برنامج فرنجية: وهن سيادي واقتصادي
مؤتمره الصحفي من بكركي الذي اطلق فيه ما يشبه برنامجه الانتخابي، لم يرفع رئيس تيار المرده سليمان فرنجية السقف كثيرا، ولا كبّر حجر الرهانات، مجيبا بـ”واقعية” على الاسئلة التي طرحت عليه. غير ان هذه الواقعية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لم تلعب لصالحه لا في الداخل ولا في الخارج، وزادت منسوب عدم الحماسة التي ينظر بها خصومه أصلا، الى ترشيحه.
ففي ملف سلاح حزب الله، قال فرنجية: علاقتي الشخصية مع الحزب أسخّرها لمصلحة البلد. بالنسبة الى موضوع السلاح نحن مع الدعوة لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية”. وتعهّد ان يدعو الى “حوار وطني حول الإستراتيجية الدفاعية”.
لكن هل تكفي الدعوة الى الحوار كي تُحلّ مسألة بحجم السلاح؟ وهل يكفي هذا التعهّد لاقناع الدول الخليجية والعربية وايضا المعارضة في الداخل، بدعم ترشيح فرنجية؟ ام ان المطلوب التعهد بأنه وخلال الفترة المقبلة، سيعمل فرنجية لئلا يبقى فوق الاراضي اللبنانية سلاح الا سلاح القوى الشرعية، بما يضع حدا للمربعات الامنية وللدويلات ويوقف مسار تحويل لبنان منصة صواريخ، ويُظهر تقيّد لبنان بالقرارات الاممية الصادرة عن مجلس الامن الدولي؟
اما في قضية النازحين السوريين، فقال “النازحون السوريون من اولويات اي عهد، فكيف اذا كنت انا رئيسا للبلاد. وصلت الوقاحة الى حد القول انني انا من ادخلتهم الى لبنان ونسي البعض انني ضد وجود النازحين في لبنان، وهذا الملف لا يعالج بالمزايدات هذا الملف يعالج بالمسؤولية الوطنية وهو وضع اليوم على سكة صحيحة وبالتالي تنظيمه يعيد النازحين الى سوريا. علاقتي الشخصية مع الرئيس الأسد اسخرها لمصلحة البلد واعادة النازحين، وليس صحيحا ان الاسد لا يريد عودة النازحين بل المجتمع الدولي يعقد هذا المسار”.
هنا ايضا، تسأل المصادر، لماذا يعطي الاسد فرنجية، ما لم يعطه للرئيس السابق ميشال عون؟
ثالثا، على الصعيد الاقتصادي، فصل فرنجية بين موقفه من صندوق النقد الدولي وموقف حزب الله الرافض للتعاون معه، فأعلن “انا اقول كيف سأتصرف مع الحزب الذي قد لا يعطيني شيئا، وعندها سأقول انه لم يعطني. انا مع المفاوضة مع صندوق النقد وانا في علاقتي مع الحزب سيكون هناك مشروع سنعمل عليه، وبكل بساطة، سنقول الأمور كما هي. هذا هو الواقع. انا لا اعطي اوامر والحزب يمشي بها كذلك الحزب لا يعطي اوامر وانا امشي بها”.
لكن ماذا لو لم يعط الحزب فرنجية ما يريد، وعرقل مسار الاتفاق مع صندوق النقد الذي يُعتبر في المنظار الدولي، ممرا اساسيا لاي دعم او مساعدات خارجية للبنان المنهار؟! وهل ان ما قاله فرنجية في هذا الخصوص، يُطمئن ام يثير القلق من تحوُّل العهد عربة يجرها حصانان كلّ في اتجاه؟ الحكم للرأي العام المحلي وللقوى الخارجية التي رأى فرنجية ان اتفاقها يرفع أسهمَه الرئاسية،