هل هي ” قلوب مليانة “
ليتنا نعود يوما إلى رشدنا وتتوقف لغة التخاطب بالسلاح إلى الأبد، فما حدث أمس الخميس في محيط الطيونة وبدارو والشياح بدا مشهدا مقززا لمن تابعه في أصقاع الأرض عبر الفضائيات والمواقع، وكأن الأمر كان مبيتا بين الأطراف حتى لا نقول بين طرفين اثنين .
مشهد لبنان الحضارة والعلم والنور والثقافة غاب أمس واستبدل بمشهد دموي يذكر بحروب “الهكسوس” و”الفايكينغ” وغزوات “هولاكو” و”جنكيزخان”، والكل يريد أن يقتل الكل لقاء رضا “الزعيم” فلماذا لم نفهم حتى الان بأنه ينبغي علينا تقبل بعضنا البعض مهما كانت عيوبنا أو حسناتنا، فلنصلح عيوبنا ولننتبه إلى وطننا الصغير ونجعل منه أيقونة تبث النور إلى العالم بدل مشاهد القتل والحقد والغل، وكل هذا من أجل الأجيال القادمة التي شاهد العالم أمس منها مشهدا كيف يتلطى الأطفال في صفوف المدارس مذهولين مرعوبين غير مصدقين ما يجري، وكان بإمكان رصاصات القتل أن تطالهم لولا العناية الالهية، الجميع يتمنى بأن لا تكون القصة “قلوب مليانة” ولا يقابل الشارع بالشارع وتطوى صورة الحروب إلى الأبد .
سامر الحلبي