سياسة

القومي أقام إفطارا تكريما لقناة “المنار” ومديرها العام المكاري: الاولوية للاعتدال والاتزان ونبذ خطاب الكراهية

– أقامت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي إفطارا في مطعم الساحة ، تكريما لقناة “المنار” ومديرها العام ابراهيم فرحات وكل العاملين فيها، ولمواكبتها انتصارات المقاومة وريادتها في الدفاع عن الحق والحرية.

وكان في استقبال المدعوين رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، الرئيس السابق للحزب فارس سعد، عميد الإعلام معن حمية وعدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين المركزيين.

حضر الحفل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، رئيس لجنة الإعلام النائب الدكتور إبراهيم الموسوي، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، يونس عودة ممثلا نقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي وأمين الصندوق في النقابة علي يوسف، مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، المدير عام لـ”المنار” إبراهيم فرحات وأسرة القناة، رئيس تحرير صحيفة “البناء” النائب السابق ناصر قنديل، عضو مجلس نقابة الصحافة الدكتور طلال حاطوم، عضوا المجلس الوطني للإعلام الدكتور حسن حمادة وغالب قنديل، المدير العام لإذاعة “النور” يوسف الزين، ونقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع رندلى جبور ونخبة من أهل الصحافة والإعلام.

وقدمت الاحتفال وكيلة عميد الإعلام في القومي رمزا صادق فقالت: “تكرم المنار والقيّمون عليها لأنها تنطق باسم المقاومة وتلتزم قيَم الحق والحرية، ولأنها محطة إعلامية رائدة آثرت التزام المقاومة نهجاً وخياراً وواكبت انتصاراتها، بمهنية وفرادة قل نظيرهما”.

: “إنها محطة تستحق التكريم، لأنّ ما قدمته إلى الرأي العام لا يزال راسخا في الذاكرة الجماعية، لا سيما في المراحل التي سبقت التحرير عام 2000، وواكبت عرس التحرير وخاضت بالكلمة والصورة حرب تموز 2006، إلى جانب المقاومين، وهي كانت ولا تزال شعلة لا تنطفئ، رغم الاستهداف المباشر لها من قبل العدو الصهيوني خلال حرب تموز حيث سوي مبناها بالأرض لإسكاتها، لكنها ظلت صوتا مدويا مدافعا عن الحق والحرية”.

وألقى المكاري كلمة استهلها بالقول: “يسعدني أن تلتئم الأسرة الإعلامية في هذا الشهر الفضيل إلى مائدة الرحمن. كل التحية والاحترام الى عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي على مبادرة تكريم شاشة عزيزة على قلوبنا. المنار ليست مجرد قناة تلفزيونية بقدر ما هي هوية إعلامية بذاتها ورمز للمقاومة والعزة والكرامة، وعنوان مرادف لفرحة الانتصار والتحرير”.

: “تكريم المنار يحمل في طياته قيما مهنية أولا، خصوصا أنها الرائدة في العمل الاستقصائي، وهو جانب مهم للغاية ينبغي اعتماده في الأداء الاعلامي العام، بقدر ما يحمل يحمل قيما أخلاقية، إذ أنها شاشة المقاومة، وهذا مصدر فخر وطني. لقد أدت هذه المؤسسة الإعلامية أدوارا رائدة في ميادين المواجهة الإعلامية ضد العدو الصهيوني وشكلت وعيا سياسيا قائما لعقود خلت. ولذلك، فإن تكريمها واجب بكلّ المقاييس”.

و “مضى عام ونيف على تسلمي حقيبة الإعلام، وهو ما يدفعني حكما إلى تقييم التجربة بنظرة موضوعية مجردة، كونكم أصحاب الرأي في تقييم الأداء الوزاري العام، والنهج الذي اتبعناه في وزاره الإعلام وجميعكم أساتذة كبار وتضطلعون بدور رائد في توجيه الرأي العام اللبناني. لذلك، كان لنا شرف المحاولة في تظهير الصورة الزاهية للإعلام الوطني وإبراز الخطاب الوطني على حساب الغرائز الطائفية والمذهبية البغيضة”.

و: “ليس من باب التوجيه بقدر ما هو من قبيل النصيحة، نتوجه الى العاملين في الميدان الإعلامي ونلفت إلى أهمية الاعتدال والاتزان ونبذ خطاب الكراهية، خصوصاً أمام دقة المرحلة، مع إتاحة مجال التعبير للرأي الآخر، بحرية مطلقة من أجل نهج مهني، قائم على الانفتاح، كما الاتزان السياسي العام”.

وفي الختام، مجددا شكره ل”المنظمين على المبادرة، وللحضور على حسن الاستماع، آملا تكرار اللقاءات الإعلامية الجامعة”.

وألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية كلمة استهلها بمقدمة عن “الويل الذي تعرّضت له أمتنا بسبب الاستعمار الذي قسّمها وقام بزرع الكيان اليهودي في فلسطين”.

وتطرّق إلى “مرحلة الاجتياح الصهيوني للبنان والعاصمة بيروت، وقيام أحزاب وقوى مقاومة بتشكيل مقاومة استبسلت في قتال العدو، وقدّمت الشهداء والتضحيات وأسّست لمرحلة جديدة عنوانها العز والبطولة، من سناء محيدلي إلى خالد علوان إلى حسن قصير وبلال فحص، وصولاً إلى التوازن الاستراتيجي مع الشهيد عماد مغنية”، وقال: “لأنّ المقاومة بحاجة إلى من يحمل فكرها ويُسمع صوتها ويقاوم بالكلمة والصورة، كانت “المنار”، فلا مقاومة من دون “المنار”، ولا “المنار” من دون مقاومة. ولذلك، كانت في عين الاستهداف من قبل العدو الصهيوني فدُمرّ مبناها في عام 2006، لكنها انتفضت كطائر الفينيق. حجبت عن الأقمار الاصطناعية، لكنها تخطت إجراءاتهم في وقت قصير”.

“المنار قناة نعود إليها كلما أردنا الخبر الدقيق والصحيح، ننشد إليها عندما يتعرض الوطن لأي أزمة داخلية أو خارجية، حواراتها لا تسودها الفوضى ولا الغوغاء، وهي لا تحرض على الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، كما تفعل بعض القنوات. المنار منصة للتأكيد أنه ليس مسموحا أن يأتي رئيس للجمهورية يدير ظهره لمحيطه الطبيعي ولا يؤمن بخيارات لبنان وثوابته. المنار هي صوتنا المدوي بأن سلاح المقاومة هو عزنا وكرامتنا، وأن المقاومة هي لكل اللبنانيين، وهي صوتنا في التشديد على الوحدة وبناء الدولة المركزية وفي الرد على التقسيميين الذين يدعون إلى الفدرلة أو اللامركزية”.

وأكد الحسنية أن “المسؤولية الكبيرة هي أن تصمد مؤسسة إعلامية ملتزمة في زمن الإعلام العبثي المتفلت”، وقال: “مسؤولية أكبر أن تحمل هذه المؤسسة لواء قضية وتنتصر لها، فهذا ما كانت عليه المنار طيلة سنوات عملها منذ انطلاقتها حتى اليوم”.

: “تستحق المنار أن تكرم بشخص مديرها العام الحاج إبراهيم فرحات وطاقمها الإعلامي والإداري وكلّ العاملين فيها. نعم، تستحق ذلك لأن العاملين لنشر ثقافة المقاومة والصراع يستحقون أكثر من التكريم، إنهم جنود في ساحة صراع الكلمة والموقف وفي ساحة المواجهة ضد العدو الصهيوني، لأجل كلّ ذلك أراد الحزب السوري القومي الاجتماعي تكريم المنار عربون وفاء لكل من يلتزم نهج الصراع والمقاومة”.

وختم: “باسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وقيادته المركزية وعمدة الإعلام التي نظمت هذا اللقاء، نتوجه بالتحية إلى قناة المنار ومديرها العام الحاج إبراهيم فرحات وكل العاملين فيها، آملين في أن تبقى صوتا للحق والحرية، وشعلة مضيئة لا تنطفئ”.

وألقى المدير العام لقناة “المنار” كلمة قال فيها: “نقف اليوم في حفل لتكريم الكلمة، بمبادرة كريمة من الإخوة في قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي. إنه تكريم لمدرسة إعلامية، أرست قواعد ومفاهيم قائمة على المبادئ الإنسانية والأخلاقية، وعلى رأسها نصرة المظلومين ومساندة قضاياهم، وتحشيد إمكانات الأمة في النهوض والمواجهة مع كلّ غازٍ ومحتلّ، حاملة لقيَم العزة والكرامة والفضيلة والأخلاق في مواجهة ثقافة الانحلال والهزيمة والخضوع”.

“لم تكن المنار يوما، إلا مؤسسة إعلامية رسالية وضعت لنفسها ميثاقا يؤكد ثقافة الحوار والتلاقي بين الشعوب والحضارات والثقافات والأديان، ووضعت في رأس اهتماماتها قضية الشعب الفلسطيني واعتبارها قضية الأمة الأولى ووجوب الوقوف الى جانب شعبها وحقه في استعادة كامل أرضه المحتلة وحقه في تقرير مصيره، وهي إذ حرصت على تقديم هوية لبنان العربية بأصالتها، وعملت لتعزيز ثقافة الوحدة والمشترك بين أبنائه والدفاع عن حقهم في حماية وطنهم والسيادة على أرضهم وحرية قرارهم واستقلال بلدهم. اهتمت المنار بنشر الثقافة التي تعزز السلم الأهلي في مواجهة ثقافة التشرذم والتعصب والانغلاق”.

و “نحن نؤمن بأن لبنان القوي هو لبنان العزيز المقتدِر، الذي يستطيع أن يحفظ سيادته وينهض باقتصاده، في حال توافرت الإرادة والعزم على أن يضع مصالح أبنائه فوق أي مصلحة، ولكن للأسف فإن ذلك لم يكن موضع إجماع، فهناك من يقدس جلاديه وينحني أمام رغباتهم وتوجيهاتهم التي أوصلت لبنان إلى هذا الانهيار، بفعل سياسة العقوبات والحصار المالي والاقتصادي، بدل أن نستفيد من الكثير من الفرص التي أتيحت لنا ومن دول عدة وشركات كبيرة وبإمكانات ومشاريع واعدة بالنهوض في مواجهة الأزمة، لكن من بيدهم الأمور كانوا عاجزين عن الاستفادة من الفرص المتاحة، مع العلم أنّ البديل الآخر هو الانهيار، فاختاروا عن وعي أو غير وعي انهيار المؤسسات المالية والمصرفية والاقتصادية على أن يكونوا أسياد قرارهم، ولو فعلوها لكان التاريخ أنصفهم ووضعهم في مصاف الأبطال”.

و: “هذه مشكلة لبنان التاريخية الناشئة من النظرة له كوظيفة وليس كرسالة، فالتنظير لثقافة قوة لبنان في ضعفه كانت مسمارا في جسده، في حين أنّ هناك من نهض بلبنان وآمن بعناصر قوّته، وقدّم الدليل تلو الدليل، من طرد الاحتلال عام 2000 وتحرير الأرض وعودة المؤسسات واكتمال بنية الدولة وأخذ دورها على كامل أراضيها، ولكن الفرص تمرّ عند البعض كمرّ السحاب، ومع ذلك ما زلنا نرى أنّ هناك ضوءاً في نهاية النفق يمكن التعويل عليه في حال اعتمدنا على أنفسنا، وقدراتنا في بناء وطننا واقتصادنا. لدى اللبنانيين الطاقات المبدعة لذلك، ولكن هذا يحتاج إلى ثقة بالنفس والإيمان بالوطن، والاستعداد للتضحية في سبيله وتوحيد إرادة أبنائه في النهوض”.

وقال: “لأنها كانت المنبر والحامل لهذه القضايا، تعرضت المنار لحملة كبيرة بدأت عام 2002 من قبل العدو الإسرائيلي وتوسعت وتعاظمت لتشمل أميركا وأوروبا، وبدأت سياسة المنع والحجب عن الأقمار الإصطناعية وتلتها العقوبات القانونية والمالية، ووصلت إلى الأقمار المملوكة من قبل بعض بني جلدتنا عام 2015 و2016، وسبق ذلك تدمير مبناها في عدوان 2006 بهدف إسكاتها. ورغم هذه الحملة العالمية، إلا أن المنار صمدت وبقي صوتها يصدح وصورتها تشع بتقديم النموذج الذي تحمله، رغم محاولات التشويه والتضليل والفبركة. ولم يفت ذلك من عضدها، بل كان محفزا على المواجهة، فنحن قوم نجوهر في المعارك والأزمات والتحديات، وكنا دوما نعي حجم الدور الذي نقوم به وحجم أهميته وأهمية المحافظة على ارتقائه وتطوره، لأنه يعبر عن تألق نموذج المقاومة”.

أضاف: “بالتوازي كنا نعمل دائما على التحديث والتطوير ورعاية بناء القدرات والطاقات، واضعين نصب أعيننا الاحتراف الكامل، مستندين على إنجازات تم تحقيقها بتوسع الهوامش السياسية الإعلامية وباعتماد سياسة المواكبة والمبادرة والجرأة في مقاربة الأحداث والملفات بمهنية عالية، وهذا أقل ما يمكن في ظل ما نشهده من حرب على الوعي تستهدف أمتنا ومجتمعاتنا لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالحروب العسكرية، وكما كانت سرديتنا وكلمتنا حاضرة وصادقة في كل الحروب التي تعرض لها بلدنا، إن شاء الله ستبقى كلمتنا حاضرة وصادقة لأنها تعبّر عن ثقافة الحق والفطرة الإنسانية في مواجهة ثقافة الأنانية والإنحلال، وسنبقى ندعو ونشجع على الحوار والتلاقي والتسامح، ووحدة المجتمع وتحشيد إمكاناته في النهوض”.

في نهاية الاحتفال، تمّ تسليم المدير العام ل”المنار” درعا تكريمية عربون شكر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى