سياسة

انتصار 2021″… صفعة القرن الكبرى ….

كتبت سميرة الناصر
كتبت غزة على لوحة تاريخ الإنتصارات عنوانا لإنتصارها المحقق حفرا وتنزيلا “نصر 2021″ أعاد الروح داخل الجسد الفلسطيني بنكهة الفخر والعزة بعد نكبة 70 عاما تبدلت كل الصورة وعادت شارة النصر لترفع ولو من تحت الأنقاض.كيف جعل من الهدنة انتصار جدلية استطاعت فلسطين ترسيخها في ما سمي بانتصار 2021 لا يقاس النصر بما أخذه العدو من أهداف فحتى دمار فلسطين مبارك وركامها مجيد بهذه العبارة, افتتحت صباحية اليوم باحتفالات ومسيرات تزف اهازيج النصر محتفية بمن ارتقى وما رسخ.
فلسطين واسرائيل ندين مفهوم جديد للتاريخ الحديث وسيشهد ان اسرائيل التي لم تعط اذنا للدول العربية سابقا تناشدها اليوم للدخول على خط الوساطة بينها وبين فلسطين.هدنة من طرف واحد مع الالتزام بوقف النار حتى ساعات الفجر الاولى في ظل ارتقاب المقاومة لأي خلل من اسرائيل لتنهمر عليها بوابل الوعيد بما سماه الناطق الرسمي ” ابو عبيدة” ضربة تغطي كل فلسطين, استفاق الفلسطينيون اليوم على تكبيرات الانتصار بهدنة اذعن لها العدو اولا راجيا اطلاق النار. لم يعد مشروع ما سمي بدولة فلسطين “الدولة الآمنة” آمنة بعد الآن, فالمستوطنون لم يخرجوا من الملاجئ قبل إعلان الطرف الفلسطيني عن الهدنة. نجحت فلسطين اليوم بترسيخ معادلة جديدة بتوحيد صورة فلسطين موجهة الضربة الأقوى للعدو الذي لن يستطيع الاستفراد بأي رقعة أرض فلسطينية على حدى, الشعب الفلسطيني توحد في القدس والضفة وغزة والشتات معنويا وسياسيا اليوم.
بعد طلب اسرائيل من الدول العربية التدخل نجحت الهدنة عبر الوساطة المصرية بموافقة على شروط المقاومة دون الإعلان عنها, الإسرائيليون هزموا عسكريا وسياسيا والاهم اعلاميا لا يريدونها هزيمة ثقيلة أمام الحلفاء والعالم واعلنوها هدنة من طرف واحد عربون انسانية غير موجودة اصلا.وفي مسودة الحل للهدنة شروط نجحت المقاومة باخذها فلن تمد يد على حي الشيخ جراح, ولن يتم اقتحام الاقصى بالحشود الكبيرة كما كان يحدث بالسابق, أنها القدس لا أورشليم عاصمة فلسطين وامكانية تهويدها مستحيلة, بالاضافة لفتح المعابر لكل من القطاع وبينه وبين مصر.
يقرأ المشهد اليوم ليس من رصيد الاهداف الذي سجل, بل من الاهداف التي لم يستطع العدو تحقيقها بغض النظر عن المصالح المتبادلة والمشتركة بين رعاة الهدنة إلا أن اعتراف اسرائيل بندية وجدية فلسطين والطلب من الدول العربية مساندتها لخلق هدنة اعتراف مذعن لإنقلاب الموازين, فهذا اللجوء الإسرائيلي أعاد لتلك بعضا من معنوياتها لكسر نمطية صورة عنجهية إسرائيل السابقة على الدول العربية بعد الانغماس التام تحت ما يسمى بصفقة القرن وعمليات التطبيع لتتحول لصفعة القرن لكل من إسرائيل والدول العربية, ففلسطين اليوم طرف نجح بحصد الأضواء وقلب الموازين وإعادة ترتيب المعايير, جاعلة القدس البوصلة وفلسطين المركزية وما يجري وسيجري بالمحيط ما هو سوى تبدلات مرتقبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى