لقد أُخذ القرار… وخزعبلات هوكشتاين في عقدة المواصلات العالمية!
بقلم// جهاد أيوب
من لم يفهم الفيلم العسكري الذي قدمه الإعلام الحربي في المقاومة حول قصف سفينة “كاريش” الصهيونية إما هو حاقد طائش، وإما جاهل برتبة زعيم او رجل دين موظف سفارة، أو متعاطف مع الكيان المؤقت ضد وطنه والحق، وبالتأكيد هو من وضع حماره قرب جرس الكنيسة أو الميدنة ولا يعرف انزاله!
هذه حقيقة أرباب الهزيمة اللبنانية منذ بناء دويلة الموز حتى اللحظة، ورغم الجلاد الأميركي والعربي المتأمرك ديناً ونهجاً واقتصاداً واليوم اجتماعياً، ولا يزال من عبيده، ويُصلون في وكره وخاناته، ولا يعلمون من حقدهم وغرورهم الفارغ أننا نحن جميعاً نعيش في مخاض ولادة بقاء وجودي، وأن المرحلة المقبلة سترسم حدود سياسية وجغرافية جديدة، يعني هنالك دول إلى زوال، ولبنان بسبب صراع الديوك فيه كان ضمن هذه الدول التي ستزول، ولكن وجود المقاومة فيه، واكرر المقاومة فيه جعلته حاضراً وبقوة الصراع ضد الكيان الصهيوني المؤقت والحالة الاقليمية، وضمن العمل على الغاء مشاريع أميركا في المنطقة رغم التكلفة الكبيرة من دمار وفقر وحصار التي رافقت هذه المواجهة!
وبفضل قرار المقاومة في زرع العقيدة القتالية الجديدة، يعني أننا ذاهبون إلى الحصول على حقوقنا بالكامل من العدو، وأن بلدنا باق باق حتى لو أن المفاوضات لا تزال معلقة في قانا ودجل المفاوض الطرف هوكشتاين، وخزعبلاته في طروحاته !
مشكلة هذا المفاوض الصهيوني هوكشتاين في هذه الزيارة تحدث عن مشاكل إسرائيل السياسية الانتخابية أكثر من دوره في لبنان، ومشكلته أنه حتى الآن يريد التبادل، ولبنان مقاومة وجيشاً وبعض الزعامات فيه وليس كل من في الدولة لا يؤمنوا بالتبادل، لذلك أوجد هذا المفاوض الطرف أكثر من خزعبلة مشكلة رغم ابتساماته السامة، مشكلة 850 كيلو متر مربع، وترك قانا كلها للبنان، بشرط أن يدخل لبنان مع إسرائيل بالارباح، وهذه ايضاً خزعبلات مشكلة مرفوضة لبنانياً!
وخزعبلة مشكلة يزرعها هذا الوسيط الخبيث تكمن في 70 كلم متر مربع للبنان و 30 لإسرائيل من خلال عرضه الثاني!
إسرائيل تنازلت في المضمون من خلال الشكل، ومن خلال ما قبلته في المشكل الثالث، أي من خلال اعطاء لبنان 650، وتأخذ هي 350 من حق لبنان، وهذا يعتبر تنازلاً إسرائيلياً بالشكل، ولكن بالمضمون سرقة علنية، ومن خلال ذلك هي تريد ضمانة 350 لأنبوب الغاز ” مصر وإسرائيل وغيرهما”، أي تمكنها من حل “عقدة المواصلات العالمية” لإيصال الغاز إلى أوروبا بشكل كامل، وفرنسا وأميركا والإعراب يريدون الخط مع إسرائيل، وليس مع لبنان!
الفيلم العسكري أهدافه كثيرة، ورسائله أكثر مما تتصورون، والأهم أن القرار قد أُتخذ… المقاومة تعرف ماذا تريد، وتدرك أن الهدف ثابت و متغير أحياناً، وهي أبلغت المعنيين أنها تعمل ضمن استراتيجية أن لبنان يريد 350 ومن حق لبنان، لذلك نحن ذاهبون أما بالمفاوضات قبل التصعيد أو بالحرب في نصفها أو في نهايتها إن استمر هوكشتاين بالفزلكة علينا وبنا …وسنأخذ حقنا!
ضربة سريعة على “كاريش” بأميال قريبة منها، ومع استمرار اطلاق المسيرات الاحدث والمتطورة عالمياً، دون أن تنكشف، ومنها المقصود أن تنكشف للعدو سنجد العالم، ومن أجل إسرائيل، وغاز فلسطين المنهوب في لبنان للحل!
نعم سيعملون في “كاريش” قريباً جداً لآن الغاز هو مهاجر تحت الارض، والأفضل للجميع أن نأخذ نحن وانتم، أو بقرار الحق اللبناني الضمان من قبل المقاومة ممنوع أن تأخذ أنت في كل فلسطين المحتلة، ونحن لن نأخذ!
وحتى لا يطال الشرح، ذاك الفيلم العسكري كشف أن القرار بالضرب متخذ وننتظر شهر ايلول، وللأسف الدولة اللبنانية مع كل شهر تبشرنا بنهاياتها، وهذا الغاز والوقود قد يحل الكثير من مشاكل الدولة اللبنانية قبل فوات الأوان!
قد يفتح فمه من اعتاد الصراخ في الداخل اللبناني بأنه لم يعد يتحمل الحرب، ومن حقه، ونطالبه بما لديه من علاقات متينة مع أميركا أن يعيد الحق اللبناني المسلوب من قبل إسرائيل وهو كان الحاكم الفعلي في الدولة اللبنانية!
لم يعد يوجد في لبنان ما نأسف عليه والجوع والحرمان وهلاك الدولة والبلد نعيشه يومياً، والتذكير بأن 85% من المواد الغذائية والطبية والعسكرية والتكنولوجية تصل إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وصواريخ المقاومة هنا وهناك تصل بسهولة!
وإيضاً إذا فرضت إسرائيل حصارها على موانئ لبنان كعادتها دون أن يرف جفن أميركا والمتأمركين في الداخل خاصة بعض رجال الدين وزعامات الدم، سنجد الحل في إطلاق الصاروق المقاوم… اطلاق صاروخاً واحداً من قبل المقاومة في لبنان على مطار بن غوريون سيغير اللعبة كلها، وستجد الشعوب الإسرائيلية المرتزقة تحمل جوازات بلادها الأصلية، وتغادر دون الالتفات إلى خلفها…
إسرائيل هي جيش صُنعت له دولة، وهذا الجيش يعاني اليوم أزمات خانقة، والدولة المركبة في صراع البقاء حتى لو غمرها الأعراب والإسلام السياسي لن تصل إلى النجاة، وخسارة الحرب المقبلة يعني خسارة لوجودها ومن معها… وهذه الفرصة الأهم كي يبقى لبنان، ويستعيد حقوقه البحرية!