متفرقات

مدرب رياضة يتحرش جنسياً بأطفال قاصرين.

أصدرت الهيئة الإتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضوية المستشارين جوزف بو سليمان ومحمد شهاب منتدباً، قراراً قضى باتهام المدعى عليه محمد.ش بإقدامه على التحرش جنسياً بعدد من الأطفال القاصرين الذين يقوم بتدريبهم على لعبة كرة القدم في ملاعب قصقص، وأحالته على محكمة الجنايات في بيروت سنداً الى الجناية المنصوص عليها في المادة 509 من قانون العقوبات.
وقد ورد في متن القرار الوقائع الآتية:

“لدى التدقيق والمذاكرة، وبعد الاطلاع على تقرير النيابة العامة الإستئنافية في بيروت تاريخ 23\5\2023،
الذي تطلب بموجبه إتهام المدعى عليه :
– محمد. ش (مواليد1973 سوري) أُوقف بإشارة النيابة العامة بتاريخ 28\4\2023، ووجاهياً بتاريخ 11\5\2023، ولا يزال، بالجناية المنصوص عليها في المادة 509/عقوبات،
والظنّ به بجنحة المادة 36/ أجانب، وإتباع الجنحة بالجناية للتلازم،
و بعد الاطلاع على القرار الظني الصادر عن قاضي التحقيق في بيروت بتاريخ 19\5\2023، وعلى مطالعة النيابة العامة الإستئنافية في بيروت في الأساس تاريخ 18\5\2023،
وعلى أوراق الملف كافة، وبنتيجة التحقيق تبيّن أنه،
بناء على إتصالٍ ورد من غرفة عمليات بيروت يفيد بإقدام مدرّب كرة القدم في ملاعب قصقص المدعى عليه محمد. ش على التحرّش بأحد الأولاد، باشر عناصر فصيلة درك، طريق الشام، تحقيقاتهم بالأمر بموجب محضر وانتقلوا على رأس دورية إلى المكان المذكور. وبوصولهم، شاهدوا عدداً من سكان المحلّة متجمهرين حول المدّعى عليه، ومن بينهم ج. والد القاصر المتحرَش به م. المولود بتاريخ 9\1\2009.
وباتصال عناصر الفصيلة بالمحامي العام الإستئنافي في بيروت، أشار بختم المحضر بحالته الراهنة واعتباره محضر معلومات وإحالته على نيابته بواسطة مكتب مكافحة الإتجار بالبشر وحماية الآداب العامة، وتنظيم محضر على حدة بجرم إقامة غير مشروعة بحق المدعى عليه الذي اعترف في معرضه بإهماله تجديد بطاقة إقامته.
وخلال التحقيق الذي باشره عناصر مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب العامة بتاريخ 28\4\2023، أفاد المدعى عليه محمد. ش أنه عامل يومي في ملاعب قصقص ومدرّب رياضيّ، وأنه أثناء وجوده في الملعب، حضر والد القاصر م. الذي يقوم بتدريبه، وبرفقته عدد من الشبان، واتهموه بأنه يقوم بأعمال مخلّة بالآداب مع القاصر المذكور، وعمدوا إلى ضربه، ثم حضرت دورية من المعلومات عملت على تسليمه إلى فصيلة درك طريق الشام، مضيفاً أن القاصر م. يتدرّب معه منذ حوالي السنة تقريباً، وصار مؤخراً يلعب بمفرده في ملعبٍ آخر بسبب الشكاوى التي وردت بحقّه نتيجة ركله اللاعبين، وأكّد بأنه لم يشاهده منذ حوالي سبعة أشهر نافياً تحرّشه به. وأوضح أنه يُدرّب الكثير من الأولاد ويقوم بعمله هذا منذ حوالي 19 عاماً، وأنه معروف في المحلّة من الجميع.
وبسؤاله عن تنظيم محضرٍ سابقٍ في حقّه بجرم تحرش جنسي، أجاب أنه خلال العام 2016 حضرت دورية أمنية وأخذت كامل هويته وذلك بسبب قيام أحد العمال من التابعية السودانية وإسمه أسامة بالتحرّش بأحد القاصرين وهربه من بعدها، مؤكداً أنه على استعداد لمواجهة القاصر م..
وبالإستماع إلى القاصر م.، بحضور مندوب الأحداث حسين نايف، أفاد أنه بتاريخ 28\4\2023 طلب منه والده الذهاب إلى ملعب كرة القدم في محلّة قصقص لكنه رفض ذلك، ولدى سؤال والده عن سبب رفضه أجابه بأن المدعى عليه يقوم بالتحرّش به، موضحاً أنه بدأ بالذهاب إلى محلّة قصقص في شهر تموز من العام 2022 حيث التقى هناك بالمدعى عليه، الذي بدأ بتدريبه مع عددٍ من الأولاد، وأنه في بعض الأوقات وبعد انتهاء التدريبات، كان المدعى عليه يقوم بنقله بواسطة دراجته النارية خوفاً من تعرضّه للدهس، وأنه كان يشعر بأن المدعى عليه يتحرّش به أثناء صعوده خلفه على الدراجة النارية، مضيفاً أنه في أواخر العام 2022، طلب المدعى عليه منه الدخول معه إلى غرفة الناطور حيث عمد هناك إلى تقبيله، وخلَعَ سرواله وطلب منه القيام بأعمال منافية للحشمة وبعدها خرجا إلى الملعب وأكملا التدريبات، ثم قام بإيصاله إلى المنزل بواسطة دراجته النارية حيث عمد أيضاً إلى إثارته جنسياً، مضيفاً أنه في منتصف شهر كانون الثاني من العام الجاري، دخل مع المدعى عليه إلى ذات الغرفة، حيث أقدم الأخير على خلع ملابسه وطلبَ منه فعل ذات الأمر، إلا أنه رفض الأمر، فأقدم عندها المدعى عليه على القيام بأعمال مخلّة معه ومن ثم عادا إلى التدريب، وأنه في بداية شهر شباط وأثناء وجوده بمفرده، طلب منه المدعى عليه القيام بالأعمال ذاتها. وأضاف القاصر أنه بعد ذلك لم يعد يذهب إلى ملعب كرة القدم باستمرار، وعند سؤال المدعى عليه له عن سبب غيابه، كان يجيبه بسبب الدراسة، موضحاً ان تلك الأمور حصلت من دون إكراه أو ضغط من المدعى عليه الذي لم يهدده لدى قيامه بها، وهو كان يطلب منه الحضور معه ولم يكن يتردد في الذهاب كونه لديه شعور الإستطلاع، وأن عدم إخباره والده عمّا حصل معه سببه أنه لا يميّز بين الصح والخطأ، كما أن والده عصبي بعض الشيء، مؤكداً بأنه لا يوجد خلافات بين والده وبين المدعى عليه الذي أشار الى أن ما ورد في أفادة القاصر غير صحيح وأنه مستعد لمواجهته.
وتبيّن أن والد القاصر م. اتخذ صفة الإدعاء الشخصي في حق المدعى عليه بجرم التحرش.
وخلال المقابلة المجراة بين المدعى عليه والقاصر بحضور مندوب الأحداث، أكّد المدعى عليه على أقواله، نافياً تحرّشه بالقاصر م.، ومضيفاً بأن الأخير كان يحضر قبل رفاقه إلى التمارين ويذهب برفقته لمشاهدة الكلاب التي يقوم بتربيتها، بينما أصّر م. على تحرّش المدعى عليه به عن طريق المداعبة، مقرّاً بقيامه بمداعبة المدعى عليه أيضاً، وأكّد بأن الأخير عليه تحرّش به ثلاث مرّات.
وتبيّن أن القائمين بالتحقيق استحصلوا على صورة عن المحضر رقم 1133\302 تاريخ 26\9\2016 المنظّم من قبلهم، والذي تبيّن منه أنه وردت رسالة خطيّة تفيد بأن المدعى عليه محمد.ش يغتصب الأولاد الذين يقوم بتدريبهم داخل غرفته، وأن من هؤلاء الأولاد المدعو ع.ب الذي لم يتمكن عناصر المكتب حينها من التواصل معه، كما لم يتمكنوا من تأكيد المعلومات التي تُفيد بقيام المدعى عليه بالتحرّش بالأطفال، وقد جرى ختم التحقيق حينها والإكتفاء بتدوين كامل هوية المدعى عليه.
وتبين لاحقاً أن القائمين بالتحقيق عادوا وتمكّنوا من التواصل مع صاحب أحد الهواتف الذي أكّد بأنه يدعى ع.ب، وانه كان يلعب في ملاعب قصقص.
وبالإستماع إليه، أفاد ع.ب أنه مولودٌ بتاريخ 14\7\2000، وأنه بدأ لعب كرة القدم في ملاعب قصقص بعمر تسع سنوات لغاية عمر \16\ سنة، وأنه خلال العام 2016 سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية وعاد في العام 2017، مضيفاً أن المدعى عليه كان يدربّه على لعبة كرة القدم منذ العام 2009، وعندما أصبح بعمر 12 سنة، صار يتقرّب منه ويخبره أن لديه مستقبلاً، وكان يعده بالسفر واللعب لصالح أندية أجنبية. وفي العام 2013، بدأ المدعى عليه يتودّد إليه وعمد إلى إدخاله إلى غرفته وبدأ بملامسته في أماكن حساسة من جسمه، وأن هذا الفعل تكرّر خلال مدة سنتين، مضيفاً بأنه لم يُخبر أحداً في حينه وأنه كان يستلّذ بتلك الأمور، كما أضاف بأن المدعى عليه كان يقوم في بعض الأحيان بإيصاله إلى منزله بواسطة دراجته النارية، وأثناء الطريق كان يعمد إلى القيام بأعمال مشينة معه، مضيفاً أنه خلال العام 2014 قام المدعى عليه بمداعبته، كما وبمداعبة قاصر آخر يدعى ع.ح.

وبالإستماع مجدداً إلى المدعى عليه، أفاد بأن ما ورد في إفادة ع.ب غير صحيح على الإطلاق، وأنه كان بالفعل يدرّبه خلال العام 2013، وأنه أثناء توجهه إلى الغرفة الخاصة به شاهده برفقة المدعو ع.ح في وضع مشبوه.

وخلال التحقيق الإستنطاقي، أنكر المدعى عليه ما هو منسوب إليه، مضيفاً أنه لا يوجد أيّ خلاف بينه وبين القاصر، ومؤكداً أن ما ورد في إفادة ع.ب غير صحيح.

بناءً على كل ما تقدّم من وقائع، قرّرت الهيئة بالإتفاق:

– أولاً: إتهام المدعى عليه محمد.ش بالجناية المنصوص عليها في المادة 509/ عقوبات وإصدار مذكرة إلقاء قبض في حقه، وإحالته على محكمة الجنايات في بيروت لأجل محاكمته بما إتُهم به، وإحضاره إلى محل التوقيف الكائن لديها.

-ثانياً: الظنّ به بالجنحة المنصوص عليها في المادة 36 أجانب.

ثالثاً: إتباع الجنحة بالجناية للتلازم.

– رابعاً: تدريك المدعى عليه الرسوم والنفقات كافة.

– خامساً: إيداع الملف مرجعه الصالح بواسطة جانب النيابة العامة الإستئنافية في بيروت.٩

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى