مخالفة فاضحة لاتفاق وقف النار… إسرائيل ترفض الانسحاب من خمس نقاط جنوباً
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: سلك البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى طريقه الى المجلس النيابي لتنال الثقة على أساسه، بعد إقراره في اجتماع مجلس الوزراء، مساء أمس، وتتضمن إلتزام الحكومة “تحرير الاراضي اللبنانية والتزام تنفيذ القرار 1701 واحتكار السلاح بيد الدولة”، وفق ما ورد في خطاب القسم.
وفيما تتجه الأنظار اليوم نحو الجنوب ترقباً لتنفيذ إسرائيل إتفاق وقف إطلاق النار الذي أقر في 27 تشرين الثاني 2024، وتم تمديده حتى صباح اليوم 18 شباط، وما إذا كانت ضغوط الدول الراعية لاتفاق وقف النار ستنجح بإلزام جيش العدو الإنسحاب من كامل الأراضي المحتلة أم ستبقى على تمركزها في نقاط المراقبة الخمس التي أعلن عنها.
حيث بات من المتوقع ان يعلن الرئيس جوزف عون موقفا حاسما بهذا الخصوص، حيث أعلن عن تخوفه من عدم تحقيق الانسحاب الكامل، معتبرا ان العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له. وقال أمام وفد وفد نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي وعضوية أعضاء النقابة الذي زار بعبدا مهنئا بانتخابه، إن “الردّ اللبناني سيكون من خلال موقف وطني موحد وجامع”. وقال: “ان الجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون وهو مسؤول عن حماية الحدود وجاهز لهذه المهمة واذا قصر فحاسبونا”، كاشفا اننا “نعمل دبلوماسيا لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ولن اقبل بأن يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية”. وإذ شدد الرئيس عون على ان لا خوف من فتنة طائفية في لبنان او انقسام في صفوف الجيش لان “مهمته مقدسة”، فانه اعتبر ان سلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون. واكد ان الحرية مسؤولية واذا لم تكن كذلك تصبح فوضى، داعياً الى عدم اثارة النعرات الطائفية او النيل من الدول الشقيقة والصديقة، مشددا على ان إعادة الاعمار ستشمل كل المناطق التي دمرت “ونحن نرحب بأي مساعدة غير مشروطة من أي جهة أتت”.
في سياق متصل، أعطى الرئيس توجيهات صارمة لعدم التهاون أو السماح بإقفال الطريق المؤدية الى المطار، خلال ترؤسه اجتماعا خصص للبحث في تطورات وضع المطار ومنع هبوط الطائرات الإيرانية، حيث “أثنى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء على عمل الأجهزة العسكرية والأمنية للمحافظة على الأمن المحيط بالمطار وإبقاء الطريق المؤدية إليه سالكة، وعدم التهاون أو السماح بإقفال طريق المطار والمحافظة على الأملاك العامة، كما تم تكليف وزير الخارجية والمغتربين متابعة الاتصالات الديبلوماسية لمعالجة مسألة الرحلات الجوية بين طهران وبيروت وتأمين عودة المسافرين اللبنانيين الذين ما زالوا في إيران، والتأكيد على التدابير والاجراءات المتّبعة في تفتيش الطائرات كافة وتكليف جهاز أمن المطار متابعة الالتزام بالتوجيهات اللازمة، وتكليف وزير الاشغال العامة والنقل تمديد مهلة تعليق الرحلات من وإلى إيران”.
وفي سياق منع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، أشار الرئيس وليد جنبلاط بعد زيارته الرئيس نبيه بري في عين التينة يرافقه الوزير وائل أبوفاعور، أنّه “بانتظار منح الثقة للحكومة الجديدة، يجب ألا يحمّل وزير الأشغال تبعات كلّ أمر بما يتعلق بالطائرات الايرانية، فالموضوع واضح حيث أن وزير الأشغال يتحمّل مسؤولية تقنية الطائرات، إنما موضوع التفتيش والتحقق من أي مواد أو تهريب يعود إلى وزارة الداخلية من خلال جهاز أمن المطار ولا مانع من كلّ إجراءات التفتيش، وكفى مزايدات سياسية في هذا الشأن”.
واعتبرَ جنبلاط أن الموضوع الأخطر في الاتفاق الذي وقع بين لبنان وإسرائيل عبر الامم المتحدة، لافتاً إلى أن بقاء الاحتلال بالتلال الخمس مخالف لاتفاق وقف إطلاق النار.
البيان الوزاري
وفي العودة الى إقرار البيان الوزاري، أعلن وزير الإعلام بول مرقص، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أن الرئيس جوزف عون شكر اللجنة الوزارية المكلفة بصياغة البيان الوزاري، منوهًا بسرعة إنجازها، مشيرًا إلى أن البيان يتضمن نحو 80% من اتفاق الطائف و20% من خطاب القسم.
وأكد مرقص أن الحكومة تلتزم بتحرير كافة الأراضي اللبنانية، واحتكار الدولة لحمل السلاح وبسط سيادتها الكاملة، مع التزامها بتنفيذ القرار 1701 بالكامل. كما شدد على ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المحاور، وإطلاق حوار جاد مع سوريا لضمان عودة النازحين السوريين، وعدم استخدام لبنان كمنصة لإطلاق تصريحات ضد دول شقيقة.
وأشار إلى التزام الحكومة بالتدقيق الجنائي والمحاسبي في الإدارات والمؤسسات العامة، وإدخال موضوع الحريات العامة في جدول الأولويات.
وكان مجلس الوزراء قد التأم عند الساعة الرابعة من عصر أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبدعوة وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء
وبحث مجلس الوزراء في مسودة البيان الوزاري للحكومة كما أعدته اللجنة الوزارية لاقراره بصيغته النهائية.
اغتيال مسؤول عسكري في حماس
على صعيد اخر، استهدفت غارة اسرائيلية عند الملعب البلدي في صيدا سيارة المسؤول العسكري في حماس محمد شاهين، واعلن الجيش الإسرائيل “اننا قتلنا قائد عمليات حماس في لبنان بعملية مشتركة مع الشاباك”، مضيفا: “شاهين كان متورطا في إطلاق الصواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي”. وقالت “جيروزاليم بوست” نقلا عن مسؤول إسرائيلي: القيادي المستهدف كان يُخطط لهجوم ضدّ الإسرائيليين.