أخبار إجتماعيةفن

جهاد أيوب في محاورة جماعية: نحن أمة الصراخ والخيانة مقتل الحب والعشرة عورته

▪خاص الإنتشار

# الاعتماد كثيراً على العقل يجعلني شخصية خشبية نافرة ويكثر من الأعداء
# الاعتماد فقط على القلب يرميني بتهلكة شجار العمر والمرض
# الولادة بداية الموت والحياة التي نعيشها شريكة الموت!
# حينما نموت يعني اعتداء الموت على الحياة ونكتشف ولادة ما بعد الموت!
# الحب مهرباً والشعر انتفاضة وثورة!
# العمر في بلادنا مشكلة وقلق الاستمرارية وهاجس الحضور المزيف!

##########

(مجموعة من الأصدقاء والمعارف طرحوا علينا هذه الأسئلة المشغولة بقلق الوجود، أسئلة مسؤولة احترم من طرحها، وكانت هذه النتيجة في ردي دون مواربة كما أنا، وكما تعرفون.
ومن حاورني، وسألني أذكر عباس رسلان، د. فاطمة مزرعاني، زاهر الديراني، ستيفاني صبرة، محمد سرور، ورياض صبرة…).

• هل كان اختيارك للأدب والنقد من البدايات، او حصلت نقاط تحول ما أخذتك الى هذا المجال في العمل؟
– منذ الصغر وأنا ابحث عن الوضوح، ابحث عن الرصاص ولا انحني له، اواجه من يحاول قتل العصافير، افتح النوافذ كي تدخل الشمس، لم أكن أحب اختصاصي في مجال الطب والتمريض كما رغبت الوالدة…بحثت عن ذاتي، فكنت أنا…ما أنا عليه اليوم!
هذا السؤال يطرح قضية الحرية في الاختيار والتوجيه والتوجه، ربما اليوم اختلفت الصورة، وهنالك عائلات تتفهم رغبات اولادها، ولكن تكمن المشكلة في أن الكل يريد أن يصبح ابنه طبيباً، وضابطاً، واحياناً مهندساً!

• هل تعتمد على عقلك أو على قلبك بالحياة، وبأي نسبة؟
– في كتاباتي ونقدي والرأي والبوح لا اعتمد على قلبي، بل على منهجية فكرية علمية صنعتها من الصبر، ووجدتها من جراء العلم والمعرفة والتعب، فلا اصرفها بعاطفة!
أما حياتياً فالاعتماد كثيراً على العقل يجعلني شخصية خشبية نافرة، ويكثر من الأعداء، والاعتماد فقط على القلب يرميني بتهلكة شجار العمر، ويقصر عمري الذي جلبت له المرض والمشاكل…التوازن بينهما ضرورة حتى ننجح، ومعرفة متى تزيد من جرعات القلب العاطفة أو العقل حكمة، ومن يوفق فيهما هو الأنجح بيننا…نعم أنا وفقت نوعاً ما، ولكن في كثير من الأحيان لغيت ما يقوله القلب لصالح العقل ودفعت الكثير من الاثمان في حياتي الشخصية!

▪دوري قلقي
• هل تعتقد انك قمت بدورك في هذه الحياة؟وهل ستترك فراغا؟
– قمت بدور حتى الآن! وبالتأكيد قمت ما باستطاعتي، فأنا رسول الوضوح، والحرية الحرة دون تنازل، ومع ذلك لا استطيع أن أبوح بهذا بقدر إيماني أن الآخر هو من بمقدوره أن يقيم دوري وتجربتي…أشعر بنجاحي رغم المحاربة، وأحياناً أشعر بأنني من غبار!
لا أعرف ما هو الفراغ الذي سأتركه بعد الرحيل، فالحياة مكملة، والمجتمع ينسى، ولكن بالتأكيد الحياة من دوني ناقصة، وأنا أرسلني الرحمن حتى افتح نافذة، اكمل المشوار…رفضت أن أكون مجرد عابر…هذا شعوري، ابحث دائماً عن التأثير والتأثر…قد يأتي من هو أفضل مني وانجح واعمق، لكنه ليس جهاد أيوب!

• ما هو قلقك الدائم او هاجسك المستمر ؟
– القلق والهواجس يختلفوا بين وطن ومواطن، بين من يعيش هنا ومن يعيش هناك…في لبنان يقلقنا الوجود، والقلق مهم للكاتب خاصة الشاعر والناقد، ولكن القلق الوجودي هو السجن السرمدي المدمر إذا استمر وطال!
القلق الوجودي يأتي من عدم استقرار المكان الوطن، من قلة احترام السلطة لحقوق المواطن، من غياب الهوية…نحن في لبنان أرادوا لنا قلق الهوية والوطن الكذبة!
وهاجسي كيف سأستمر في بلاد لا تحترم الشيخوخة، وتجبرك على الشيخوخة…في بلاد العرب لا مستقبل للحلم، ولا مجال للإستقرار، ومن غير الممكن أن تستخدم فكرك…هذا هاجسي المخيف!
العمر في بلادي مشكلة، ويشكل قلق الاستمرارية وهاجس الحضور المزيف!

• اي موت يخيفك، واي موت لا يخيفك ؟
– أكذب لو قلت في مرحلة ما لم أخف من الموت، في وطن التناقضات، وبيئة التضاد يصبح الموت مطلباً ورحلة سلاحها الشغف، ورحمة صفحتها الانتهاء من الألم وهكذا عيشة مشغولة بتعب الصبر…ومع الزمن اختلفت الصورة لأجد الموت هو تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، هو مرحلة الفراغ في الدنيا، وأنا اليوم لم اعد أخافه، ولكن يقلقني، يثير فضولي، يربكني إذا علمت بموت الطفل، أو من هو قيمة شبابية في العطاء، وبسرعة ينفرج حائط الفكر، وأدرك أن الموت مرحلة من مراحل الحياة، والحياة مرحلة من الموت!
إن غدر من نحب، وخيانة مبدأ وطن وصديق…هذا الموت الذي يخيفني، إنه موت الحضور، هذا يخيفني!

• وكيف تجد، تفسر، تشرح كواليس الموت أو الحياة؟
– الولادة بداية الموت، والحياة التي نعيشها شريكة الموت، وحينما نموت يعني اعتداء الموت على الحياة ليحسم الموت النتيجة وتنهزم الحياة، ونكتشف ولادة جديدة، ولادة ما بعد الموت!
ما بعد الموت هي حياة، ونقول حياة لكوننا لا نعرف ماذا يحدث بعد الموت!
الحياة بحالة صراع يومي مع الموت، والنتيجة لمن الغلبة، وحينما نموت، يعني انتصر الموت على الحياة، واستعداداً لمرحلة جديدة فيها حياة… الحياة أقوى من الموت…لآن الموت انتصر على الجسد وعلاته، وليس على الروح والنفس، ولا بد من حياة ما بعد موت الجسد، للروح مكانتها وهي بصمتنا، وللنفس قَصرها وهي حضورنا !
لا نعرف كواليس الموت، ولا نعرف حتى كواليس الحياة، كل يفسر ما يناسبه، ومنهم يأخذ الموضوع دينياً فيبدأ الترهيب حتى التعقيد، وآخر يستخف بذلك حتى التصرف دون مسؤولية وبعقد فيقع بالتجاهل وهو الخائف من الموت ومن الحياة!
علينا التعامل مع الموت والحياة ببساطة الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، وما يزعج، ويعذب هو الغياب…الغياب أصعب من الموت، الغياب في الحياة أصعب من الذي مات ونحبه، غياب من نحب موت نصف الحياة!

▪استخدام البصر
• لماذا يتم قراءة القرآن الكريم بغير المكتوب…مثلاً بسم…السموت… وغيرها لماذا لا تتم قراءته كما هو مكتوب؟
– اعتقد أننا مجتمعات سمعية وليس مجتمعاً بصرياً، أو يستخدم ما يراه في مركز حركة الذهن، لآننا أمة الصراخ، أمة الشعر، ولا يزال الشعر ديوان العرب !
هذا الموضوع المهم طرح منذ البدايات مع أصول اللغة، ومجمع اللغة العربية ناقش ذلك ولم يصل إلى نتيجة، وللأسف التعصب الديني، والجهل في العلم اللغة خارج التنظير اللفظي اعاق ايضاح أصول النطق…وبصراحة أنا لست من المؤهلين للرد بجدية معمقة، بل ردي بجدية ما أعلم، وذات مرة تابعت الموضوع مع مختصين، لأصدم بالحلال والحرام…انا لا أؤمن بالحلال والحرام بالعلم، أؤمن أن الحلال والحرام ينتهي حينما تحضر الأخلاق…الأخلاق هي مدرسة الحلال والحرام، بينما في العلم كل الأمور تطرح إلى وصول النتيجة…حينها نضع النتيجة في ميزان الأخلاق!

• هل الشعر هو المهرب في زحمة الحياة؟
– الشعر ليس مهرباً، حينما يكون كذلك، يعني مجرد ثرثرات لا قيمة لها، ولا تؤثر، الشعر بتكوينه ثورة، انتفاضة، كل الفنون والابداع حينما تصل إلى الهروب سقطت، وتصبح من غير قيمة هدف رسالة…قد نتجمل، قد نؤجل الحقيقة، ولكن لا نهرب، لأن الهروب هزيمة!

• والحب؟
– الحب هو المهرب، هو هروب من عيشة بيئة إلى خيال، إلى أمل، الحب هو الهروب…هروب من الواقع إلى حلم، إلى أمل، والمصيبة قد يكتشف أن ما بعد الحب تعاسة!
الحب أنواع، وكل نوع يوصل لصدمة، وربيع الحب يزول بسرعة، تبقى العشرة…الحب علاقة سحرية بين إثنين، وهذه العلاقة يجب أن توصل إلى مصلحة، والمصلحة في الحب ليست مرضاً، وليست خطراً، بل إذا كانت واضحة فهي من مطالب استمرارية الحب بشرط أن لا يرافق مصلحة الحب خيانة، الخيانة مقتل الحب، والعشرة عورة الحب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى