مصائب لبنان طبقة سياسية فاشلة ومُفسِدة
بات من الطبيعي في حياة الأوطان أن تنمو الحياة السياسية وفقًا للنظام الديمقراطي ووفق أهداف ومهام ينضج بعضها مع مرور الوقت شرط أن تلتزم بالقوانين المرعية الإجراء وأن تحافظ على الحد الأدنى من تداول السلطة . ولعل الذين مثلنا وفي عالم الإغتراب وفي الداخل اللبناني يلاحظون مدى إتساع رقعة الهوس السياسي عند القيّمين على السياسة اللبنانية ومدى عدم صدقيتهم لمقاربة الشؤون اللبنانية والإقليمية والدولية .
ولحسن الحظ فقد حدث معنا مه هو مفترض وذلك بعد نقاشات وإجتماعات مكثّفة مع الطواقم الدبلوماسية هنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية وفي العاصمة الروسية أن تستثيرنا تلك البعثات الأجنبية وتَسْمَعْ لنا وتناقشنا في كل أمورنا وفي طليعتها قضية إنفجار مرفأ بيروت ، إضافةً إلى سوء الأوضاع المالية – الإجتماعية – الإقتصادية المتأتية من نظام فاشل على كافة الصعُد . ولذلك إننا ومن عالم الإغتراب وبالتعاون مع إدارة مكتبنا في بيروت سنكثِّفْ الإجتماعات التي نُطالب من خلالها المزيد من التركيز على قضايانا ومنها أمر جوهري وهو القضاء لنلفت كل الأجهزة العالمية لحالات التمرُّد التي قام بها أغلبية قُضاة لبنان إحتجاجًا على التدخلات السياسية وعلى أوضاع المحاكم والقضاة والمتقاضين في لبنان . أيُّ دولة هذه تُهمل المقاضاة وتتدخل في شؤونه ؟!
السؤال عن مصائب لبنان هو في موضعه تمامًا ، والجواب عنه إنما يكمن في الأهداف والمبادىء العامة لمسيرتنا النضالية الرافضة لهكذا نوع من التسييس ، فنحن كمغتربين وناشطين إضافة إلى كوننا معنيين بوضع لبنان ونهتم بالقضية اللبنانية ، وهذا يعني أنّ هدفنا الرئيسي يتمثل بتوفير خُلُقيّة سياسية ثقافية لتطوير السياسة اللبنانية التي سوف تُعنى بمعالجة الشؤون العامة في البلاد والتي تتسِم بكونها أفضل وأكثر تنوُّرًا وإرشادًا لشعبنا التوّاق إلى حياة حرّة وكريمة . نضالنا بتعبير آخر يرى نفسه في موقع الحاسم وصاحب القرار وبين الجماعة المتصدِّرة لممارسة السلطة وفقًا للأسس الديمقراطية أي نحن سنكون صانعي القرار ، فليس في وسع صانعي القرار بعد اليوم أن يتنازلوا عن دورهم الهام في البلاد … إننا سنسعى إلى تطوير سياسات تستند إلى دراية وعلم ومعرفة وتحظى بتأييد واسع من الشرائح اللبنانية وأعضاء المجتمع المدني وعلينا أن نؤدّي دورًا بنّاءً في صوغ السياسة اللبنانية وبذل كل الجهود المضنية وفهم كل الخيارات الإستراتيجية التي نواجهها في هذه المرحلة ومع الأخذ بعين الإعتبار تقدير الموارد المتوافرة بين أيدينا .
هدف نضالنا من خلال الجالية الإغترابية ومن خلال مكتب بيروت هو توفير المدخل الرئيسي لكل المناضلين – الخبراء السياسيين الأكاديميين – القادة في المجتمع – رجال الدين – صانعي القرار – الرأي العام ، … لبحث القضية اللبنانية العامة والمُلحّة بطريقة جدّية وهادفة بحيث ندرس كل الأمور بتفاصيلها ودقائق الوضع العام في البلاد ، والهدف تطوير الحياة السياسية اللبنانية من خلال مقاربات ومنظومات سليمة تأخذ بعين الإعتبار مندرجات العلوم السياسية ، حيث لم يَعُدْ مقبولاً أن تبقى طبقة سياسية فاسدة مهيمنة على الحكم في لبنان حيث هي مصيبة المصائب والويلات .
إذا كنا كجالية إغترابية ، وكمكتب بيروت نبحث عن حلول ونسعى للإفادة من كل وجهات النظر التي ترفدنا وكل من له علاقة لعملية صوغ القرارات الصائبة سواء أكانوا مستقلين أو رجال فكر وممثلي المجتمع المدني ، فمشروعنا هو إعادة بناء الجمهورية على أسُسْ متينة حديثة ، وهذا هو هدفنا الذي لن نَحيد عنه مهما غلت التضحيات وسمتْ الشهادات ، إنها جمهوريتنا وواجبنا المقدّس يُملي علنا ردّ الإعتبار لها . مشروعنا حر لن يؤتي ثماره إن أبقينا على هذه الطبقة السياسية الفاسدة وعلى مثل تلك الأساليب الملتوية المعتمدة .
مشروعنا في عالم الإغتراب ، ومشروعنا في مكتب بيروت جزء متكامل الأهداف ولا رجوع عنه أنه مشروع شباب مثقف يسعى لبناء جمهورية تعكس هويته ومصالحه وتعزز حياته السياسية الوطنية كما يجب
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 18 أب 2022