إقتصاد

ورشة عمل عن أنظمة الزيتون المتعددة الوظائف ضمن مشروع LIVINGAGRO :تبادل خبرات وأبحاث وحلول مبتكرة من لبنان وايطاليا واليونان

نهاية المطاف إلى تأمين الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بطريقة مستدامة من خلال تحسين خصوبة التربة، وتوفير مسكن طبيعي للكائنات الحيّة المفيدة وخفض كلفة الانتاج بشكل اساسي عبر التخفيف من استخدام الأسمدة والمبيدات”.

وقدم الدكتور أنطونيو برونوري مدير PEFC – إيطاليا دراسة حول تعزيز وتسويق أنظمة الزراعة الحرجية من خلال مخطط برنامج المصادقة على شهادة الغابات (PEFC). ولفت إلى أن “هذه المبادرة تقودها منظمة دولية غير حكومية لا تستهدف الربح، مكرسة لتعزيز الإدارة المستدامة للغابات من خلال إصدار شهادات مستقلة من طرف ثالث، وقد وضعت مؤخراً معياراً خاصاً لنظم الزراعة الحرجية، كوسيلة لتلبية احتياجات السوق للنظم المدارة على نحو مستدام”.

من جهتها، ناقشت الدكتورة لوسيانا بالدوني من CNR-IBBR – إيطاليا آثار تغير المناخ على بساتين الزيتون، كاشفة عن “منهجية استكشاف لتحديد واختبار أصناف الزيتون المتكيفة مع المناخ والمقاومة للإجهاد”، داعية إلى “إجراء مسح واسع على المستوى الإقليمي داخل بساتين الزيتون التقليدية، بما في ذلك الأشجار القديمة”.

أما البروفسور بروكوبيوس ماجياتيس من الجامعة الوطنية وكابوديستريان – اليونان، فقد أطلق جهاز “متنبىء الزيتون” Olive Predictor ، و”هو جهاز يتكوّن من معصرة مصغرة تشمل مطحنة صغيرة، خلاط صغير ونظام طرد مركزي قادر على انتاج كمية كافية من الزيت. يساعد هذا الجهاز على اتخاذ أفضل خيار لوقت الحصاد، بهدف تحقيق أفضل حل ممكن من حيث الكمية والجودة”.

وأخيراً، ناقش الدكتور عبد القادر الحاج من LARI-لبنان نتائج تجربة استمرت عامين أجريت ضمن مشروع LIVINGAGRO لتقييم آثار السماد الأخضر والغطاء الاخضر على خصائص التربة وإنتاجية بساتين الزيتون في بلدة عبرا (جنوب لبنان). وعرض تفاصيل التجربة، مسلطاً الضوء على مشاكل الأراضي وكيف استفادت من الغطاء الاخضر وأساليب الزراعة الحرجية.

النقاش المفتوح

وفقاً لجدول ورشة العمل، أتيحت الفرصة للحضور للمشاركة في مناقشات مفتوحة جمعتهم بالخبراء وممثلي اتحاد LIVINGAGRO. خلال جلسة الأسئلة والأجوبة تم التركيز على كيفية تنفيذ أو تطوير الابتكارات في المزارع أو مختبرات الأبحاث، وكيفية الحفاظ على إنتاجية النظام باستخدام أحدث الأساليب والابتكارات العلمية.

ورداً على أسئلة الحضور، شجع الدكتور بيسانلّي المزارعين على “تبني طرق رش جديدة وتنظيم كمية المواد الكيميائية المستخدمة بطريقة لا تضر بالمحصول الذي تستخدمه الحيوانات”، مشدداً على “أهمية رعي الحيوانات في بساتين الزيتون للقضاء على الأعشاب الضارة”.

كذلك، سلطت الدكتورة بالدوني الضوء على “الاستراتيجيات الجديدة المتبعة في زراعة الزيتون، والحاجة لمواصلة تعزيز البحث عن الأصناف التقليدية والأصول الوراثية للزيتون بما يناسب البيئة المتغيرة”. وشددت على “ضرورة تحديد المهارات البشرية والمعارف التقليدية التي تلعب دوراً ناشطاً في تحسين كمية ونوعية زيت الزيتون”.

أما الدكتور الرياشي فقد دعا إلى “إدخال تقنيات جديدة”، لكنه أعرب عن قلقه “إزاء التكلفة العالية لهذه التقنيات، مما يحول دون استخدامها من قبل المزارعين بسبب الأزمة المالية التي يعيشها لبنان اليوم”.

وذكر البروفيسور تسيليجكيريدس أن “المزارعين يبحثون عن دعم مباشر وحلول سهلة التطبيق وليس عن إرشادات حول الحل المناسب، وهذا خطأ لأنه يتعين علينا إيجاد حل متكامل”. وقال: “إننا نحتاج أولاً إلى دراسة الموقع الذي نزرع فيه، والمدة الزمنية للزراعة، وما هي أنواع المبيدات التي يجب استخدامها، وكل هذا يجب أن يسبق اختيار التكنولوجيا التي نريد استخدامها”.

على الهامش

وعلى هامش ورشة العمل، نوّهت الدكتورة مالتوني “بالعمل القيّم الذي يؤديه اتحاد LIVINGAGRO والتنظيم المهني لفريق LARI، وأهميته لمساعدة المزارعين الذين يواجهون التحديات في لبنان”. وأشادت بـ”التعاون القائم بين لبنان وإيطاليا في مجال الزراعة الحرجية”، مؤكدة أن “لبنان سبّاق دوماً في جهوده المتمحورة حول إجراء البحوث وتطوير الأساليب الزراعية ومساعدة المزارعين على تنفيذ كل ما هو جديد من ابتكارات، على الرغم من الأزمة التي تمر بها البلد، وهذا يدل على المثابرة والقوة وقيمة تبادل المعرفة”.

وأشار الدكتور مبارك إلى أن “الاستجابة لورشة العمل هذه كانت كبيرة وشهدت إرتفاعاً ملحوظاً”، مشيراً إلى أن “العدد الكبير من طلبات التسجيل فاق التوقعات”. وأوضح أن “المزارعين يهدفون إلى زيادة الإنتاج وخفض التكاليف، ولهذا السبب يهتمون بالقضايا المتعلقة بتنفيذ التقنيات والأساليب الجديدة”.

من جهتهم، أعرب المشاركون في الورشة عن امتنانهم لهذه الفرصة، مؤكدين أنها “ستساهم في تعزيز معرفتهم في نطاق عمل الزراعة الحرجية”. في هذا الإطار، أوضح إيلي نزيه هدوان، مدير المشروع في جمعية جذور لبنان، أن “الجمعية تعمل على الحفاظ على الثروة الحرجية وكامل التنوع البيولوجي الموجود، ومن هنا اهتمامها بالزراعة الحرجية وورشة العمل هذه لمساعدة المزارعين”. وقال: “إن الاستفادة من ورشة العمل هذه تعني أننا نسير على الطريق نحو تنمية أفضل لزراعتنا، وتنفيذ تقنيات جديدة وابتكارات مهمة … التوعية لا تكفي، فالمزارع يحتاج إلى التشجيع لخوض تجربة جديدة”.

وأشار هدوان إلى وجود “تعاون مع الجمعية الفرنسية للزراعة الحرجية وسيتوسع هذا التعاون ليشمل زراعيات أخرى”.

أما يوسف بوعز، وهو مزارع يملك بستان زيتون، فقد أكد أن “الاهتمام بمشروع LIVINGAGRO ينبع من هدفه في تطوير زراعته بشكل متكامل وتطبيق أساليب علمية جديدة يمكن أن تساعده على زيادة الإنتاج وتوسيع الرقعة التسويقية”. ولفت إلى أن “موضوع الغطاء الاخضر، الذي تمت مناقشته خلال ورشة العمل هذه، سيساعد على تقليل تكلفة الإنتاج والحد من استهلاك المواد الكيميائية”.

تجدر الإشارة إلى أن الإتحاد الأوروبي يُساهم في تمويل مشروع “المختبرات الحية عبر الحدود للزراعة الحرجية (LIVINGAGRO)” عبر برنامج ENI CBC Med 2014-2020، ويتم تنفيذه في إيطاليا واليونان والأردن ولبنان. يهدف المشروع إلى دعم التعليم والبحث والتطوير والابتكار ونقل التكنولوجيا، بما في ذلك تبادل نتائج البحوث، من خلال إنشاء مختبرين حيين، أحدهما لأنظمة الزيتون المتعددة الوظائف (المختبر الحيّ 1) والآخر للغابات الحرجية (المختبر الحيّ 2).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى