مؤسسه
انهم كثر الدين يتنادون لوراثته فرادى وجماعات … والاخطر اولئك الذين يطالبونه ان يعطي تعليمات لجمهوره ان يشارك في الانتخابات والا يقاطع .. وهؤلاء يريدون مصادرة حاضر وغد سعد الحريري وان يذروا رصيده في الهواء … فماذا يبقى من سعد الحريري اذا اقبل السنة بكثافة على الإقتراع وهو خارج الانتخابات ؟ ماذا سيقول الناس عن اقبال سني يزيد عن 50% من اصوات الناخبين من دون ارادة سعد الحريري؟ إن ابسط القول هو ان سعد الحريري فقد مكانته الشعبية … وهذه دعوة للانتحار ان لم تكن للإعتزال النهائي والرجل في عز شبابه وهو الزعيم الاول من دون منازع للسنة على مستوى كل لبنان
يجب ان يكون هناك عاقل ليفهم ان من مصلحة سعد الحريري الا تزيد نسبة مشاركة السنة في الانتخابات عن 15% ليفهم من يريد ان يفهم ان الاغلبية السنية ما زالت مع الاعتدال الشامل والا بديل الآن عن سعد الحريري وان تغييبه قسراً هو دعوة ليكون البديل جزراً او روافد او سواقي بدل البحر وان يفتح الطريق للتطرف السني الداعشي الذي يحمل السلاح ويكفر السنة قبل غيرهم وان يستباح البلد ليعتاش هذا النوع من التطرف على حساب الاعتدال وفوق بحر من الدماء
نكتب هذا الكلام ونحن نحتفظ بكل النقد لسعد الحريري وللكثير من سياساته واختياراته بدءاً من ارتكاب جريمة انتخاب ميشال عون الى صفقاته مع جبران باسيل الى الفساد من داخل البيت ومن تحت البيت ومن حواضر البيت والتيار والوزراء والنواب والمتعهدين والموظفين …الذين جاء بهم واكلوه واستوكلوه
نقلا” عن موقع : الشراع
زر الذهاب إلى الأعلى