بقلم : سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ : ” سواد الأيام القادمة يُنذر بالخطـــــــــــر “
صدر عن دائرة الإعلام الموقف الأسبوعي التالي نصّه :
” سواد الأيام القادمة يُنذر بالخطـــــــــــر “
تلقيّت خبر دخول صاحب الغبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي المستشفى ، إنني أطلب من الله أن يجعل صحتكم بخير وفي عافيتكم نورٌ للطائفة وللوطن ، والدعـــــــــــــــــوة الصادقة لنيافتكم بالعافية والصحة ، متمنيًا أن يُزيل الله وقدّيسيه أي مرض من جسمكم الطاهـــــــــــر ومن جسم الوطن والشعب اللبناني ، وأنْ يُطيل عمركم لتقودوا الطائفة والوطن إلى بـرّ الأمان . نتوّسل إلى الله والقدّيس شربل أن يشفيكم لتعودوا بالصحة والعافية الى الكرسي البطريركي وإلى الوطن .سلامتك سيّدنا .
ما زلتُ أتابع مسار الأمور في لبنان عبر مكتبي الإستشاري ملاحظين أنّ الإنتخابات أُجْرِيَتْ بمشاركة شعبية خجولة على ما أتممنا تدقيقه من خلال المعلومات الدقيقة التي وصلتنا والمُصدّقة من وزارة الداخلية ، علمًا أننا نُلاحظ ومن الغربة أننا في مرحلة هي الأدّق في تاريخ لبنان المعاصر . ونعتبر أنّ هذا المجلس الذي يفقد نوعًا ما الصفة التمثيلية إستنادًا إلى النسبة التي صدرت والتي بلغت ال 41% مقارنة بمقاطعة بلغت ال59% وهذا مؤشِّرْ خطير من المفترض معالجته تزامنًا مع مجلس نيابي أمامه العديد من المحطات الدستورية كما أنه مدعو إلى مواجهة إستحقاقات خطيرة منها حكومية – رئاسية – تشكيل لجان ، إضافة إلى إستحقاق داهم وهو إنتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس النيابي ، وما يصل إلينا تباعًا عن الإستحقاق هذا لا يُطمئن على الإطلاق حيث هناك إنقسام فولكلوري فيما خص إنتخاب رئيس للمجلس النيابي وعلى ما يبدو يعمل بعض الأطراف المُدّعين التقيّة في السياسة إلى إيهام اللبنانيين بمن فيهم أنصارهم أنهم ضد التصويت للرئيس برّي ، بينما هم فعليًا يُغطون على ما سيتخذونه من خطوة لناحية التصويت لمركز نائب الرئيس ،والذي بات معلومًا أنّ الأمر قد حُسِمَ وباتت الأمور منتهية والتصويت سيكون وفقًا لتوجهات الرئيس برّي رئيسًا ونائبًا للرئيس . إنّ الوضع في المجلس النيابي يشي بالتزاوج بين قوى التغيير والأحزاب التي تُصادر شارعها عمدًا ، وعلى هذا المعيار سيستقّر الوضع في المجلس النيابي الذي أتى نتيجة تصويت ال41% من الناخبين ، وهذا أمر يتناقض مع الديمقراطية .
على ما يبدو أنّ الإستحقاق الإنتخابي لم ينعكِسْ إيجابًا على الأزمة النقدية الإجتماعية الإقتصادية التي تضرب لبنان . والمؤسف أنني كمراقب وكمواطن لبناني وكمغترب وكرجل أعمال لم أشجَّعْ يومًا على الإستثمار في بلدي وهذه حالة خطرة ما شاهدت مثلها أثناء تجوالي في كل أنحاء العالم . والأمر الذي يُزعج الجميع وأنا واحد منهم هو وضع القوى المُسلّحة الشرعية ، وما يُزعج أكثر أنّ قيادة الجيش وسائر القوى المُسلّحة الشرعية دقّوا ناقوس الخطر حيث الوضع المأساوي فاق قدرة التحمُّلْ والإستمرار وعلى رغم بعض المساعدات التي تصل إلى هذه القوى ، بالرغم من أنّ هذا الأمر معيب بحق الدولة حيث لا يجوز الإستجداء لتأمين إحتياجات هذه القوى غامزين من هذه القناة أين الأموال التي تُجبى ؟ وأين تُصرف؟ ومن يُحاسب موضوع الصرف العشوائي؟ إنّ المؤسسات الأمنية تواجه تحدّي الإستمرار وتحتاج إلى دعم لوجستي مُلّحْ . إننا نرفض بإسم كل اللبنانيين مقيمين ومغتربين أن تُترك القوى الشرعية لمصيرها ما يضع الوطن أمام مصير مجهول قد يبدأ بالفوضى ولا ينتهي إلاّ بزوال الوطن ، حذار اللعب بالنار . لقد أوعزنا إلى المكتب القانوني خاصتنا تحديد مواعيد مع عواصم القرار ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان لإثارة موضوع متعمّد من قبل السلطات اللبنانية وهو الإصرار على تفكيك أسُسْ الدولة اللبنانية وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا الغش السياسي المُمارس .
سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 28 أيّار 2022