ابتسم أيها الجنرال.. ولادة جديدة
مع عرض الحلقات الأولى لمسلسل ابتسم أيها الجنرال على شاشتي تلفزيون سوريا والعربي2، والذي أنتجته شركة ميتافورا، أحدث العمل جدلاً مماثلاً بل وأكبر، فالكاتب وصنّاع العمل تجنبوا المباشرة في طرحهم، فبنوا دولتهم الخاصة باسمها وعلمها وشخصياتها الافتراضية، وتركوا للمشاهد العربي أن يكمل الفراغات المتروكة بالكلمات والشخصيات المناسبة، والمشاهد السوري بكل تأكيد سيجد نفسه الأقرب ليعبئ ما لم يُقل، ويقارن ويربط ويحلل ويعود للوراء قليلاً ويسقط شخصيات العمل على نظام يعرفه جيداً، بتاريخه الدموي وفضائحه وأسرار رموزه.
وهذه النقطة كانت من بعض ما ورد من نقد للعمل فنياً بالمقارنة مع أعمال أخرى أكثر جودة ربما من حيث الصورة والإخراج والحبكة والتشويق والكادر التمثيلي، وهي ملاحظات قد يصح بعضها، لكن مع وضعها في سياقها الكامل، نظراً لحساسية العمل وعزوف جلّ الممثلين المعروفين عن المشاركة فيه، فضلاً على أنه يعتبر بضاعة غير مرغوبة عند معظم الفضائيات العربية التي لها حساباتها السياسية والتسويقية، وبالطبع لا ننسى رفض عدد من البلدان إعطاء رخصة للتصوير على أراضيها كلبنان، وهو ما تحقّق في تركيا، وأثّر قليلاً على جودة العمل الفنية.