صحة ورياضة

أولوية الصحة والدواء: ضبط الجودة ودعم المتضرّرين

يمرّ القطاع الصحي في لبنان بظروف صعبة تضعه في مواجهة تداعيات قاتلة، وعلى أبواب العام الجديد، تزداد الآمال بتحقيق إصلاحات جذرية تحسّن  واقع القطاع.

وتتصدر الأولويات ضمان جودة الأدوية، مكافحة التهريب والتزوير، وتقديم الدعم للصيدليات المتضررة من جراء الأزمات المتلاحقة والحرب. ورغم التحديات التي تعترض مسار الإصلاح، فإن الجهود مستمرة لتعزيز الشفافية والشراكة بين مختلف الأطراف في هذا القطاع الحيوي.

وفي هذا السياق، شدد نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلّوم على أهمية تسجيل الأدوية كخطوة أساسية لضمان ضبط نوعيتها ومنع التهريب والتزوير وبعدما باتت الحدود البرية تحت السيطرة، والحدود الجوية والبحرية خاضعة لسلطة الدولة اللبنانية، لا مبرر لاستمرار عمليات التهريب.

وأكد سلوم لـ “نداء الوطن” أن تسجيل الأدوية ضرورة ملحّة لتجنب دخول أدوية متدنية الجودة إلى السوق اللبنانية. من هنا، طالب “بتفعيل الوكالة المستقلة لتسجيل الدواء (LDA)، التي أقرّ مجلس النواب قانونها منذ ثلاث سنوات، إلا أن الحكومة لم تصدر المراسيم التطبيقية الخاصة بها حتى الآن لأسباب غير واضحة”.

وأضاف سلوم أن “الوكالة المستقلة يُفترض أن تراقب جودة الأدوية والمواد الأولية للصناعة المحلية والمتممات الغذائية، وتسعّرها بشفافية. كما يجب إعطاء الأولوية لأدوية مرضى السرطان، مع تأكيد ضرورة توفيرها لجميع المرضى من دون استبدالها بأدوية أقل جودة استجابة لبعض الضغوط الدولية”.

وعن أدوية الأمراض المستعصية، أشار إلى أن “الانقطاع الجزئي والمتقطع لهذه الأدوية منذ عام 2019 يستوجب تنسيقاً حقيقياً مع الحكومة الجديدة لوضع حلول عملية تضمن تأمين هذه الأدوية بشكل مستمر ومدعوم، مع الالتزام بالمعايير الدولية، خاصة لأدوية السرطان والتصلب اللويحي”.

دعم الصيدليات المتضررة

في سياق متصل، أعلن سلّوم عن تلقي تبرع بقيمة 10,000 دولار من شركة L Pharm لدعم الصيدليات المتضررة جراء الحرب الإسرائيلية على الجنوب، والتي يبلغ عددها نحو 400 صيدلية متضررة بشكل كامل أو جزئي. وقد أودع المبلغ في حساب مخصص في بنك بلوم.

وقد وجه الشكر للمتبرع أحمد لاوند والدكتور زياد الحاج شحاده على هذه المبادرة، داعياً شركات ومصانع الأدوية إلى تقديم مساعدات مشابهة لتعزيز الشراكة في قطاع الدواء.

وأكد أن التبرعات ستوزع بطريقة عادلة بناءً على حجم الأضرار، مع إعلان تفاصيل عن المستفيدين لاحقاً.

بين دعوات لضبط جودة الأدوية ومكافحة التهريب ودعم الصيدليات المتضررة، يبقى قطاع الصحة في لبنان بحاجة إلى شراكة حقيقية وإرادة صادقة لتحقيق إصلاح شامل. إن هذه الخطوات تمثل أساساً لتحقيق العدالة الصحية وضمان كرامة المريض في مواجهة التحديات الراهنة.

ريشار حرفوش- “نداء الوطن”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى