الانتخابات البلدية… حماسةٌ وبروفا قبل “النيابية”؟
دبّت الحماسة بين اللبنانيين تحضيرًا للانتخابات البلديّة والاختياريّة التي أعلنت حكومة “الإصلاح والإنقاذ” إجراءها في موعدها لا أن تخضع لتمديد رابع.
9 سنوات على الانتخابات الأخيرة، مرّ خلالها لبنان بمعموديّة النار. الكثير تغيّر، أحزاب رفعت من رصيدها السياسي والشعبي وأخرى خسرت، وجوه غابت وأخرى برزت، 1059 بلديّة خاضت معركة البقاء في وجه كورونا والأزمة الاقتصاديّة، ناهيك عن وفاة بعضٍ من أعضائها وليس آخرها الحرب والنزوح.
انتخابات ستكون مفصليّة لجسّ النبض قبل سنة ونصف من الانتخابات النيابية، وللبناء عليها في المرحلة المقبلة، إذا أُقرّ قانون اللامركزية الإداريّة.
أدارت معظم الأحزاب محركاتها وهي تعمل على نسج تحالفات تراعي خصوصية كلّ منطقة. “التيار الوطنيّ الحرّ” الذي يتمنّى ويُطالب بإجراء الانتخابات في موعدها، يُعلن نائبه أسعد درغام أنّ التحضيرات للإنتخابات بدأت. ويضيف في حديث لموقع mtv: “الطابع العائلي سيكون غالبًا في معظم البلدات، و”التيار” سيكون حاضرًا لخوض الانتخابات في المدن الكبرى التي تملك طابعاً سياسيّاً وسيقيّم التحالفات تبعًا للأجواء والظروف”.
يعوّل “القوات اللبنانية” على الانتخابات البلدية لاعتباره أنّ أي نهج إصلاحي يبدأ من السلطة المحليّة. ويلفت مصدر قواتي لموقع mtv إلى أنّ “الحزب لم يبدأ اليوم بالتحضيرات إنّما من العام 2023 أي قبل اتخاذ مجلس النواب قرار التمديد للبلديات والذي عارضناه لأنّ الحجج التي قُدّمت يومها كانت ساقطة”. عين “القوات” على خوض الانتخابات وتأمين اتحادات بلديات متجانسة قادرة على اتخاذ قرار والعمل على تنفيذه، إلّا أنّ “الحزب” لن يتحالف مع فاسد، على حدّ تعبير المصدر. ويوضح: “لكلّ منطقة خصوصيتها وسننسج تحالفات مع أشخاص تشبهنا في الفكر والنهج الإصلاحي”.
الأمر عينه بالنسبة الى حزب “الكتائب” الذي بدأ يستطلع الأجواء في البلدات ويدرس تحالفاته.
في خطابه الأخير توجّه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى جمهور تيار “المستقبل” بالقول “إنه سيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية”، وأوّلها الانتخابات البلديّة التي قد تشكّل بابًا لعودة التيار الأزرق إلى الساحة السياسية فعليًّا.
وستشارك “كتلة الاعتدال” في الانتخابات البلدية، لكنّ الأمور ليست واضحة من ناحية التحالفات”، وفق ما يؤكّد مصدر من الكتلة لموقع mtv.
أمّا بعض الأحزاب الأخرى، فتتريّث حتى تتوضّح الصورة داخليًّا وإصدار الحكومة مرسوم إجراء الانتخابات في أيّار.
تركت الحرب الإسرائيليّة آثارها على البلدات الجنوبيّة وغيرها من مناطق أخرى في البقاع والضاحية الجنوبية حيث الحضور الأكبر لـ”حزب الله” و”حركة أمل”، ليبقى السؤال عمّا إذا كانت ستجري الانتخابات في الجنوب، عبر تأمين مراكز للاقتراع خارج المناطق المدمّرة، أم ستكون ذريعة لتأجيلها؟
المصدر: mtv