النائب فرنجية: نرفض الانتقام السياسي وندعو إلى التوافق والحوار لإنقاذ لبنان
أكد النائب طوني فرنجية أنه فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة، إذا كان الرئيس سلام مع الثورة، فلا يمكن له أن ينتقم من الأحزاب، والتعويل يجب أن يكون أولًا على الداخل.
وقال في حديث تلفزيوني لبرنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مرسيل غانم: “عُرِض على سليمان فرنجية الكثير من الإغراءات حتى لا يدعم الرئيس جوزاف عون، لكنه أصرّ على أن يصل رئيسٌ للجمهورية يملأ الكرسي.”
ولفت إلى أن رئيس الجمهورية كان لديه الرغبة في تمثيل “تيار المردة” في الحكومة، وعرض علينا عددًا من الوزارات، لكن الأمور لم تصل إلى خواتيمها، ونحن لم نتوقّف عند هذا الموضوع، والعلاقة قائمة معه.
وأضاف: “في انتخابنا الرئيس عون، ذهبنا إلى خيار إعادة لبنان إلى الحاضنة العربية، ونحن مستمرون في ترميم علاقة لبنان مع الدول العربية التي نستغرب لماذا أهملتها السلطة في لبنان، وجعلتها تصل إلى ما وصلت إليه.”
وإذ وجّه النائب فرنجية تحيّة إلى الرئيس جوزاف عون الذي يقوم بجهد للتوفيق بين الضغوطات الخارجية والتحدّيات الداخلية، لفت إلى أنه كان لدى الرئيس السابق ميشال عون الفرصة ليكون “فؤاد شهاب” الثاني، لكنه دخل في مرحلة من التعطيل، ما أدى إلى فراغ كبير في الدولة.
ورأى أن التعيينات التي حصلت اليوم غير موفّقة بشكل تام، إذ إن الآلية لم تكن واضحة، والحديث عن جلسة يوم الاثنين لتحديد آليّة لا يبشّر بالخير.
وقال: “بطبيعتي، أنا رجل سلام، لذلك أقول إن الحقد بين السياسيين اللبنانيين لا يمكن أن يؤدّي إلى برّ الأمان.”
وأوضح أن “القوات اللبنانية” و”حزب الله” اجتمعا على طاولة مجلس الوزراء واتّفقا على بيان وزاري.
ولفت إلى أنه خلال الحرب اكتشفنا أن إسرائيل، وللأسف، تتفوّق بالسلاح والتكنولوجيا، لذلك قد يكون الوقت الحالي مناسبًا للدبلوماسية، التي نأمل أن تحقّق النتائج التي تصبّ في مصلحة لبنان.
وقال ردًا على سؤال: “التحدّي الدائم والنية في الافتراء على الآخرين وكل ما تعرّضنا له من حملات إلغاء لن نسكت عليه بعد اليوم، ولكل من يتّهمنا بالمافيا، يجب عليه أن ينظر إلى نفسه وسيرته منذ مرحلة الوجود السوري وحتى اليوم.”
أما فيما يتعلّق بالانتخابات البلدية، فأجاب: “نقول لميشال بك، كما أنك تعرف لغة التحدي، نحن أيضًا نعرف هذه اللغة تمامًا، ولدينا حضورنا ووجودنا في كل قضاء زغرتا، علمًا أن يدنا دائمًا ممدودة للتعاون.”
وأشار إلى أنه في الانتخابات البلدية السابقة، كان النائب ميشال معوض هو من انقلب على الاتّفاق الذي بروحيّته اتفقنا على ألّا يتم استخدام النائب معوض من خلال حلفائه وقودًا ضد “المردة”، لكنه انقلب على هذه الروحية مع بداية عهد الرئيس ميشال عون، عندما وجد أن هناك رغبة في إقصاء “المردة”.
وأكد أنه في الانتخابات البلدية، نريد للمعركة أن تكون إنمائية بامتياز، وأن يكون هناك حضور وازن للشباب ولكل الكفاءات.
وأشار إلى أنه عندما فاز النائب ميشال الدويهي نيابة عن “أسس”، هنّأته، ولكن اليوم، على ما يبدو، يتّجه الدويهي للتحالف مع “القوات”، منقلبًا على من رشّحه وأوصله، لذلك أفضّل في الانتخابات البلدية التحالف والتواصل مع المجتمع المدني في زغرتا بشكل مباشر، لا سيّما من لديه منهم نوايا صافية.
ورأى النائب طوني فرنجية أنه كلبنانيين علينا أن نجلس مع “حزب الله” جميعًا بمحبة، ونتجه معه نحو الدبلوماسية، ونجلس معًا على طاولة واحدة لبناء البلد، موضحًا أن الطائفة الشّيعية تحارب اليوم قوى عظمى نتيجة دخولها في حرب الإسناد، التي لم نوافق عليها، فنحن مع المقاومة في الدفاع عن لبنان.
وأضاف: “اليوم، هناك فئة من اللبنانيين مجروحة، وواجبنا جميعًا أن نقف إلى جانبها، وواجب الدولة الضغط على المجتمع الدولي لدفع إسرائيل إلى الانسحاب وتطبيق القرار 1701.”
وأوضح: “نحن كلبنانيين لم نعد نحتمل دفع ثمن اتفاق القاهرة، وعلى الرغم من اعتبار القضية الفلسطينية مقدسة، إلا أننا لا نريد حرب الآخرين على أرضنا، ولا نريد كلبنانيين أن نحارب دفاعًا عن كل العرب.”
وتابع: “لدينا ملء الثقة بأن الرئيس جوزاف عون لن يفرّط بأي حبة تراب من لبنان.”
وقال: “ملف المرفأ لا يجوز إبقاؤه في ظل التجاذبات السياسية، والكرة في ملعب القاضي بيطار، واليوم في عهد الرئيس جوزاف عون نتمنى أن يكون التحقيق واضحًا وشفافًا أمام كل اللبنانيين.”
ولفت إلى أنه في “كلّنا إرادة” هناك شخصيات ناجحة، وهنا لا بد من القول إن من يريد أن يعمل في السياسة يجب ألّا يخجل، بل يجب أن يعمل بكل شفافية.
وتابع: “لدينا علامات استفهام حول أموال جمعيات المجتمع المدني، لا سيّما أنها تُصرف إما لإبقاء السوريين، وإما لأسباب سياسية بحتة. هذه الأموال لم تُصرف في مكانها الصحيح، ولم يتم تحويلها لإنتاج مشاريع ناجحة.”
وقال: “النظام السوري السابق، على الرغم من أخطائه، حافظ على كلّ المكونات في سوريا، وهنا التحدي الأهم أمام الإدارة السورية الجديدة، التي يجب أن تضرب بيد من حديد للمحافظة على الوحدة السورية.”
ورأى النائب طوني فرنجية أن القانون الانتخابي النيابي فيه الكثير من الثغرات، فهو أدى إلى نتائج كارثية، ومبدأ العدالة لا يتوفّر فيه، ففي هذا القانون يربح من ينال 70 صوتًا، ويخسر من ينال 10 آلاف صوت.
وأوضح: “كلّ اقتصاد يقوم على عنصرين أساسيين: الثقة والقطاع المصرفي، ومن دون خطة واضحة لأموال المودعين، ومن دون إعادة إطلاق القطاع المصرفي بشكل صحيح، لن نصل إلى بداية الحل الاقتصادي في لبنان، وسنبقى في ظل الاقتصاد النقدي (الكاش).”
وأكد: “حان الوقت كمسيحيين لأن نجتمع معًا من جديد، ونعود كما كنا عليه قبل الحرب الأهليّة.”
وكشف أنه في حكومة الرئيس حسان دياب، نحن الوحيدون الذين لم نوافق وتحفّظنا على موضوع التخلّف عن دفع سندات “اليوروبوند”.
وأضاف: “لا نطالب بأي حصة في التعيينات، والأهم أن تأتي التعيينات وفقًا لمبدأ الكفاءة. التعيينات هي المفتاح الأساس لنجاح العهد، وبشكل خاص ستكون التعيينات القضائية مؤشرًا واضحًا على نجاح العهد.”
وختم النائب فرنجية قائلًا: “المطلوب هو أن نبني مؤسسات عامة تحكمنا، لا أن نقوم بالتحكم بها، وهذا ما نطلبه من الرئيس جوزاف عون.”
المصدر: المركزية