رسالة من الدكتور جيلبير المجبِّرْ الى صاحب الغبطة …..
صاحب الغبطة أخشى تضليل وإستغلال الصرح
صاحب الغبطة يلزم الأمر حاليًا الإهتمام بشأن السياسة إهتماما بالغا بأن تعيّن لجانًا خاصة لأجل تفهم السياسة التي تُطرح من خلال الصرح ، وخصوصًا التيارات التي تستغل طيبة قلوبكم ونقاوة أفكاركم خصوصًا انها تأخذ في النمو في هذه المرحلة من خلال المطالبات التي تحمل في طيّاتها أفكارًا قد تكون سيئة للغاية ومحتملات للمستقبل من شأنها أن تحمل تناقضات فكرية لا طاقة للموارنة على تحمّلها في هذه المرحلة.
صاحب الغبطة تفاجأت عندما علمتُ أن هناك مؤتمرًا سيعقد في بكركي بتاريخ 29 شباط 2024 تحت عنوان إلغاء مذهبية الرئاسات وإنتخاب رئيس من الشعب حيث ورد في وثيقة لقاء الهوية والسيادة “ملتقى وطني”! رؤية جديدة ل لبنان الغد دولة مدنية لا مركزية حيادية وهي تحمل إقتراحات تغيير الدستور منها إنتخاب رئيس للجمهورية من الشعب ، إلغاء مذهبية كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ، وإنشاء مجلس الشيوخ من دون حصر طائفة رئيسه أو مذهبة بفئة كما إلغاء المذهبية في كافة إدارات الدولة ، إضاة الى المطالبة بنوع موّسع من اللامركزية الإدارية وإقرار قانون إنتخابات نيابية جديد وحياد لبنان ، وهذه مطالبات تتناقض والدستور وهي بحاجة إلى درس وتمحيص وإعتبرها لزوم ما لا يلزم.
صاحب الغبطة من حق الناشطين السياسيين إعداد دراسات وعرضها على المجتمع وعلى المثقفين وعلى رجال الدين ، هذه الرغبات والدراسات تمّ طرحها في العديد من المناسبات في مؤتمرات عقدتْ في لبنان أو خارجه كما أود تذكيركم بعشاء السفارة السويسرية ، نحن في وقت لا يتساوى فيه القوي مع الضعيف، ومن الواضح أنّ الأقوى على الساحة السياسية في لبنان بإستطاعته فرض شروطه ورؤيته ومواضيعه على الأضعف ونحن وأنتم في مرحة الصعف والهوان ، ولهذا يُحاول البعض طرح هكذا مواضيع لأنه الفريق القوي والمستقوي بعلاقاته الإقليمية وسلاحه على حساب المكونات اللبنانية خاصة المسيحيين و تحديدًا الموارنة منهم .
صاحب الغبطة إننا نعيش في ظرف قاهر غيرعادي وإستثنائي لا بل وضع دائم التفكُكْ والمستمر في التدهور على كافة المستويات ومنها السياسية الأمنية الإقتصادية المالية الإجتماعية ونحن في مرحلة دون أفق والهدف من كل هذه الطروحات ومنها ما توّدون إثارته في التاريخ المشار إليه أعلاه تحقيق مبتغى وأهداف الإستراتيجية لهذا الفريق الذي يسعى الإطباق على ما تبقّى من صيغة العيش المشترك ومن دولة لبنان الكبير دولة العام 1920 .
صاحب الغبطة إيّاكم الوقوع في هذا الخطأ القاتل وما يقوله الوزير السابق يوسف سلامه من أن لبنان لم يعد قادرًا على الإستمرار بالصيغ والسياسات المتوارثة …. نحن منفتحون على كل تطوير وأفكار جديدة يلتقي عليها اللبنانيون ، في هذا المجال أطرح سؤالي على غبطتكم بإسم من سيتكلم الوزير سلامة في 29 شباط هل بإسمه أو بإسم الصرح المُضيف ؟! لا يا صاحب الغبطة إنّ المشكلة الحقيقية هي في تعطيل الدستور وعدم تطبيق بنوده لإظهار المشكلة تكمن في الدستور لا فيمن يعطله . تيّقظ يا صاحب الغبطة من كل ما سيُطرح … أعرف تمامًا أنك تريد حلاً ولكن لا نقبل أن يكون الحل على حساب الدستور ووطني لبنان وشعبي الأبيّْ إستقصوا عن المواضيع التي ستطرح قبل فوات الأوان وغاياتها وأهدافها ، لا ينفع الندم والتنكُّر .
صاحب الغبطة الحل في تطبيق الدستور الحالي وحماية وتفعيل المؤسسات الدستورية والحكومية والإدارية وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية متعاون مع رئيس الحكومة يشكلان نموذجًا صارخًا في وجه كل هؤلاء الإنتهازيين الذين يُحاولون الإصطياد في الماء العكر وإستغلال طيبتكم وعدم إختصاصكم في الأمور السياسية . اللازم يا صاحب الغبطة تحكيم العقل وتجنّبوا المُضلِيلين والإستغلاليين ، وشكرا .
إبنكم : الدكتور جيلبير المجبِّرْ